اعتذر رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي عن تكليفه بالمنصب أمس الأول، متهما بعض الأحزاب السياسية بعرقلة مهمته، مما يعمق أزمة داخلية ويهدد بفراغ السلطة على نحو غير مسبوق.

وجاءت الخطوة بعد ساعات من فشل البرلمان للمرة الثانية خلال أسبوع في الموافقة على حكومته وسط مشاحنات سياسية. ويشهد العراق احتجاجات وأزمة بين النواب تؤخر تعافيه من سنوات الحرب.

Ad

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الرئيس العراقي برهم صالح سيبدأ مشاورات لاختيار مرشح جديد لتشكيل الحكومة بعد اعتذار علاوي، لكن الأمر قد ينتهي بفراغ المنصب إذا قرر عادل عبدالمهدي، رئيس الوزراء السابق، الذي يقود حكومة تصريف الأعمال، ترك منصبه.

وأصدر عبدالمهدي بيانا أمس الأول نفى فيه تقارير نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأنه يريد البقاء في المنصب، وقال إنه سيعلن نواياه بعد انتهاء مهلة تشكيل الحكومة.

ولاحقا، أعلن عبدالمهدي أنه يرفص الاستمرار في تصريف الأعمال، ويختار الغياب الطوعي عن حضور الجلسات، مقترحا تكليف أحد نوابه بترؤس جلسات حكومة تصريف الأعمال، ودعا الى تنظيم انتخابات مبكرة في ديسمبر المقبل. وقال علاوي، في بيان، «حاولت بكل الطرق الممكنة من أجل إنقاذ بلدنا من الانزلاق للمجهول، ومن أجل حل الأزمة الراهنة، ولكن أثناء المفاوضات اصطدمت بأمور كثيرة». واتهم سياسيين لم يحددهم بعدم الجدية بشأن الإصلاحات.

وعارضت جماعات سياسية سنية وكردية بشدة اختيارات علاوي، بعد أن تبينت خسارتها حقائب وزارية في حكومة يفترض أن أعضاءها مستقلون. لكن رجل الدين الشيعي النافذ مقتدى الصدر، الذي وضع ثقله خلف علاوي، أصبح الخاسر الأكبر بعد أن عادى المحتجين، واتخذ مواقف اقرب الى طهران منذ اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني وحليفه العراقي الأول أبومهدي المهندس.

وتساءل الصدر، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «إلى متى يبقى الغافلون، ممن يحبون المحاصصة، ولا يراعون مصالح الوطن، يتلاعبون بمصائر الشعب؟ إلى متى يبقى العراق أسير ثلة فاسدة؟ وإلى متى يبقى بيد قلة تتلاعب بمصيره، ظانين حب الوطن، وهم عبيد الشهوات؟».

أما بدر الزيادي، النائب عن كتلة «سائرون»، التي يدعمها الصدر، فقد اتهم عدة أطراف شيعية، بالتعاون مع الأكراد والسنة في عدم تمرير حكومة علاوي، متهما إياها بالإبقاء على نظام المحاصصة في البلاد.

وقال الزيادي إن «90 نائبا شيعيا فقط حضروا جلسة التصويت على تمرير حكومة محمد علاوي»، مبينا أن «العديد من الكتل الشيعية تكلمت في الإعلام فقط عن حضور الجلسة، وأنها مع التصويت على تمرير الكابينة الحكومية، لكن زعاماتها فقط هي من حضرت، بينما بقي نوابها غائبون عن الجلسة».

وقدم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، أمس، شكره الى القوى السياسية الكردية التي وحدت صفوفها إزاء منح الثقة من عدمه للحكومة العراقية الجديدة «رغم اختلاف وجهات نظرها».

جاء ذلك، بينما قالت مصادر أمنية إنه تسنى سماع دوي انفجارين في وسط بغداد في الساعات الأولى من صباح أمس، مع سقوط صاروخين في المنطقة الخضراء.

وذكرت المصادر أن أحد الصاروخين سقط قرب السفارة الأميركية.