أعلنت الرئاسة المصرية، أمس، أن الرئيس الأميركي أبلغ نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، أن "أميركا ستواصل الدفع من أجل إبرام اتفاق بشأن سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان".يأتي ذلك، بينما أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين، أن الولايات المتحدة "شعرت بخيبة أمل شديدة لغياب إثيوبيا عن اجتماع بشأن سد النهضة".
وكان وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندرجاتشاو، قال أمس، إن بلاده تبني سد النهضة، لأنها تملك الحق الكامل في ذلك، مع التزامها بالحفاظ على مصالح دول المصب وعدم إلحاق أي ضرر بها.وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سليشي بيكلي، أن بلاده تؤمن بأن المفاوضات هي الحل الوحيد للوصول إلى اتفاق، معرباً عن رفضه للتحذير المصري الذي قال إنه "ليس في مصلحة الجميع، ولن يؤدي إلا إلى تدمير العلاقات".وقال أندرجاتشاو، إن بلاده لديها الحق الكامل في انتشال مواطنيها من الفقر باستخدام مواردها الطبيعية، مضيفاً أنه "على الرغم من بناء إثيوبيا للسد انطلاقاً من ذلك، فقد دخلت في محادثات من أجل تعزيز الثقة مع دولتي المصب (مصر والسودان)".وتساءل الوزير عن دور الولايات المتحدة والبنك الدولي في عملية التفاوض، مشيراً إلى أنه لا بد أن يكون دورهما واضحاً ومحدداً ومنحصراً في الرقابة فقط.واتهم وزير الخارجية الإثيوبي أميركا بالانحياز لمصلحة مصر في مفاوضات سد النهضة.وذهب الوزير إلى أبعد من ذلك، حين قال إن الولايات المتحدة والبنك الدولي لديهما مصلحة في صياغة قانون يتجاوز المشاركة بصفة مراقب.وقال غيدو: "البيان الأخير الصادر عن الولايات المتحدة غير دبلوماسي ولا يتوقع صدوره من دولة عظمى مثلها. نريد من الأميركيين أن يؤدوا دوراً بناء، أما أي دور آخر فلن نقبله".وشدد على أن إثيوبيا تقيم سداً على أراضيها وتحت سيادتها الكاملة، ولا ينبغي تدخل الولايات المتحدة أو دولة أخرى في تحديد مصلحتها، مبدياً دهشة أديس أبابا من صدور مثل هذا البيان من دولة عظمى.من جهته، أعلن وزير الري خلال المؤتمر بدء تخزين 4.9 مليارات متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع سد النهضة يوليو المقبل.وقال إن بلاده ستبدأ في موسم الأمطار المقبل في يوليو بعملية تخزين المياه وسيليها اختبار توليد الطاقة في مارس 2021.وتابع أن نسبة أعمال البناء في سد النهضة بلغت 71 في المئة، موضحاً أن بلاده تمارس حقها الطبيعي وفق المبادئ في الاستفادة الكاملة من مواردها المائية، مع مراعاة التزامها بعدم إحداث أي ضرر على دول المصب.من ناحية اخرى، أكد الرئيس المصري أن أمن الخليج العربي مرتبط بالأمن القومي المصري، وشدد خلال استقباله، أمس، وزير خارجية مملكة البحرين عبداللطيف الزياني، على عمق العلاقات التي تجمع مصر والبحرين.وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي، إن اللقاء شهد التباحث حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلاً عن التشاور إزاء المستجدات على الساحة الإقليمية، وأكد السيسي ارتباط أمن الخليج بالأمن القومي المصري، مع التأكيد علي حرص القاهرة على تطوير التعاون والتنسيق الثنائي الوثيق لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين، وكذلك الأمة العربية. وأضاف راضي أن الزياني سلّم رسالة من الملك حمد بن عيسى إلى السيسي، تضمنت اعتزاز الحكومة والشعب البحريني بما يجمعهما بمصر وشعبها من أواصر تاريخية وطيدة وعلاقات وثيقة في مختلف المجالات، والإعراب عن التقدير البالغ للدور الاستراتيجي والمحوري الذي تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس في حماية الأمن القومي العربي والدفاع عن قضايا الأمة العربية، وكذلك مساعي مصر الدؤوبة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك ارتكازاً على ثقل ومحورية دور مصر ومقوماته الكبيرة على الساحة الدولية.في الأثناء، بحث السيسي ووزير خارجية الكونغو جان كلود جاكوسو، أمس تبادل الرؤى بشأن الأزمة الليبية وتداعياتها على الأمن الإقليمي والقارّي، إذ تم التوافق على ضرورة تكثيف التنسيق بين البلدين في هذا الصدد، بهدف التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق، لاسيما من خلال دعم تنفيذ مخرجات عملية برلين، ورفض أى تدخل خارجي في الأراضي الليبية.وتسلم السيسي أثناء اللقاء رسالة من الرئيس ساسو نجيسو، بشأن آخر تطورات القضية الليبية على ضوء تولي الرئيس الكونغولي رئاسة لجنة ليبيا رفيعة المستوى بالاتحاد الإفريقي، كما تضمنت الرسالة الإعراب عن التقدير لمصر وشعبها وقيادتها، وللدور المصري الحيوي في إفريقيا، خصوصاً خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي من أجل تحقيق التنمية الشاملة وصون السلم والأمن بالقارة.
دوليات
ترامب للسيسي: سنواصل الدفع لاتفاق بشأن «النهضة» بين القاهرة وأديس بابا والخرطوم
04-03-2020