أكد مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن المجلس عقد جلسة خاصة استثنائية، مساء الاثنين الماضي، عبر الفيديو كونفرانس، بمشاركة المرشد الأعلى علي خامنئي، تم خلالها بحث موضوع قبول أو رفض المساعدات الأجنبية لمواجهة تفشي «كورونا» في البلاد، وإمكانات إيران الداخلية لمجابهته.

وقال المصدر إن خامنئي أبدى، خلال الاجتماع، اقتناعه بأن انتشار الفيروس وخصوصاً في مدينة قم، العاصمة الدينية للبلاد، هو مؤامرة أميركية، وأنه يشكّ في أن المساعدات التي تعرض الدول الغربية تقديمها لإيران مغشوشة، مثل أكياس المصل التي قدّمها الفرنسيون خلال الحرب الإيرانية - العراقية، وتبين أنها ملوثة بفيروس الإيدز.

Ad

وأضاف أن خامنئي أبدى ثقته بقدرة القوات المسلحة الإيرانية على مواجهة الفيروس من خلال قيادة «الحرب غير التقليدية»، وطلب إلى الحكومة تقديم جميع الإمكانات اللازمة لمساعدتها.

في المقابل، قال المصدر إن رئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ووزير الصحة والوزراء المعنيين، الذين شاركوا في الاجتماع، أكدوا أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة، وأن هناك حاجة لقبول المساعدات الأجنبية، ومنها المساعدات الأميركية؛ لأن أحد أسباب انتشار الفيروس هو عدم وجود معدات كافية لكشفه.

وكشف أن وزير الصحة أوضح أن عدداً كبيراً من المصابين كانوا قد راجعوا مستشفيات مختلفة قبل إعلان وجود الإصابات في قم، وأنه رغم تعليمات الوزارة تعامل الأطباء مع المراجعين على أنهم مصابون بالزكام، الأمر الذي تسبب في التقاطهم الفيروس الذي انتشر في عدد كبير من المستشفيات، وأصيب به مراجعون كانوا فيها لأسباب مختلفة.

وحسب المصدر، فإن وزير الصحة أكد أن معظم المسؤولين الذين أصيبوا بالفيروس كانوا قد زاروا مدينة قم أو التقوا أشخاصاً زاروا المدينة، واليوم بات الأمر خارج السيطرة تماماً، ولا يمكن معالجته إلا بقبول المساعدات الأجنبية، ووضع كل البلاد في نوع من الحجر الصحي مدة لا تقل عن أسبوعين، يُمنع فيه الجميع من الخروج من المنازل حتى يتسنى للسلطات كشف المصابين.

وبحسب المصدر، أوصى وزير الصحة بأن يصدر المرشد فتوى في هذا المجال، ويضغط على مراجع التقليد لإصدار فتاوى تساعد وزارة الصحة، وإلا فانتظار وفاة الآلاف، إذ إن عدد المصابين هو عشرات أضعاف ما يتم إعلانه رسمياً، كما أن السلطات الصحية تعلن الإصابات المؤكدة فقط لا المشكوك فيها.

وقال المصدر إن روحاني حذّر خامنئي من أن تسبق إيران الصين في تفشي المرض في حال لم تفصل ملف العدوى عن الملفات السياسية والأمنية والدينية، خصوصاً خلافها مع الولايات المتحدة.

ووفق المصدر، أكد روحاني للمرشد أن الوضع الاقتصادي في البلاد متدهور بشدة، وخصوصاً بعد انتشار الفيروس، إذ تواجه معظم الأعمال انسداداً كاملاً، الأمر الذي يجبر الحكومة على أن تفكر في طريقة لحل مشاكلها مع الولايات المتحدة عبر المفاوضات، وتحاول رفع العقوبات عن البلاد، وإلا فإن الانهيار الاقتصادي آتٍ.