«الأربعاء الكبير» هو الأهم
أكتب هذا العمود قبل انتهاء «الثلاثاء الكبير»، لكن هذه ليست مشكلة، فمن وجهة نظري، كل ما يهم الآن هو ما سيحدث يوم «الأربعاء الكبير».دعوني أشرح؛ أنا أقارب السباق التمهيدي للديمقراطيين من خلال ثلاثة مبادئ أساسية، أولاً: إذا لم يكن لحزبك مرشح رئاسي رائع - وهذه حال الديمقراطيين في هذه الانتخابات - فمن الأفضل أن يكون لحزبك ائتلاف رائع. هذا يعني أن يكون الحزب موحداً قدر الإمكان - من اليسار إلى الوسط إلى اليمين - حتى يتمكن من دعم المرشح ضد حملة دونالد ترامب الشرسة والموحدة والجيدة التمويل.ثانياً: إذا كان المرشح الديمقراطي هو بيرني ساندرز، أي إذا رشح الديمقراطيون شعبوياً يسارياً مثل ساندرز لخوض الانتخابات ضد شعبوي يميني مثل ترامب فقد يفوز ساندرز، لكن لا يوجد أي احتمال أن يتمكن من تحقيق أي إنجاز مع أفكاره «الاشتراكية الديمقراطية» غير المرنة.
وهناك احتمال قوي أن يخسر ساندرز، وأن يُعاد انتخاب ترامب مع أغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وفي جيبه الأغلبية بالمحكمة العليا، مما يمكّنه من الحكم مع إفلات أكثر من العقاب، وسيحصل على مزيد من السنوات، هذه ليست فرصة نريد أن نغتنمها لبلدنا.«انتبهوا إلى ما حدث للتو في إسرائيل، مع صعود مفاجئ في آخر لحظة لبيبي نتنياهو. السياسة الإسرائيلية هي السياسة الأميركية. ما هو خارج برودواي يكون في طريقه إلى برودواي. الاتجاه يبدأ من هناك بشكل مصغر ثم غالباً ما يأتي إلى هنا، فلنكن حذرين».وهذا ما يقودني إلى المبدأ الثالث: «الأربعاء الكبير» هو الأهم، لأن بيرني يجب أن يخسر الترشيح لمصلحة ديمقراطي معتدل، لكن بطريقة عادلة، لا يمكن سرقة الترشيح منه، هو ومؤيدوه مُهمّون جداً لتحالف ديمقراطي رابح في نوفمبر، يجب أن يكونوا في الفريق.لهذا السبب بعد «الثلاثاء الكبير»، أي الأربعاء، أملي أن تدعو نانسي بيلوسي ومعها تشاك شومر وباراك أوباما وبيل كلينتون، جو بايدن ومايك بلومبرغ وإليزابيث وارين إلى الكابيتول، ويغلقوا الأبواب ويمنعوهم من الخروج قبل الاتفاق على مرشح واحد يمثل الأغلبية الواضحة في الحزب الديمقراطي- أي يسار الوسط المعتدل- حتى يتمكن هذا الشخص من الترشح وجهاً لوجه ضد بيرني بقية الطريق، ويهزمه بشكل عادل.هكذا تُهزم شعبوية ساندرز اليسارية في السباق الديمقراطي، وشعبوية ترامب اليمينية في السباق إلى البيت الأبيض. لا نرغب في الوصول إلى مؤتمر وطني مزوّر للحزب الديمقراطي يقوم خلاله المندوبون الكبار بقلب الموازين ضد ساندرز. في عصر التغريد، سيكون ذلك وصفة لمؤتمر انقسامي مثير للغضب.شخصياً أفضل مايك بلومبرغ لقيادة هذا الائتلاف الموحد، لأنني أعتقد أن لديه حملة انتخابية مصممة لتدوم وتواجه ترامب، لكن قد لا يكون لديه ما يكفي من الدعم في قواعد الحزب. إذا لم يكن ترشيحه متاحاً، فسيكون الخيار الواضح هو بايدن، الذي تمت إعادة تنشيط حملته بالفعل، بينما حتى الآن لم تُظهِر وارن أنها تمتلك حجم الدعم الكافي.«إفصاح: تبرعت مؤسسة بلومبرغ للأعمال الخيرية لـ (بلانيت وورد)، المتحف الذي تبنيه زوجتي في واشنطن لتعزيز القراءة ومحو الأمية».إذا تمكن الديمقراطيون من الاصطفاف خلف مرشح «يسار وسطي» إجماعي، فسيكون هذا المرشح في موقف قوي للتغلب على ترامب لسببين: الأول جديد وواضح، والثاني عميق وأقل وضوحاً لكنه قوي جداً.الأول: يتعلق بفيروس كورونا، الذي يذكّر الناس بأهمية الحكومة الجيدة، لقد صوّت الكثير من الناس لمصلحة ترامب في المرة الأخيرة، لأنهم أرادوا شخصاً مثيراً للمتاعب يهز القارب. ترامب فعل ذلك بالتأكيد، عبر تغيير عدة رؤساء أركان ووزراء دفاع ومديرين للمخابرات الوطنية، فضلاً عن أربعة أمناء للأمن الداخلي، وخمسة مستشارين للأمن القومي، بالإضافة إلى محاولاته المتهورة لخفض ميزانية مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، والتنديد باستمرار الموظفين المدنيين في «الدولة العميقة» المحترفين الذين نحتاج إليهم الآن أكثر من أي وقت مضى لحماية قوانيننا. سيذكّر هذا الوباء الناس بمدى خطورة حدوث اضطراب في ظل غياب أي أخلاقيات أو انضباط، وبأن شعار الحزب الجمهوري المضحك- «أنا من الحكومة وأنا هنا للمساعدة»- والجهود الأخرى الرامية إلى إضعاف الدولة الفدرالية ليس مضحكاً على الإطلاق، وسيذكّرهم أيضاً بمدى أهمية تعيين رئيس يقيم ويعين أشخاصاً مؤهلين، لا المتسللين المخلصين له فقط.لكن فيروس كورونا وما أعقبه يذكّرنا أيضاً بأهمية ألا يكون لدينا رئيس أثبت نفسه في البيت الأبيض فحسب، بل أن يكون أيضاً قادراً على جمع تحالف واسع من الدعم، لن نهزم هذا الفيروس ونحن كمنزل منقسم؛ لن نفعل أي شيء مهم في منزل منقسم. ولهذا السبب أعتقد أن التوق إلى رئيس يمكنه إعادة توحيد البلاد هو قضية أقوى مما يدرك الخبراء، سيفوز مرشح ديمقراطي يمكنه التحدث عن ذلك، وإثارة إلهام الناس، وتصميم إدارة تجمع شرائح واسعة من الديمقراطيين المعتدلين والتقدميين والجمهوريين المعتدلين.نعم، يجب على المرشح الديمقراطي تبني تحسين «أوباماكير»، وتعزيز قوانين السيطرة على الأسلحة الفردية، وتمويل المزيد من المساكن، والتعليم بأسعار معقولة، لكن الرسالة الرئيسية يجب أن تكون الوحدة، الوحدة في الحزب، ووحدة البلد.إنها أكبر نقطة ضعف لترامب؛ لأن هناك في الواقع كذبة واحدة، حتى دونالد ترامب نفسه لا يستطيع تردادها: «لقد حاولت توحيد البلاد».بعد ثلاث سنوات من تجمعات ترامب الصدامية في جميع أنحاء أميركا- والتنديد بالديمقراطيين ووسائل الإعلام والخبراء الحكوميين والموظفين العموميين والوطنيين- ببساطة لا يمكن أن يقوم ترامب بدور الموحد؛ لأنه اختار استراتيجية «فرق تسد»، ويحاول الفوز بقاعدته وحدها، لذا يتعين على المرشح الديمقراطي اختيار مبدأ الحكم من خلال توحيد الناس.كنت أتحدث أخيراً مع تيم شرايفر، الذي يشغل منذ فترة طويلة منصب الرئيس التنفيذي للأولمبياد الخاص العالمي، وعلق قائلاً: «تفاعلت مع عدد كافٍ من الجمهوريين والديمقراطيين خلال الألعاب الأولمبية لمعرفة مدى توقهم لجمع البلاد، لنتمكن من القيام بالأشياء الكبيرة معاً مرة أخرى».ولاحظ شريفر أن الشقاق في البلاد «يجعل الناس يمرضون ويعانون الاكتئاب»، وأضاف: «اليوم، يوجد عدد كبير من الأميركيين لديهم أفراد في أسرهم أو زميل عمل أو صديق لا يتحدثون إليه بسبب السياسة». ببساطة هذه ليست هويتنا أو من نريد أن نكون.وأشار شريفر إلى كلمات الرئيس الأميركي التاريخي إبراهام لنكولن عندما قال في خطاب قسمه الثاني في منتصف الحرب الأهلية: «مع الحقد تجاه لا أحد، مع الصدقة للجميع، مع الثبات في الحق حيث أن الله يعطينا أن نرى الحق، دعونا نسعى جاهدين لإنهاء العمل الذي نحن فيه، لتضميد جراح الأمة».وتساءل شريفر: «هل يُعقَل أن البلد الذي أنتج لنكولن يصبح مكاناً يفرض عليك أن تكره جارك أكثر كلما كنت منخرطاً في العمل السياسي؟».ولهذا السبب، أكثر من أي شيء آخر الآن، ختم شريفر: «نحن بحاجة إلى قادة وأفكار توحدنا، الكثير من الأميركيين يتوقون بشدة ليكونوا جزءاً من شيء أكبر من أنفسهم، شيء يحبنا ويحتاج إلينا، مثل بناء أميركا معاً مرة أخرى، وحل المشكلات الكبيرة معاً مرة أخرى، وأن نحلم أحلاماً كبيرة معاً مرة أخرى».* توماس فريدمن