واصل فيروس "كورونا" المستجد، الذي بات يعرف بـ"كوفيد 19"، انتشاره في العالم مع تسجيل أولى الوفيات في الولايات المتحدة وأستراليا وتايلند، ومع زيادة جديدة في عدد الإصابات في الصين وايران وفي القارة الأوروبية، وباتت حصيلته تقارب 3 آلاف حالات وفاة من أصل أكثر من 86 ألف إصابة في نحو 60 بلدا، من بينها نحو 80 ألف إصابة و2870 وفاة في الصين وحدها.

وفرض زعماء في دول في أوروبا والشرق الأوسط والأميركتين حظرا على التجمعات العامة الكبرى، والمزيد من القيود الصارمة على السفر مع زيادة انتشار الفيروس حول العالم.

Ad

الولايات المتحدة

وتأكدّت أول وفاة على أراضي الولايات المتحدة أمس الأول، ما دفع الرئيس دونالد ترامب الى التشديد على أنه لا سبب يدعو إلى "الذعر".

وأكّد ترامب أن الضحية الأولى لـ "كوفيد 19"، التي أعلنها مسؤولون في ولاية واشنطن، هي امرأة في أواخر الخمسينيات كانت تعيش في مقاطعة كينغ، الأكثر كثافة سكانية في الولاية، حيث تقع سياتل التي يقطنها أكثر من 700 ألف شخص.

وأعلن حاكم ولاية واشنطن جاي إنسلي، حال الطوارئ في ولايته، معتبراً أن هذا الإجراء سيتيح الحصول من السلطات الفدرالية على الموارد المطلوبة للحد من تفشي الفيروس. وأصبحت واشنطن أول ولاية تعلن حالة الطوارئ.

وفي ولاية كاليفورنيا أيضاً، أعلن مسؤولون تسجيل رابع إصابة.

وقال ترامب، في مؤتمر صحافي، في البيت الأبيض إن تسجيل "حالات إضافية في الولايات المتحدة أمر ممكن"، مشيراً الى ارتفاع عدد الإصابات إلى 22 حالة، مضيفاً أنه من المفترض "أن يكون بإمكان الأشخاص الذين لا يعانون مشكلات صحية سابقة أن يتعافوا بشكل تام".

وشدد ترامب على أن "بلدنا مستعد لأي ظروف"، داعياً "وسائل الإعلام والسياسيين وجميع المعنيين إلى عدم القيام بأي أمر قد يثير الذعر".

وأعلن الرئيس وغيره من المسؤولين حظرا أوسع على السفر من إيران، التي شهدت تفشيا سريعا للمرض، وحض الأميركيين على تجنّب السفر إلى المناطق الأكثر تأثّرا بالفيروس في إيطاليا وكوريا الجنوبية.

بدوره، أفاد نائب الرئيس مايك بنس، الذي كلّفه ترامب إدارة جهود مكافحة الفيروس، أنه تم توسيع نطاق الحظر المفروض أساسا على السفر من إيران، ليشمل أي مواطن أجنبي زار الجمهورية الإسلامية خلال الأيام الـ14 الأخيرة.

ونقلت شبكة "سي.إن.إن" الأميركية عن بنس قوله "رغم أن أغلب الأميركيين ليسوا في خطر داهم فإنه من الممكن أن يكون إعلان المزيد من الوفيات في الولايات المتحدة وشيكا بعد إعلان أول حالة".

وإلى جانب حالة الوفاة، أحصيت في الولايات المتحدة 22 إصابة يضاف إليها 47 مصابا أعيدوا إلى الولايات المتحدة.

وتوفي أميركي أصيب بالفيروس مطلع فبراير في مدينة ووهان الصينية، بؤرة انتشار الوباء، حسب ما أكدت السفارة الأميركية حينئذ.

في المقابل، قال ترامب في الاجتماع السنوي الكبير للمحافظين في ضاحية واشنطن "إذا كنا نستطيع مساعدة الإيرانيين في هذه المسألة، فنحن على استعداد بالتأكيد للقيام بذلك (...) الشيء الوحيد الذي يتعين عليهم القيام به هو طلب ذلك. سيكون لنا اختصاصيون رائعون هناك".

إيران

وفي طهران، حيث توقعت السلطات أن يبلغ انتشار الفيروس ذروته في الأيام القليلة المقبلة، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جيهانبور، في مؤتمر صحافي، أمس، تسجيل 11 وفاة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية و385 إصابة جديدة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 54 وفاة و978 إصابة.

ودعا جيهانبور، الإيرانيين إلى تجنب أي تنقلات غير ضرورية والبقاء في المنزل.

ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن "مصدر" مطلع تأكيده توقيف رحلات السياحة الدينية إلى سورية لزيارة مرقد السيدة زينب.

من ناحيته، أعلن قيادي في الحرس الثوري خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون، إن "الحرس خصص منشآت في أنحاء البلاد لمساعدة الناس على مواجهة الفيروس... نحتاج إلى تعاون على مستوى البلاد للتصدي لتلك الأزمة. على المواطنين اتباع ارشادات المسؤولين في قطاع الصحة".

وفي يريفان، أعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، تسجيل أول إصابة بـ"كورونا" لمواطن عائد من إيران المجاورة ويبلغ من العمر 29 عاماً. وأغلقت أرمينيا حدودها مع إيران مدة أسبوعين.

بغداد

وفي السياق، دعت وزارة الصحة العراقية المواطنين "إلى تجنب التجمع والتجمهر لأي سبب كان، ومنها المناسبات الدينية والتجمعات والتظاهرات ومناسبات الأفراح والأحزان وغيرها حماية للجميع من خطر تفشي المرض، خصوصا بعد تسجيل عدد من الحالات في بغداد والمحافظات".

أستراليا

وفي سيدني، توفّي أسترالي يبلغ من العمر 78 عاماً، كان أحد ركّاب سفينة الرحلات الترفيهية "دايموند برنسيس" (أميرة الماس) التي تم اخضاعها لحجر صحي في اليابان.

وبات الرجل أول ضحية للفيروس في أستراليا.

تايلند

وفي بانكوك، قال المدير العام لإدارة مكافحة الأمراض، امس، إن تايلند سجلت أول حالة وفاة بالفيروس لرجل يبلغ من العمر 35 عاما كان يعاني حمى الضنك.

وأوضح أن تايلند رصدت 42 إصابة منذ يناير الماضي.

اليابان

كما توفي رجل في السبعينيات في جزيرة هوكايدو في أقصى شمال اليابان، بعد أن ثبتت إصابته بالفيروس.

وهذه سادس وفاة في اليابان إلى جانب 6 وفيات بين أولئك الذين كانوا على متن "أميرة الماس".

وفي حين أكد ناطق باسم وزارة الصحة السعودية، أمس، أن المملكة جهّزت 25 مستشفى للتعامل مع أي إصابة قد يتم رصدها، شدّد على أن أي إصابة لم تسجل في المملكة.

وأعلنت وزارة الصحة القطرية، أمس، اكتشاف حالتي إصابة جديدتين لقطريين كانا في إيران يوم 27 فبراير، وأنهما يخضعان للحجر الصحي الكامل.

الصين

وفي الصين، أعلنت اللجنة الوطنية للصحة التي تقوم بمقام وزارة الصحة، أمس، في حصيلتها اليومية 573 إصابة جديدة، وهي أعلى حصيلة منذ أسبوع ليبلغ عدد الإصابات المؤكدة 79968 شخصاً.

أما حصيلة الوفيات، فواصلت التراجع مع إعلان 35 حالة أمس، لتصل بذلك أعداد الوفيات الى 2873 شخصا.

كوريا الجنوبية

وأغلقت الكنائس أبوابها في كوريا الجنوبية، وأقامت بدلا من ذلك مراسم القداس عبر الإنترنت، مع سعي السلطات لتجنب التجمعات العامة. وظهرت 376 حالة إصابة جديدة في كوريا الجنوبية ما رفع العدد الإجمالي للحالات فيها إلى 3526.

تايوان

وسجلت تايوان، أمس، الإصابة الأربعين، وأعلنت السلطات رفع مستوى التحذير من السفر إلى إيران.

كما اتهم وزير خارجية تايوان جوزيف وو، الصين بشن "حرب" إلكترونية على الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، لعرقلة جهودها لمكافحة "كورونا" من خلال بث أخبار كاذبة.

فرنسا

وفي أوروبا، ألغت فرنسا التي أصبحت ثاني بؤرة للوباء في القارة الأوروبية، كل "التجمعات التي تضم أكثر من 5 آلاف شخص" في مكان مغلق، وألغت في هذا السياق اليوم الأخير من معرض الزراعة في باريس.

وبلغ عدد الإصابات في فرنسا 100 إصابة، وتوفي اثنان من المرضى.

وحضّ وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران مواطنيه على تجنب القبلات لتجنب انتشار العدوى، كما جدد نصيحته للمواطنين بعدم المصافحة سواء عند اللقاء أو الوداع.

وقال فيران: "ينصح بتقليل التواصل الاجتماعي الجسدي، وذلك يتضمن تبادل القبلات".

أما إيطاليا التي تخطت حصيلة ألف إصابة من بينها 29 حالة وفاة، فاتخذت تدابير بالغة الصرامة منها إغلاق المدارس في ثلاث مناطق، وإلغاء أحداث رياضية أو ثقافية وفرض الحجر الصحي منذ أسبوع على 11 بلدة في الشمال، الرئة الاقتصادية للبلد.

وسجّلت هولندا إصابتين جديدتين، ليرتفع بذلك اجمالي الحالات لديها إلى 6.

وتم تشخيص أول إصابة في لوكسمبورغ، حسب ما أعلنت وزيرة الصحة بوليت لينير، مشيرة الى أن المريض، وهو في الأربعينيات من عمره، كان في إيطاليا.

وأعلنت الحكومة الأيرلندية أول إصابة تم تشخيصها لدى ايرلندي عائد من شمال إيطاليا.

وفي أثينا، ذكرت وزارة الصحة اليونانية أنها رصدت 3 إصابات جديدة، ليرتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 7.

وفي ساو باولو، أكدت وزارة الصحة البرازيلية ثاني إصابة لمريض كان قد زار إيطاليا في الآونة الأخيرة.

لندن

وفي لندن، أكد كبير الأطباء في بريطانيا كريس ويتي، أمس، أن هناك 12 حالة إصابة مؤكدة جديدة بالفيروس، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين إلى 35.

هل يتصرف «كوفيد 19» على غرار «أسلافه»؟

مع انتشار فيروس كورونا الجديد بسرعة في جميع أنحاء العالم، يقول مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة، إنهم يجرون تقييما للمدة التي يمكن أن يعيشها الفيروس على الأسطح، في محاولتهم لفهم خطر انتقال العدوى بشكل أفضل.

وفقا للباحثين الاميركيين الذين يدرسون حالات تفشي الفيروس في الماضي، فإنه يمكن لـ "كورونا" الجديد البقاء على قيد الحياة مدة تصل إلى 9 أيام، إذا ثبت أن "كوفيد 19" مرن مثل السلالات السابقة للفيروس.

فقد خلصت دراسة إلى أن فيروسات كورونا البشرية يمكن أن تظل معدية على الأسطح غير الحية مدة تصل إلى 9 أيام في درجة حرارة الغرفة.

وقال الباحثون إن المعقمات والمطهرات الشائعة يمكن أن تجعل الفيروسات غير نشيطة بسرعة، وقد تتبدد هذه الفيروسات في درجات حرارة أعلى، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان "كورونا" الجديد يتصرف بطريقة مماثلة.

وفي إشارة إلى المدة التي قد يظل فيها "كورونا" الجديد نشيطا على المواد، قال مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، روبرت ريدفيلد إنه "بالنسبة إلى النحاس والصلب فمن الطبيعي، إلى حد كبير، أن يظل نشيطا نحو ساعتين، لكنني سأقول إنه على الأسطح الأخرى، مثل الكرتون أو البلاستيك، فإن الأمر (بقاء الفيروس نشيطا) سيطول أكثر"، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.

والأسبوع الماضي، قالت إدارة الغذاء والدواء، إنها لا تملك أدلة على انتقال "كورونا" الجديد من البضائع المستوردة، مشيرة إلى أن الوضع ما زال "ديناميكيا"، وبالتالي فإنها ستقوم بتقييم وتحديث الإرشادات حسب الحاجة.