اتحفنا بتصريح
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الآن، وكم نتمنى أن يتحرك الوعي العام المخدر، لدينا فوق السرطان الريعي ومثلث الفساد، آثار وباء كورونا، كارثة بالعالم هي اقتصادية أكثر منها صحية، فما هو وضع الدولة الاقتصادي اليوم وأسعار بضاعة النفط تتجه إلى مزيد من النزول؟ وكيف تنظر سلطة "البخاصة" إلى المستقبل؟وزير المالية السابق بدر الحميضي قال، في ندوة بشهر سبتمبر الماضي، إن الاحتياطي العام تقلص من 21 مليار دينار إلى 7 مليارات، خسف رهيب لم يحرك ساكناً، لا عند فرق السلطة ولا الفرق الشعبية، الأمر سواء عند الفريقين، مادامت الرواتب ودهان السير والاسترضاءات السياسية لنواب الهدر تسير على قدم وساق، أيضا كان إجمالي الإيرادات التقديرية لسنة 2021/2020 حوالي 14. 786 مليار دينار بتراجع 6.5 في المئة عن السنة الماضية، كان هذا قبل خبر "كورونا"، وكان عجز الميزانية أكثر من 9 مليارات دينار، ماذا عن الآن؟ ما هو تصور العجز المالي المحتمل غير عجزكم السياسي؟ وماذا ستفعل الحكومة، ومجلسها النيابي؟ هل ستقترض أم تستهلك الاحتياطي العام والأجيال، أم ستخفض قيمة الدينار؟! ومع هذا النهج السياسي، يبدو أن تخفيض الدينار ومواجهة وضع مثل الوضع الفنزويلي هما أقرب إلى التصور.ليس مطلوباً من وزير المالية طمأنة الناس على الحالة المالية، بل المطلوب أن يدعهم يحيون في قلق من المستقبل مثلما هم قلقون اليوم من "كورونا"، ووضعوا الكمامات والقفازات الطبية، تحريك أسباب القلق هو إيقاظ للوعي العام الغارق في سبات عميق، وإذا تحرك هذا الوعي يمكن للسلطة أن تصارح الناس بحلول ممكنة يمكن أن يقبلها الجمهور، مع أن هذا بعيد عن التفكير فيه، فغطس الرؤوس في الرمال والهروب من مواجهة الواقع هو الحاكم، وتظل شعارات عش ليومك واهبش لغدك وخل القرعى ترعى هي رموز النهج السياسي السائد بالأمس واليوم وحتى في الغد المجهول.