حقق حزب "الليكود" بزعامة رئيس حكومة تصريف الأعمال بنيامين نتنياهو نصراً "غير مكتمل"، وحل أولاً في النتائج الأولية لانتخابات "الكنيست" البرلمان، التي أجريت أمس الأول، دون أن يتمكن من تحقيق أغلبية تخوله تشكيل الحكومة الجديدة منفرداً، في حين اعترف خصمه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض" بزعامة قائد الجيش السابق بيني غانتس بـ"خيبة الأمل".

وأظهرت النتائج الأولية لانتخابات الكنيست الـ23، بعد فرز %90 من الأصوات، حصول كتلة اليمين على 59 مقعدا، في حين ارتفع عدد مقاعد "القائمة المشتركة" إلى 15 مقعداً، بعد أن سجلت أعلى نسبة تصويت بالبلدات العربية منذ 1999.

Ad

ووفقا للنتائج الرسمية المرحلية التي أعلن عنها، أمس، يحصل حزب "الليكود" على 36 مقعداً، وتحالف "أزرق أبيض" على 32 مقعداً، و"القائمة المشتركة" على 15 مقعداً، و"شاس" على 10 مقاعد، و"يهدوت هتوراه" على 7 مقاعد، و"يسرائيل بيتنو" بزعامة إفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد، وتحالف "العمل، غيشير، ميرتس" على 7 مقاعد، وتحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا" على 6 مقاعد.

وبهذه النتائج المرحلية يحصل معسكر نتنياهو على 59 مقعداً، ومعسكر غانتس "أزرق أبيض" وتحالف العمل- ميرتس" على 39 مقعداً.

ومن المقرر أن تصدر النتائج النهائية اليوم أو غداً، بعد فرز أصوات ما يسمى بـ"المغلفات المزدوجة"، وهي أصوات المساجين والجنود والمرضى وغيرهم، والصناديق المعزولة بسبب فيروس كورونا، وتقدر ببضعة آلاف الأصوات.

وأظهرت استطلاعات أن الكتلة اليمينية وعمادها "الليكود"، ستحصل على ستين مقعداً، وستكون بحاجة إلى صوت واحد إضافي لتشكيل حكومة بأغلبية 61 نائبا من أصل 120 في "الكنيست".

والانتخابات العامة التي جرت، أمس الأول، هي الثالثة في إسرائيل خلال أقل من عام. وخرجت الجولتان السابقتان بنتائج متقاربة جداً بين نتنياهو وغانتس، ما حال دون تمكن أي منهما من تشكيل ائتلاف حكومي يحظى بالأكثرية المطلوبة.

احتفاء نتنياهو

من جهته، احتفى نتنياهو، المتهم بسلسلة من ملفات الفساد، بـ"انتصاره الكبير"، الذي جاء رغم كل الصعاب، في الانتخابات التي كانت حاسمة لبقائه السياسي.

وقال نتنياهو، في خطاب وسط أنصاره: "هذا النصر الذي فاق كل التوقعات أكبر من نصر عام 1996، لقد واجهنا كل القوى التي قالت إن عهد نتنياهو ولى وانتهى". وأضاف: "انتقلنا من بيت إلى بيت، ومن شارع إلى شارع، وجبنا البلاد بطولها وعرضها، والتقينا مواطني إسرائيل، حيث كان لابد أن نقنع البعض وننقل لهم عدوى حماسنا". وتابع: "كان لهم ثقة فينا، لأنهم يعرفون أننا جلبنا أحسن ما يمكن لإسرائيل".

وأكد نتنياهو: "نحن حوّلنا إسرائيل إلى دولة عظيمة، قمنا بتنمية علاقات دولية لم تكن موجودة مع دول عربية وإسلامية، ومع زعماء دوليين بينهم دول عربية هم أكثر مما تتخيلون، وعندما أقول إننا سنعقد معاهدات سلام مع دول عربية فأنا لا أتحدث لغوا، فوراء الأكمة ما وراءها. نحن فقط القادرون وليس أحد سوانا".

وأشار إلى أنه عازم على تشكيل حكومة قومية وقوية، لافتاً إلى أن "الفوز جاء خلافا للتوقعات وحان الوقت لإنهاء جولات الانتخابات... سننفذ وعودنا الانتخابية، وعلى رأسها الشروع فوراً بضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية".

وكان أنصاره يهتفون أثناء خطابه ويغنون "بيبي ملك إسرائيل يبقى حياً".

خيبة أمل

في المقابل، أقر غانتس بخيبة أمله من نتائج الانتخابات. وقال غانتس إن تحالفه واجه حملة انتخابية تمثلت بمستواها المنخفض، الذي لم تشهد إسرائيل مثيلاً له في تاريخها. وأضاف أمام أنصاره أن تحالفه سيبقى موحداً وأن إسرائيل بحاجة الآن إلى الوحدة والمصالحة.

وعلق رئيس "القائمة المشتركة" أيمن عودة على تقدم نتنياهو بالقول إن حزبه حقق "إنجازاً منقطع النظير" وسيمنع نتنياهو من تأليف الحكومة المقبلة وسيسقط تلقائيا في حال حصول القائمة المشتركة على 16 مقعدا.

وقبيل إعلان النتائج، قال عودة إن الفلسطينيين سينتصرون على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام المعروفة بـصفقة القرن، عبر إطاحة نتنياهو.

في غضون ذلك، تقدمت منظمة غير حكومية بالتماس إلى محكمة العدل العليا للمطالبة بمنع نتنياهو، الذي سبق أن وُجهت له اتهامات بالفساد، من تشكيل الحكومة القادمة، بسبب احتمال خلق حالة من تضارب المصالح، لأنه لن يتمكن من القيام بمهام عمله وسيذهب إلى المحكمة يومين أو ثلاثة كل أسبوع، مع بدء جلسات محاكمته بتهم الفساد منتصف مارس الحالي.

وفي نوفمبر الماضي، أصبح نتنياهو البالغ 70 عاماً، بينها 14 عاما في السلطة، أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل توجه إليه اتهامات قضائية خلال توليه منصبه.

في السياق، كشف رئيس كتلة "الليكود" في "الكنيست"، ميكي زوهار، أمس، أن حزبه يُجري اتصالات، بدأت قبل يوم من الانتخابات، مع أعضاء "كنيست" من خارج كتلة اليمين والحريديين بهدف انشقاقهم عن كتلهم وانضمامهم إلى جبهة نتنياهو. وأكد أن احتمال تشكيل حكومة وحدة مع غانتس قائم، دون امكانية بحث التناوب على رئاسة الوزراء بين نتنياهو وغانتس، التي كانت مطروحة بعد الانتخابات الماضية، التي أسفرت عن تعادل "الليكود" و"أزرق أبيض".

في هذه الأثناء، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، استعداد السلطة الفلسطينية للتعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بالوصول لـ"السلام العادل والشامل" القائم على قرارات الشرعية الدولية، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

مناورات مشتركة

على صعيد منفصل، انطلقت أمس مناورات إسرائيلية - أميركية من المقرر أن تستمر حتى الثالث عشر من مارس الحالي بهدف تحسين الجاهزية للتصدي للتهديدات التي تمثلها الصواريخ والقذائف الصاروخية.

وتجرى المناورات في عدة مناطق في إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة.