كل عطسة وأنتم بخير
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
ماذا عنا هنا في دولة "هذا ولدنا"؟ وكل يوم تعيين وزير واستقالة وزير، فهي تعيينات جاءت على البركة والمصادفة، ترافقها تصريحات نيابية طائفية مخجلة لا يصح أن تصدر حتى لو كنا في أفضل الظروف، وليس في مثل ظرفنا اليوم، كيف يمكن أن نقابل تحدي "آثار كورونا" الاقتصادية مع استمرار إدارة سياسية ثابتة شعارها الأبدي هو الهون أبرك ما يكون؟! البورصة انهارت والركود يهيمن على الأسواق، هل يتصور أحد ما ولو بالخيال والوهم أن الإدارة السياسية ستستغل هذا الظرف والتحدي لتشرع في إصلاحات مالية اقتصادية وتقلب نظام الإدارة في مؤسسات الدولة برمتها التي يخنقها الروتين والبيروقراطية الفاسدة، وتبدأ في الوقت ذاته فتح الأبواب لمصالحة وطنية مع إسقاط قوانين قتل حرية التعبير التي أبدعتها السلطة في السنوات الأخيرة مع هيمنة الوصاية الأبوية؟يا ليت، ويا ليت هنا تعني تمني المستحيل، فنظام لم يتعلم في السابق من صفعات مرعبة كاحتلال الدولة ومسحها من خريطة العالم لسبعة أشهر، ولم يتعلم من أزمة 2008 المالية، ولا هزات كبيرة قبل وبعد هذه التواريخ، كيف له أن يتعلم اليوم؟! أولويات النظام اليوم هي ماذا كتب هذا أو ذاك المغرد؟ وكم شكوى داخلية وخارجية عليهم؟ وافتحوا تحقيقاً جنائياً معهم وارموهم في السجون، حتى يتعلموا الأدب في مخاطبة السلطات العامة.لم ولن يتعلم "سيفوه"، فهو غير قابل للتعليم، فلنشغل أنفسنا بالكمامات الواقية، وكم عطسة مرضية رمت بها السلطة في وجه المستقبل، "واتشو" ورحمك الله يا سلطة وارحمينا من هذا الاستبداد والضياع، واسحبوا الغطاء على دولة صفية، وأحلام سعيدة وكل عطسة وأنتم بخير.