بمجموعة استثنائية من المنحوتات المعاصرة، التي تربط الماضي بالحاضر، نظم "غاليرى زايكبيجا"، الكائن بمنطقة زايد بالقاهرة، معرضا للفنان حسن كامل بعنوان "بنت الشمس"، مستوحى من الفن والعمارة المصرية القديمة، حيث تبرز المنحوتات الدور الذي لعبته مصر القديمة على مستوى الفن والثقافة.

ويعتمد المعرض على ثلاثة جوانب رئيسية: البحيرة المقدسة والشمس وزهرة اللوتس، وترتبط التمثيلات التصويرية في المعرض بالبحيرة المقدسة بطرق مختلفة: إما بجثث تحولت حرفياً إلى قوارب تبحر على طول البحيرة، أو تُظهرهم يصنعون قوارب يستخدمونها لنقلهم حولها، وتم تصوير البحيرة كمصدر للأمل. ويتم تمثيل الشمس من خلال مختلف الذهبيات وأعمال التماثيل، والتي ترمز إلى الشباب والتفاؤل والتجدد، في حين ترمز زهرة اللوتس للحيوية والأمل الملهم والإيجابية.

Ad

وفي تقديمه للمعرض، قال كامل إن "بنت الشمس" يأتي استمرارا لمجموعة معارض الخبيئة والكشف عن الأعمال القائمة على جوانب البحث عن أسرار الحضارة المصرية القديمة، والرغبة في التقاط الخيوط الموصلة والملهمة والباعثة للقوة، من خلال الثقافة الفنية للحضارة المصرية القديمة، وقدرتها على مد الروح بمسارات فكرية، تحث في المقام الأول الفنان على ترجمة هذه الخلفيات إلى معادل تشكيلي يقدم للمتلقي وللمجتمع بهدف نشر شحنه من الفكر والفن المرتبط بإرث وتاريخ مصر العامر بالقيم والبحث والابتكارات الفنية، التي لها دورها البارز في تاريخ الإنسانية.

وأوضح كامل أن معرضه يعتمد على ثلاثة عناصر، تمثل أركاناً ومنطلقات فكرية تحمل موجات من التحفيز، وبث روح تسعى للتحرر من الطاقات السلبية، تبدأ بـالبحيرة المقدسة، والإحياء المستمر لرغبة الإنسان في التطهر وغسل النفس مما يشوبها من حمول تجثو على صدره، في محاولة شبه دائمة للوصول إلى حالة التوازن النفسي، والتخلص من القوى التي تضغط بطريقة أو بأخرى على طبيعة البشر الخيرة المسالمة، التي يناوشها من حين إلى آخر وسوسة النفس من الداخل، أو دوافع قوى الشر المحيطة.

وأشار إلى أن الإنسان يرتبط بالبحيرة المقدسة مرة، حين يتحول بجسمه إلى مركبة تسبح فوق صفحاتها، أو يصنع لنفسه مركبا يتجول به فيها تبركا وتقديسا، والشمس بنورها ودورها في الكشف عن سحر الطبيعة، وتحويل طمسه في ظلمه الليل إلى جمال ووضوح، حين تنشر ضوءها الذهبى المنير.

وأكد أن "بنت الشمس" الممثلة في نضارة العمر ونضوجه، في طلة بهية متفائلة مبتسمة، يسكنها القمر على خصرها الولود، تشير به في كفيها باعثة الأمل والحلم لمحبي الأمسيات السماوية.