أنقرة... وأوروبا المنافقة!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
أوروبا المنافقة وإدارة دونالد ترامب العنصرية لا تريدان مهاجرين (من أعراق معينة) لها، ولا تعترف بقانون اللجوء الذي وضعوه هم بأنفسهم، لأن لاجئي سورية ليسوا من النادي المسيحي، كما فعلوا مع اللاجئين الروس بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وتدفق أعداد ضخمة من الروس إلى أوروبا والولايات المتحدة، بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة هناك. زعماء أوروبا يريدون أن تتكفل تركيا بما يقارب ٥ ملايين لاجئ سوري، بينما تعلن حكومات عنصرية أوروبية، مثل المجر والتشيك والنمسا، عن مواقف مخزية ضد المعاناة الإنسانية السورية، ويذهب رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتساكوس إلى حدود بلاده مع تركيا ليربت على أكتاف الجنود اليونانيين الذين يطلقون الرصاص الحي على اللاجئين السوريين، فيقتلون مراهقاً ويصيبون آخر، وإلى جانبه رئيس البرلمان الأوروبي ومفوضة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي!واللافت أن الأوروبيين لا يمتلكون ذرة حياء أو ضمير وهم يتهمون تركيا بأنها تبتز أوروبا، ويريدونها أن تتحمل الشعب السوري كله لو هاجر إليها. إنها منتهى الأنانية والنفاق والكذب الأوروبي عن حقوق الإنسان، فهم يصنفون اللاجئين عرقياً وعقائدياً قبل أن يصلوا إلى حدودهم، ويمارسون الدجل والنفاق عندما يتحدثون في المحافل الدولية عن أي معنى أو معيار لحقوق الإنسان واللاجئين.وعلى أنقرة أن تبقي حدودها مفتوحة للاجئين، حتى يتحمل العالم عواقب مهادنته لحاكم دمشق وأعوانه، ويكشف حقيقة المزاعم الأوروبية عن صدق مسؤولياتهم تجاه الالتزامات الإنسانية.***يردد البعض في الغرب: لماذا لا يذهب اللاجئون السوريون إلى الدول العربية...؟ وهو سؤال خبيث، إذ إن اللاجئين السوريين هم في غالبيتهم العظمى من السُّنة العرب، الذين يتعرضون لمذابح من الميليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية والباكستانية... إلخ، ومعنى ذهابهم في اتجاه مخالف للحدود التركية هو تعرضهم لمذابح من تلك الميليشيات المتعاونة مع النظام الأسدي العلوي.