إدارة الأزمات بالارتجالية
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
لاحقاً استوعبت وزارة الصحة الصدمة، ولملمت صفوفها وتصدر الأطباء والمختصون المشهد، والتزمت الوزارة بمؤتمر صحافي يومياً بكل شفافية، وظهرت جهود العاملين في المستشفيات ومواقع الحجر والمطار والجمارك والجهات الأخرى كمفتشي وزارة التجارة وأفراد وزارة الداخلية والبعثات الدبلوماسية والخطوط الكويتية، ثم بدأت باقي الجهات الحكومية في المبادرة للمشاركة في مواجهة الأزمة الطارئة، وإن كانت أيضاً جهوداً مشكورة لكنها مفككة ومترددة، وتكشف عن انقطاع الاتصال بينها كما حصل في موضوع إجازة التربية مثلاً، وتجميد بصمة الدوام وانفراد مجمع الوزارات في فحص المراجعين من بين كل الجهات الحكومية الكبرى كالتأمينات والبطاقة المدنية وبرج التحرير.الخلاصة، أن أزمة كورونا كشفت غياب الاستعدادات الحكومية للطوارئ العامة، فلا توجد خطة جاهزة ومعدة سلفاً للتعامل مع هذه الأحداث، ولا توجد قيادة مركزية للطوارئ تجمع كل الجهات المعنية وتعمل وفق نظام معروف ومحدد الخطوات، ولا توجد رؤية إعلامية قيادية قادرة على إدارة المشهد وتوجيه المجتمع ونقل المعلومة الصحيحة للعامة، لم نر تنسيقاً مع دول مجلس التعاون لتنفيذ سياسة موحدة للأزمة، لا توجد نظرة لما هو مطلوب من القطاع الخاص توفيره للدولة وقت الأزمات، وبالرغم من تحسن الأمور فما زلنا في منتصف هذه الأزمة الغامضة، وما زالت هناك ملاحظات جديرة بالاهتمام ولا بد للجهات المختصة أن تستعد لما هو قادم من تطورات الأمور. القضية الآن ليست فيروس كورونا، فهذا سيزول بحول الله تعالى، السؤال: ماذا تعلمت الحكومة الموقرة من هذا الدرس العنيف للمستقبل؟ أترك لمخيلتكم النصيحة والجواب. والله الموفق.