كمائن الحروب التي تُكتب بعد نهاية المعارك الحربية تحمل في صفحاتها من الأعاجيب والغرائب ما يحفل بكل ما يُدهش العقول، وقد وقفتُ على خطةٍ حربية رسمتها غرفة عمليات تشرشل في لندن تهدف إلى اختطاف المارشال رومل الملقب بثعلب الصحراء.***
• ومن أجل إنجاح هذه الخطة، قد عُقد في لندن اجتماع سري جداً حضره إلى جانب تشرشل المارشال ويڤل قائد القوات البريطانية في الشرق الأوسط والجنرال وكفلك قائد قوات شمال إفريقيا، واتخذوا قراراً بإلقاء القبض على الرجل الذي لا يُهزم – رومل – والإتيان به حياً إلى لندن مستغلين وجوده في صحراء شمال إفريقيا التي يعتقدون أنهم والفرنسيين أعرف بتضاريسها من الألمان، وبالتالي يسهل عليهم اعتقال رومل.***• فتكونت مجموعة من الفدائيين المدربين على السير في كثبان الساحل الشمالي لمنطقة برقة، وهي منطقة عُرفت بطرقها الوعرة وزئير الرياح فيها لا يصمت. وكانت الخطة تقتضي أن تعبر هذه المجموعة في الظلام الدامس، ويسير كل واحد منهم وهو يحمل على ظهره الأسلحة الرشاشة وحقائب القنابل اليدوية كالأشباح السود في بيداء سوداء.***• المعلومات التي لدى البريطانيين أن القوات الألمانية في شمال إفريقيا لديها فرقة المدرعات لدى منطقة البردية وفرقة مشاة عند منطقة درنة، وأن رومل يقيم إما في درنة أو في ميناء البيضاء. وبدأت العجلة تتحرك، واختار الجنرال كيز قائد فرقة الفدائيين خمسين رجلاً من أعتى الذين تمرسوا بالغارات المفاجئة في الصحراء، وساروا بالليل فتلقى الجنرال كيز نوراً يلمع من وراء صخرةٍ فعرف أنها إشارة من الكابتن هاسلدن الذي يعمل وراء خطوط الألمان، فطلب من الفرقة أن تبقى مكانها ليذهب هو لملاقاة الكابتن، وإذا لم يلقه فسيتعامل مع الموقف فوراً.***• ولكنه وجد الكابتن هاسلدن في انتظاره :- هه؟... هه؟... هل رومل في البيضاء؟- أجل.- الخطة كما هي إذاً؟- سأقودكم إلى الڤيلا التي يقيم فيها رومل.***• واقترب الجميع من الڤيلا التي كانت مظلمة تماماً، مما يدل على أن كل من فيها نيام وأعطى القائد أوامره:- لا تدعوا أحداً يتصدى لكم دون أن تصرعوه.وما إن اقتحموا الڤيلا حتى وجدوا الألمان قد استعدوا لهم بكامل أسلحتهم، وفُتحت عليهم نار جهنم. ولم تستمر المعركة أكثر من ربع ساعة حتى أبيدت الفرقة الانتحارية عن بكرة أبيها.***• ثم تبين أن المارشال رومل لم يقم في البيضاء مطلقاً، وإنما كان في منطقة عين الغزالة، إلا أن المعلومات التي وصلت إلى البريطانيين من القاهرة كانت مضللة، لأنها أُرسلت إلى الإنكليز من عملاء للنازية في القاهرة.***• وقد وردت أسماء عربية معروفة للعملاء النازيين في القاهرة قد يحول الرقيب دون ذكرها، لكن بعضهم قد حوكم في القاهرة نفسها وألقي بهم في السجن.
أخر كلام
ثعلب الصحراء!
03-03-2020