صوّت الإسرائيليون، أمس، في ثالث انتخابات تشريعية في أقل من عام لاختيار أعضاء البرلمان "الكنيست" بعد فشل حزب "الليكود"، بزعامة بنيامين نتنياهو، وتحالف "أزرق أبيض"، بزعامة قائد الجيش السابق بني غانتس، في تشكيل ائتلاف حكومي.

وتوجه 6.4 ملايين إسرائيلي إلى أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع لاختيار مرشحهم من بين 29 قائمة حزبية لشغل 120 مقاعدا بـ"الكنيست"، في حين أقيمت مراكز انتخابية خاصة للإسرائيليين الخاضعين للحجر الصحي بسبب فيروس "كورونا" المستجد.

Ad

وسجلت نسب تصويت وصفت بالأكبر منذ 21 عاماً، بالبلدات ذات الأغلبية العربية، حيث يحق لحوالي مليون عربي التصويت، بعد تكثيف "القائمة المشتركة" جهودها لزيادة المشاركة بهدف تعزيز موقعها بالبرلمان.

وحض رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو، المتهم بـ3 قضايا فساد، الإسرائيليين على التوجه إلى مراكز الاقتراع رغم المخاوف المتزايدة من تفشي "كورونا".

وقال نتنياهو بعد الإدلاء بصوته في الانتخابات التي تعتبر معركة "حياة أو موت" له: "أخرجوا للتصويت"، مضيفا أن "كورونا تحت السيطرة الكاملة، ويمكن للناس الإدلاء بأصواتهم بثقة تامة"، ومحذراً من "الأخبار الكاذبة" التي قد تثنيهم عن التوجه إلى مراكز الاقتراع.

في المقابل، أعرب غانتس، وهو المنافس الأبرز لنتنياهو، عن أمله في أن يتوافر مسار جديد في إسرائيل بعد الانتخابات التي تشير الاستطلاعات إلى أنها لن تسفر عن فوز أحد الحزبين بأغلبية مريحة لتجاوز الشلل السياسي الذي تعيشه البلاد.

وقال غانتس، بعد الإدلاء بصوته: "آمل أن نتمكن اليوم من وضع إسرائيل على مسار جديد"، وحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم وحذرهم من الانجرار لـ"الأكاذيب والعنف".

من جهته، دان الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين حملة الانتخابات التي وصفها بأنها "قذرة وبغيضة"، وذلك بعد الإدلاء بصوته في القدس.

وتصاعدت حدة الحملة في الأيام الأخيرة، لا سيما مع نشر عدد من التسجيلات المسرّبة وتقاذف الاتهامات.

وجرت الانتخابات هذه المرة وسط توقعات بـ3 سيناريوهات مختلفة لما ستسفر عنه، أولها تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو بالشراكة مع الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة، أو حكومة برئاسة زعيم تحالف "أزرق أبيض"، أو الذهاب لانتخابات رابعة مرة أخرى.

ويبدو أن السيناريو الثالث هو الذي سيحدث، في ظل تعنت رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، وتأكيده أن حزبه لن يدخل أي ائتلاف حكومي يقوده نتنياهو، لكنه مستعد للانضمام إلى حكومة يقودها مرشح آخر عن حزب "الليكود"، واتهامه نتنياهو، بإبلاغ الأردن عدم نيته المضي قدماً في تطبيق ضم منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وأن التلويح بأن الضم يأتي في سياق انتخابي.