في محاولة جديدة من إجراءاتها المتتالية للحدّ من انتشار فيروس "كورونا" الجديد المعروف باسم "كوفيد 19" في أراضي المملكة، حظرت السعودية دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والمقيمين فيها الذين سافروا إلى خارج دول المجلس خلال الـ 14 يوماً السابقة.

ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" الرسمية (واس)، أمس، عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، إن "المملكة اتخذت إجراءات احترازية إضافية عند المنافذ الحدودية، تجاه الأشخاص الذين زاروا دولاً موبوءة بالفيروس".

Ad

وقال المصدر، إن المسافرين القادمين من أي دولة أخرى عضو في مجلس التعاون، يتعين أن يقضوا 14 يوماً متصلة في أيّ من تلك الدول وألّا تكون أعراض الإصابة بالفيروس ظاهرة عليهم قبل منحهم تأشيرات الدخول.

وتابع أن المواطنين السعوديين والمقيمين في المملكة القادمين من دول مجلس التعاون يجب أن يبلّغوا السلطات لدى وصولهم بأي سفر لهم إلى خارج دول المجلس خلال الأيام الـ 14 الفائتة.

ونشر مركز الاتصال والإعلام الجديد التابع لوزارة الخارجية السعودية مقطع فيديو عبر حسابه على "تويتر"، أكد فيه أن "إيران من الدول التي يتفشى فيها الفيروس، والسفر إلى الجمهورية الإسلامية يعتبر خطراً صحياً، ومخالفة يعاقب عليها القانون".

السلطنة

وكانت وزارة الخارجية في عُمان، أعلنت أمس الأول، أن السلطنة حظرت دخول الزائرين من الدول التي انتشر فيها "كورونا" على جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية، من دون أن تحدد أسماء تلك الدول.

كما أكدت وزارة الصحة العمانية، أمس، تسجيل 6 حالات جديدة في السلطنة ليبلغ إجمالي عدد الحالات 12 حالة.

وفي الدوحة، أعلنت وزارة الصحة القطرية، أمس، تسجيل إصابة جديدة، مما يرفع عدد الحالات المسجّلة بالبلاد إلى ثماني حالات.

وأوضحت الوزارة أن الإصابة لمواطن "من الذين قامت الدولة بإجلائهم على متن طائرة خاصة من إيران في 27 فبراير الماضي".

طهران

وفي طهران، أعلن نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي في تصريحات بثّها التلفزيون الرسمي، أمس، 11 وفاة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، مما يرفع إجمالي حصيلة الوفيات جرّاء المرض في الجمهورية الإسلامية إلى 77.

وقال إن مجموع الإصابات بلغ 2336 بينها 835 إصابة جديدة، اي بمعدل نحو 1000 اصابة يومياً.

من ناحيته، قال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، عبر حسابه في "تويتر"، أمس، إن "مسؤولينا أطلعوا الناس على ما يجري منذ اليوم الأول لظهور كورونا، بكلّ صفاء وصدق وشفافية".

وأضاف "أن بعض الدول الأخرى التي تعاني أكثر من شدّة هذا المرض وتفشّيه، تمارس سياسة الكتمان".

كما طالب خامنئي الإيرانيين باتباع تعليمات السلطات، قائلاً: "لا تخالفوا توصيات وتعليمات السلطات المسؤولة فيما يتعلق بغسل اليدين والوجه والعيش في بيئة نظيفة وليس إصابة هؤلاء ومنع الإصابة عن أولئك".

وبينما نقلت وكالة "فارس" عن المتحدث باسم منظمة الطوارئ الإيرانية مجتبى خالدي تأكيده إصابة رئيس المنظمة بير حسين كوليوند بالوباء، استمر الفيروس في التمدد بين صفوف المسؤولين في إيران. فقد أعلن نائب رئيس البرلمان عبدالرضا مصري، أمس، إصابة 23 نائباً بالفيروس.

الجثث مكدسة في مغاسل قم

نشر ناشطون إيرانيون فيديو التقطه أحد سكان مدينة قم، يظهر تكدساً لجثث في أحد المغاسل، بانتظار دفنها، بعد تأخر أيام، لعدم توافر أماكن وظروف مناسبة لدفنها من قبل السلطات المعنية في المدينة. وأظهر الفيديو أحد الأشخاص يقول: "انظروا إلى تلك الجثث المكدسة، كما ترون هناك العديد من جثامين ضحايا كورونا، وقد بقيت لأكثر من 6 أيام، هكذا معروضة لعدم توافر ظروف الدفن المناسبة". وتابع: "المصيبة كبيرة أكبر مما تتصورون أو تسمعون من السلطات الإيرانية ووسائل الاعلام، يموت يوميا العشرات في المدينة".

وأظهر المصور جثة هادي خسروشاهي، الرئيس السابق لمكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، الذي توفي الخميس الماضي إثر إصابته بالفيروس في قم.

ونقلت وكالة "نادي المراسلين الشباب" الحكومية عن مصري، إن إصابات هؤلاء النواب جاءت بسبب احتكاكهم بالناس، لكنه لم يذكر أسماء النواب المصابين، إلا أن أسماء 5 نواب كانت كشفت سابقاً وهم كل من قاسم ميرزائي نكو ومجتبی ذوالنور ومحمود صادقي وأحمد امیرآبادي فراهاني ومعصومة ابتكار.

وكانت "الجريدة" كشفت أن النائب فراهاني الذي انتقد الحكومة وتحدث عن وفاة 10 أشخاص في قم يومياً لم يلتزم بالحجر الصحي، وشارك في جلسة للبرلمان وقد يكون هو مصدر تفشي الفيروس بين النواب.

وأفادت وسائل إعلام محلية مساء أمس الأول بإصابة حسين شيخ الإسلام، المستشار السابق لوزير الخارجية محمد جواد ظريف.

وأعلن الرئيس التنفيذي للبنك الوطني الإيراني (ملي) ورئيس جمعية البنوك، محمد رضا حسين زاده، أمس الأول وفاة 4 من موظفي البنوك الإيرانية جراء الإصابة بكورونا، بعد وفاة محمد مير محمدي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام بالفيروس، بالتزامن مع تأكيد منظمة الصحة العالمية إصابة أحد موظفي مكتبها في العاصمة الإيرانية.

وأعلن الناطق باسم السلطة القضائية في إيران أمس، أن السلطات منحت إجازات لأكثر من 54 ألف سجين لوقايتهم من الإصابة بفيروس "كورونا".

وقال المتحدث، إن السجينة البريطانية من أصول إيرانية نازنين زاغري بصحة تامة.

إلى ذلك، ارتفعت حصيلة وفيات "كورونا" في الولايات المتحدة إلى 6 جميعها في ولاية واشنطن.

وسجلت 5 من الوفيات الست في مقاطعة كينغ الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولاية التي تضم مدينة سياتل البالغ عدد سكانها 700 ألف نسمة، في حين سُجّلت حالة الوفاة السادسة في مقاطعة سنوهوميش.

من ناحيته، أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس بمؤتمر صحافي، أن 43 حالة من المصابين هم من داخل الولايات المتحدة و48 حالة لأفراد كانوا في زيارة لبلدان أخرى.

وذكر أن الخبراء المعنيين بمكافحة الفيروس أكدوا أن درجة خطورة تعرض الأميركين للإصابة تبقى متدنية، مشيراً إلى أن "اللقاح قد لا يتوفر حتى نهاية العام أو العام التالي، لكن العلاج لتخفيف آلام الأشخاص الذين يلتقطون الفيروس قد يصبح متوفراً بحلول الصيف أو بداية الخريف".

وكان الرئيس دونالد ترامب، أعلن أن العمل جارٍ لإيجاد لقاح أو علاج للفيروس.

وقال: "إننا نعمل بجد مع المراكز الوطنية الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها ومع الجميع بشأن هذا الموضوع الذي أصبح كبيراً جداً". وأكد أن الولايات المتحدة "في حالة جيدة جداً ومهنيونا يقومون بعمل رائع".

الحرم المكي يخلو من المعتمرين

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو للحرم المكي وهو خال تماما من المعتمرين، في سابقة تاريخية. ويظهر في مقاطع الفيديو مصلى الحرم وصحن الطواف والصفا والمروة، خالية تماما من المصلين والمعتمرين.

وعلّق مصور الفيديو بالقول، إنه لأول مرة يشاهد الحرم بهذه الطريقة، بعد أن طبقت السلطات منعا للعمرة والزيارات للمملكة كإجراء وقائي ضد "كورونا". وكانت السلطات السعودية أعلنت، تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي للحيلولة دون تفشي الفيروس داخل البلاد.

كوريا

وفي سيول، أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي ـــ إن، "الحرب" على الفيروس، أمس، حيث استنفرت جميع الوكالات الحكومية مدة 24 ساعة مع اقتراب إجمالي الاصابات بـ "كوفيد 19" إلى 5 آلاف، وهو العدد الأكبر في العالم خارج الصين.

وقال مون، إن الحكومة ستضخ أكثر من 25 مليار دولار في الاقتصاد للتعامل مع الوضع "الخطير" الناجم عن تفشي الفيروس.

وصرّح مون "دخلت البلاد بأكملها في حالة حرب مع المرض المعدي"، وأمر جميع الوكالات الحكومية بالعمل على مدار الساعة للتعاطي مع الوضع.

وأكدت كوريا الجنوبية 600 إصابة جديدة، أمس، حيث ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 28 مع تسجيل حالتي وفاة جديدتين، وفق بيان لـ"مراكز كوريا للسيطرة على الأمراض والوقاية منها".

الصين

بدورها، سجّلت الصين أمس، 125 إصابة جديدة، في أدنى حصيلة يومية منذ ظهور الفيروس قبل ستة أسابيع. وبالإجمال فإن عدد الإصابات بلغ 80 ألفاً داخل الصين.

كما تم تسجيل 31 حالة وفاة، وفق لجنة الصحة الوطنية، وجميعها في مقاطعة هوبي مركز انتشار الفيروس، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات الى 2943.

وقالت مساعدة الأمين العام لحكومة بلدية بكين تشن بي، أمس، إن جميع المسافرين القادمين للمدينة من كوريا الجنوبية واليابان وإيران وإيطاليا، سيخضعون للحجر الصحي لمدة 14 يوماً.

لندن

وفي لندن، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون في مؤتمر صحافي للحكومة، إن "السلطات البريطانية على أهبة الاستعداد، وتسعى إلى توفير رعاية صحية كريمة لكل البريطانيين في مواجهة كورونا"، مشدداً على أن "الجيش سيدعم جهود مكافحة انتشار الفيروس عند الحاجة".

وأضاف: "نعدّ للاحتمالات الأسوأ في مواجهة تفشي كورونا، ونحن بحاجة إلى شهرين على الأقل كي نعرف حجم انتشاره وخطورته، وقد نلجأ إلى منع التجمعات وإغلاق المدارس كإجراء احترازي في مواجهة الفيروس".