غداة توقيع اتفاق السلام، الذي جرى التوصل إليه بعد مفاوضات طويلة بين الولايات المتحدة و"طالبان"، والذي يدعو إلى خفض تدريجي لوجود القوات الأميركية في أفغانستان، مقابل ضمانات تتعلق بمكافحة الإرهاب، رفض الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس بندا أساسيا في الاتفاق الجديد، ينص على الإفراج عن الآلاف من عناصر الحركة المتمردة المسجونين في كابول.

وقال غني إن حكومته غير ملزمة بالإفراج عن 5 آلاف من سجناء "طالبان" قبل بدء مفاوضات أفغانية - أفغانية في 10 مارس الجاري، مضيفا أن إطلاق سراح السجناء يمكن أن يتم في إطار أجندة المفاوضات التي يفترض أن تستضيفها أوسلو، وليس كشرط مسبق لها.

Ad

ووفقا لغني، سافر وفد حكومي أفغاني إلى الدوحة، التي استضافت توقيع اتفاق واشنطن و"طالبان"، لبحث جدول أعمال مفاوضات أوسلو ولإدراج إطلاق سراح السجناء عليه.

وأوضح غني أن الولايات المتحدة بإمكانها تسهيل المحادثات الأفغانية، لكن ليس من سلطتها الإفراج عن سجناء، مشيرا إلى أن الهدنة الجزئية التي أعلنتها واشنطن مع المتمردين ستتواصل حتى تصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وألقت تصريحات غني بظلال رمادية على "اتفاق الدوحة"، الذي تراهن عليه إدارة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء أطول حرب أميركية، ووضعت عراقيل أمام عقد المفاوضات مع "طالبان"، التي تصف حكومة كابول بأنها دمية في يد واشنطن.

في هذه الأثناء، أعلنت "طالبان"، في بيان أمس، أن زعيمها السياسي الملا عبدالغني بارادار اجتمع بعدد من الدبلوماسيين البارزين من دول عدة، بينها روسيا وإندونيسيا والنرويج، وبحث معهم المساهمة في إعادة إعمار أفغانستان وإحلال السلام. وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي إنه سيلتقي مع قادة "طالبان" في وقت ليس ببعيد.

من جانب آخر، أشاد وزير خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو بالجهود التي بذلتها قطر لإحلال السلام في أفغانستان، وجهود تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، بما فيها بلاده و"طالبان".

وقال بومبيو، عبر "تويتر"، "تعرف الدوحة أن العالم صار مكانا أكثر أمانا، مع تقدم قوي نحو تسوية سياسية تنهي الحرب في أفغانستان. شكرا لدولة قطر وحلفائنا وشركائنا على دعمهم للسلام في أفغانستان".

في غضون ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، أن طهران تعارض الاتفاق بين واشنطن و"طالبان"، لأنه سيضفي شرعية على وجود القوات الأميركية في أفغانستان المتاخمة للجمهورية الإسلامية.

ورأت طهران أن "اتفاق السلام المستدام في أفغانستان يكون فقط عن طريق الحوار بين الأفغانيين، وبمشاركة جميع الأحزاب السياسية، بما فيها طالبان، وبمراعاة اعتبارات الدول المجاورة".