عادات اجتماعية جديدة تظهر في «زمن كورونا»
في إجراء غير مسبوق لمواجهة الطلب الكثيف على الكمامات بسبب تفشي فيروس كورونا، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر موقع تويتر، أن بلاده تصادر حالياً جميع مخزونات الكمامات الطبية الواقية لديها، إلى جانب تلك التي يجري إنتاجها.إلى ذلك، أدخل الفيروس سلوكيات جديدة إلى المجتمعات في كل أنحاء العالم؛ للوقاية من انتقاله من شخص إلى آخر، أبرزها رفض المصافحة باليد والتقبيل والمعانقة، وإلقاء التحية بـ«هز القدم».ففي بكين، حيث بدأت أزمة «كورونا»، كُتب على ألواح حمراء عبارات تشجع الناس على تجنب المصافحة والاستعاضة عنها بضم اليدين، كل شخص على حدة، وتنصح كذلك باستخدام حركة «غونغ شو» التقليدية (وضع قبضة يد في كف الأخرى) لإلقاء التحية.
وفي إيران، حيث ينتشر شعار «لن أصافحك لأنني أحبك»، تطورت طريقة جديدة لإلقاء تحية تتمثل في دفع قبضة مغلقة نحو قبضة الشخص الآخر دون ملامسة.كما يظهر مقطع فيديو تتم مشاركته على وسائل التواصل ثلاثة رجال، اثنان منهم يضعان قناعاً، يحيون بعضهم وأيديهم في جيوبهم من خلال ضرب أقدامهم بأقدام بعض، فهل هذه طريقة جديدة لقول «مرحباً» في زمن فيروس كورونا المستجد؟وبينما أعادت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية سيلفي بريان نشر رسم يظهر طرقاً بديلة لإلقاء التحية، ومنها «هز القدم»، أو ضرب المرفق بالمرفق، ذكر فيليب ليشتفوس، وهو خبير في الأدبيات، خلال مقابلات مع وسائل إعلام عدة، أن المصافحة عادة حديثة نسبياً، ويعود تاريخها إلى العصور الوسطى، مشدداً على ضرورة «النظر إلى الشخص الذي نحييه». وتخلت عدة مؤسسات عن «هونغي»، وهي تحية تقليدية لشعوب الماوري تتمثل في ضغط أنوف الأشخاص وجبهاتهم. وفي هذا السياق، استبدلت جامعة ويلتيك في ويلينغتون «هونغي» بنشيد «واياتا» الماوري لاستقبال الطلاب الجدد.ولتقديم مثال على تلك العادات الجديدة، رفض وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر أمس الأول مصافحة اليد الممدودة للمستشارة أنجيلا ميركل، قبل أن يضحك المسؤولان بعدها.وأجازت الكنيسة الأرثوذكسية، التي تتبعها أغلبية السكان، للمؤمنين عدم تقبيل الرموز في الكنائس، والاستعانة بملعقة مخصصة لاستخدام واحد للمناولة.وفي لبنان، انتشرت «هزة القدم» أيضاً، حيث أظهر مقطع فيديو المغني راغب علامة، والممثل الكوميدي ميشال أبوسليمان، يضربان قدميهما بقدمي بعض 4 مرات، مع إطلاق صوت قبلة في كل مرة.وكذلك انتشرت صورة عبر وسائل التواصل من عزاء والدة المطرب السوري جورج وسوف في لبنان، تظهر لافتة كُتب عليها «عذراً، حفاظاً على سلامة الجميع يرجى عدم التقبيل... التوقيع: كورونا».وفي البرازيل، أوصى وزير الصحة بعدم مشاركة قشات الشرب المعدنية المخصصة لمشروب المتّة التقليدي، وهو شعبي جداً في أميركا الجنوبية.وقدمت لنجوم الدوري الأميركي للمحترفين لكرة السلة مجموعة من التوصيات، بعضها موجه للاعبين الذين يتفاعلون مع المعجبين، وتدعوهم إلى تجنب الإمساك بأغراض مثل الأقلام أو الكرات أو القمصان الرياضية لتوقيعها، حسبما ذكر موقع «إي إس بي إن» الرياضي.