عادت الحياة الى ريال مدريد بعد أن حسم مواجهة الكلاسيكو بفوزه على برشلونة حامل اللقب للمرة الأولى في ملعبه منذ 2014، بنتيجة 2-صفر الأحد في المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني، مما سمح له باستعادة الصدارة التي تنازل عنها الأسبوع الماضي لغريمه الكاتالوني.

ويدين النادي الملكي بالفوز إلى الشابين البرازيلي فينيسيوس جونيور وماريانو دياز اللذين سجلا الهدفين، الأول في الدقيقة 71 والثاني في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بعد خمسين ثانية فقط على دخوله.

Ad

وكان فينيسيوس سعيداً بمساهمته في هذا الفوز بالهدف الذي جعله عن 19 عاماً و233 يوما أصغر لاعب يسجل في مباراة الكلاسيكو في الدوري خلال القرن الحادي والعشرين، متفوقاً على نجم برشلونة ليونيل ميسي الذي كان يبلغ 19 عاماً و259 يوما حين سجل في مارس 2007 بحسب شبكة "أوبتا" للإحصاءات.

ودخل الفريقان إلى "موقعة الأحد" في أجواء مختلفة عن مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي في ديسمبر بعد إرجائها قرابة شهرين من موعدها الأصلي بسبب الاحتجاجات الكاتالونية المطالبة بالاستقلال عن مدريد.

لكن غياب التوتر السياسي لم يخفف الضغوط على الفريقين لاسيما ريال مدريد الذي تنازل الأسبوع الماضي عن الصدارة لغريمه الكاتالوني بخسارته أمام ليفانتي صفر-1 خارج ملعبه، قبل أن يتبع هذه النتيجة التي تلت سقوطه في فخ التعادل مع ضيفه سلتا فيغو "2-2"، بخسارة بين جماهيره الأربعاء في ذهاب الدور الثاني لمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي الإنكليزي "1-2".

في المقابل، استعاد برشلونة تدريجياً شيئاً من مستواه بقيادة مدربه الجديد كيكي سيتيين بعد بداية متعثرة مع خليفة إرنستو فالفيردي وسقوط أمام فالنسيا صفر-2 في الدوري ثم خروج من مسابقة الكأس على يد أتلتيك بلباو "صفر-1"، إذ فاز في المرحلة الماضية على إيبار 5-صفر بفضل رباعية للأرجنتيني ليونيل ميسي، ثم عاد الثلاثاء من إيطاليا بتعادل مع نابولي 1-1 في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال.

وفي ظل فارق النقطتين الذي كان يفصل بين برشلونة وغريمه الملكي الذي لم يذق طعم الفوز في الدوري على "بلاوغرانا" في ملعبه منذ 25 أكتوبر 2014 "3-1"، ارتدت مباراة الأحد أهمية مضاعفة للفريقين اللذين فقدا، وإن كان بشكل متفاوت، الكثير من هيبتهما المحلية والقارية.

زيدان يعتمد على إيسكو

وفي ظل غياب البلجيكي إدين البلجيكي الذي تعرض لكسر في كاحله الأيمن سيبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم على الأرجح، اعتمد مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان على إيسكو لمساندة مواطنه كريم بنزيمة بمؤازرة من فينيسيوس وفيديريكو فالفيردي، فيما لعب البرازيلي مارسيلو في مركز الظهير الأيسر على حساب الفرنسي فرلان مندي.

أما في معسكر الفريق الكاتالوني الذي يفتقد فترة طويلة كلا من الأوروغوياني لويس سواريز والفرنسي عثمان ديمبيلي، فلعب التشيلي ارتورو فيدال في الوسط إلى جانب البرازيلي أرتور ميلو من أجل تأمين المساندة الهجومية لميسي والفرنسي أنطوان غريزمان.

وكان ريال الطرف الأفضل في بداية اللقاء لكن من دون فرص حقيقية على مرمى الألماني مارك أندري تير شتيغن باستثناء تسديدة من مشارف المنطقة لبنزيمة علت العارضة بقليل "7".

وانتظر برشلونة حتى الدقيقة 21 ليسجل حضوره الهجومي إثر لعبة جماعية وتمريرة عرضية من جوردي ألبا وصلت إلى غريزمان الذي أطلقها فوق العارضة على الرغم من أنه كان في وضع مثالي للتسجيل.

كورتوا يتألق

ووسط اندفاع ريال نحو مرمى تير شتيغن، كاد برشلونة أن يستغل المساحات لافتتاح التسجيل عبر أرتور ميلو لكن الحارس البلجيكي تيبو كورتوا تألق وأنقذ فريقه "34"، ثم كرر الأمر ببراعة في مواجهة انفراد لميسي الذي فرط في الدقيقة 39 بفرصة مثالية لتعزيز رقمه القياسي بعدد الأهداف في الكلاسيكو "26 حالياً بينها 18 في الدوري".

وانقلبت الأدوار في الشوط الثاني، إذ بدأه برشلونة ضاغطاً لكن من دون فرص حقيقية بل الخطر كان من ريال الذي كان قريباً جداً من الوصول إلى الشباك بتسديدة لولبية رائعة أطلقها إيسكو من مشارف المنطقة، لكن تير شتيغن تعملق وأنقذ فريقه "56".

وحصل ريال على فرصة أخطر عبر إيسكو أيضاً بكرة رأسية تجاوزت تير شتيغن، لكن جيرار بيكيه كان في المكان المناسب لإبعادها قبل أن تتجاوز خط المرمى "61"، ثم أتبعها النادي الملكي بأخرى لبنزيمة بعد عرضية من داني كارفاخال، لكن الفرنسي أطاح بها فوق العارضة "63".

وحاول سيتيين تدارك الموقف بإخراج فيدال والزج بالوافد الجديد الدنماركي مارتن برايثوايت الذي كان قريباً من الوصول إلى الشباك من أول محاولة في أول مشاركة له في الكلاسيكو، لكن كورتوا تألق في وجهه "68".

فينيسيوس يفتتح التسجيل

وجاء رد ريال قاسياً، إذ تمكن فينيسيوس من وضع ريال في المقدمة عن جدارة حين توغل في الجهة اليسرى بعد تمريرة من الألماني توني كروس، قبل أن يسدد من زاوية ضيقة فتحولت الكرة من بيكيه وخدعت تير شتيغن "71"، مسجلاً هدفه الثاني فقط في الدوري هذا الموسم.

وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، أضاف ماريانو دياز الهدف الثاني بعد خمسين ثانية على نزوله بدلاً من بنزيمة، وذلك بتسديدة من زاوية ضيقة جداً بعد تمريرة من كارفاخال "2+90"، ليصبح الدومنيكاني-الإسباني صاحب أسرع هدف للاعب بديل في تاريخ الكلاسيكو.