مواجهة قوية بين بايدن وساندرز في «الثلاثاء الكبير»

بلومبرغ يتعهد بمواصلة المعركة... وترامب «سيركل» أي مرشح ديمقراطي في نوفمبر

نشر في 04-03-2020
آخر تحديث 04-03-2020 | 00:04
أميركي في طريقه للإدلاء بصوته في انتخابات «الثلاثاء الكبير» بهيوستن في تكساس أمس   (أ ف ب)
أميركي في طريقه للإدلاء بصوته في انتخابات «الثلاثاء الكبير» بهيوستن في تكساس أمس (أ ف ب)
شهدت 14 ولاية أميركية بالإضافة إلى جزر ساماوا والناخبين الديمقراطيين في الخارج، أقوى منازلة بين نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، الذي بات المرشح الوحيد للتيار الوسطي المدعوم من مؤسسة الحزب الديمقراطي، وبين الاشتراكي بيرني ساندرز، لاختيار منافس للرئيس دونالد ترامب في الاقتراع الرئاسي في 3 نوفمبر المقبل.

ويُعدّ هذا اليوم مهماً للمرشحين، لأنه مؤشر قوي للمرشح الأرجح، إذ سيحظون بفرصة لنيل ثقة 1357 مندوباً من بين الـ 1991 مندوباً الذين يحتاجون لأصواتهم للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في مؤتمر الحزب الوطني.

وحتى اللحظة حصل ساندرز على أصوات 60 مندوباً في حين حصل بايدن على أصوات 54 مندوباً.

وإضافة إلى بايدن وساندرز، يشارك بـ «الثلاثاء الكبير» فقط كل من عمدة مدينة نيويورك السابق مايكل بلومبرغ الذي دخل السباق بعدما اضطر إلى العدول عن خوض أول أربع انتخابات بسبب ترشيحه المتأخر والسيناتور التقدمية إليزابيث وارين، بعد انسحاب المرشحة الوسطية إيمي كلوبوشار، عقب قرار مماثل كان اتخذه قبل ساعات، بيت بوتيجيدج الذي كان أصغر المرشحين الديمقراطيين سناً.

وأكد انسحاب كلوبوشار وبوتيجيدج، أن التيار الوسطي بات مصطفاً خلف بايدن.

بايدن

وانتعشت حملة نائب الرئيس السابق باراك أوباما خلال الأيام الأخيرة، مع تحقيقه فوزاً كبيراً في ولاية ساوث كارولاينا السبت، تلاها أمس الأول، إعلان كلوبوشار وبوتيجيدج وبيتو أورورك انسحابهم من السابق وتبنيهم ترشيحه.

ويأمل الثلاثة الذين ينتمون إلى التيار الوسطي في الحزب أن يتيح انسحابهم لبايدن في تشكيل سدّ بوجه ساندرز السناتور الاشتراكي عن فيرمونت الذي يتصدر السباق حتى الآن، غير أن أجندته اليسارية محلياً وخارجياً تثير مخاوف قسم من الحزب الديمقراطي.

بلومبرغ

لكن قبل أن تتحول معركة الترشيح الديمقراطي إلى مبارزة بين بايدن وساندرز، السبعينيين ذوي المواقف المتباينة جداً، يتحتم على الاثنين أن يواجها مرشحاً ثالثاً هو بلومبرغ.

فبعدما أنفق أكثر من نصف مليار دولار من ثروته الخاصة لتمويل حملة إعلانات انتخابية، يواجه رجل الأعمال للمرة الأولى حكم الناخبين.

وأبدى بلومبرغ الذي يعد من أصحاب أكبر 10 ثروات في العالم، جرأة باعتماده تكتيكاً انتخابياً غير مسبوق، فاستثنى أول أربع ولايات في مسار الانتخابات التمهيدية وهي أيوا ونيوهامشر ونيفادا وكارولاينا الجنوبية.

وبعد إخفاقه في أول مناظرة تلفزيونية شارك فيها وأداء غير مقنع في الثانية، تراجعت حظوظه في استطلاعات الرأي، غير أنه لا يزال في المرتبة الثالثة خلف ساندرز وبايدن.

وفي حال فشل بلومبرغ في استحقاق الثلاثاء، فسيكون الباب مشرعاً لبايدن أمام الوسط، إذ سيظهر في موقع الحاجز المعتدل الوحيد أمام «الاشتراكي» ساندرز في بلد لا تزال هذه الصفة تذكر فيه بحقبة الحرب الباردة والشيوعية.

وأمس الأول، حاول بلومبرغ امتصاص أي اخفاق محتمل معتبراً أن المعركة لن تنتهي بعد اقتراع الثلاثاء، وتعهد بمواصلة حملته.

وسيكون لولاية كاليفورنيا التقدمية التي تعد 40 مليون نسمة الوزن الأكبر في هذا اليوم الانتخابي، كما أن ولاية تكساس البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة ستكون نقطة الارتكاز الثانية التي سيتم تتبع نتائجها.

ويتصدر سناتور فيرمونت استطلاعات الرأي لـ«الثلاثاء الكبير» بفارق كبير عن منافسيه، وهو في الطليعة في كاليفورنيا وتكساس وفرجينيا، ثلاث من الولايات الأربع التي تؤمن أكبر عدد من المندوبين للمؤتمر الديمقراطي الذي سيقرر في نهاية يوليو مرشح الحزب في السباق الرئاسي.

كذلك يتصدر ساندرز في ماساتشوستس، في حين أن هزيمة وارن في هذه الولاية قد تحسم نهاية حملتها.

ترامب

أما نورث كارولاينا، فتميل إلى بايدن. واختار ترامب هذه الولاية لعقد تجمع عشية الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، فظهر وسط مدّ من القبعات الحمراء، قبعات حملته، متعهداً بهزيمة «الاشتراكيين الراديكاليين».

وكان الملياردير الجمهوري الذي يتعمّد التدخل في حملة الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، سخر خلال تجمع حاشد في مدينة شارلوت في نورث كارولاينا، من بايدن عندما قال في هفوة سابقة، إن «نصف بلدنا قُتل في أعمال عنف بالأسلحة النارية»، وذلك خلال تصريح أدلى به بايدن في 25 فبراير في مناظرة الديمقراطيين.

وقال ترامب: «هل رأيتم ما قال جو بايدن، قتل 150 مليون شخص بالبنادق في بلدنا. 150 مليوناً؟ وهذا يعني 50 في المئة من بلدنا. هذه قصة كبيرة».

وتابع ساخراً من نائب بايدن: «غداً سيتوجه الناخبون في الولايات في جميع أنحاء بلادنا إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء الممتاز، وليس الخميس الكبير كما قال بايدن».

وقال ترامب لمؤيديه، إنه يستمتع بتصيد هفوات الديمقراطيين قبل انتخاباتهم الأولية. وأضاف: «نحن نحب القزم» في إشارة إلى بلومبرغ.

كما سخر الرئيس من المرشحين الرئاسيين «الفاشلين» كلوبوشار وبوتيجيدج لانسحابهما من أجل تأييد بايدن. وتابع: «لقد عقدا صفقة وينبغي عزلهما»، مضيفًا أن المرشحين انضما إلى بايدن من أجل منع ساندرز من الفوز.

وأضاف «أمر محزن، ويجري تزويرها مجدداً ضد بيرني المجنون. وأعتقد أن بيرني المجنون سيكون أكثر جنوناً عندما يرى ما يفعلونه».

كما سخر ترامب من «جو النعسان»، قائلاً إنه حتى لو فاز في الانتخابات الرئاسية، فإن اليسار الراديكالي سيسيطر على رئاسته: ربما يدخل لأنه أكثر اعتدالاً ربما يدخل لكنه لن يستطيع إدارة البيت الأبيض، هناك أشخاص آخرون سيضعونه في المنزل، وأشخاص آخرون سيديرون البلاد وسيكونون مجانين متطرفين».

كما هاجم وارن قائلاً: «إنه من غير المرجح أن تتمكن حتى من الفوز بولايتها في ماساتشوستس». وانضم السيناتور ليندسي غراهام إلى التجمع، وقال غراهام، إن ترامب سيهزم الديمقراطيين و«يركلهم» في نوفمبر.

back to top