شنّ الفنان التشكيلي المصري، حسني أبوبكر، هجوما لاذعا على الحركة التشكيلية العربية معتبراً أنها تسير في الاتجاه الخاطئ وتتسبب في إبعاد فنانين حقيقيين عن الساحة التشكيلية، وفرض من أسماهم بـ "الصنايعية" على المشهد التشكيلي في مصر والعالم العربي، من خلال الملتقيات التشكيلية المزيفة التي أساءت للحركة الفنية داخل مصر وفي بعض البلدان العربية.

وشدد أبوبكر، في تصريحات صحافية على هامش مشاركته بسمبوزيوم المنتدى الإفريقي لجامعة الأقصر على ضرورة إقصاء من يتخذون من الفن وسيلة للاسترزاق، وأن تكون هناك وقفة جادة مع مثل تلك الظواهر والتراكمات التي تؤثر بالسلب على شتى أنواع الفنون.

Ad

ورأى أن ما تشهده الحركة التشكيلية بمصر، يؤثر على الفنون التشكيلية بالعالم العربي، وأن حالة ركود تسود المشهد التشكيلي في الوقت الحاضر.

العيار الثقيل

وأشار أبوبكر إلى أن بلدان الخليج العربي غنية بفنانين من العيار الثقيل، لكن الحركة التشكيلية الخليجية، بحاجة إلى مزيد من الاحتكاك والانفتاح على الخارج، لافتا إلى أن الفنان بالخليج ومصر وفي كل بلدان العالم بحاجة دائمة إلى التواصل مع الآخر، والاستفادة من مختلف المدارس والبيئات الفنية.

وعبّر عن أمله في أن تكون هناك حالة من الشراكة بين الحركة التشكيلية في مصر والخليج العربي، وانفتاح بين مختلف الحركات التشكيلية العربية، وتمكين الفن من القيام بدوره.

انشغال دائم

وحول موضوعات لوحاته، قال أبوبكر، إن لكل فنان رؤيته وفلسفته، وهو يرى أنه من المهم أن يحمل العمل الفني دعوة إلى التأمل، وأنه في حالة انشغال دائم بالتواصل مع المتلقي، وألا تكون هناك فجوة بين الفنان وجمهوره. وأشار إلى أن الإنسان هو محور أعماله، وأن ملامح وجه الإنسان هي وسيلته لفهم وقراءة العالم.

وقال إنه من عشاق "البورتريه"، ويسعى إلى توظيفه في التعبير عن "الحالة الإنسانية" وفهم الحياة، مشددا على أهمية أن يلمس العمل الفني الروح الإنسانية.

ملامح المرأة

وحول حضور المرأة في أعماله التشكيلية، قال أبوبكر إنه يختلف معها ويحبها في نفس الوقت، وإن المرأة وملامحها لها حضور متعدد في أعماله، باعتبارها كائنا تتلبسه الكثير من الحالات، وأن ملامح المرأة تبوح بالكثير من الأسرار، وأن تجاعيد المرأة هي أحد مفرداته التشكيلية، وأن المرأة في الريف تشده بقوة، وأنه يحتفظ بمخزون هائل في ذاكرته لمشاهد النساء في صعيد مصر.

وحول رؤيته لمقولة "العالمية" في الفن التشكيلي، وهل الحركة التشكيلية العربية تسير في موازاة مع الحركة التشكيلية العالمية، قال أبوبكر إن المحلية هي الطريق إلى العالمية، وإن الفنان العربي لديه تراث ضخم من المفردات التشكيلية، وإن النهل من ذلك التراث هو إحدى وسائل الوصول إلى العالمية.

موضوعات تشكيلية

وأشار إلى أنه في مصر، وبالتحديد في مدينة الأقصر الأثرية، توجد موضوعات تشكيلية متنوعة، وأنه وجد في متحف الأقصر الكثير من الأدوات التي استخدمها الفنان المصري القديم قبيل آلاف السنين، وهي ذات الأدوات التي يستخدمها اليوم الفنان المعاصر.

ورأى أن الفنان المصري القديم، أحب الفن وأخلص له، وخلق فنا رصينا بقي آلاف السنين.

وأكد وجود كثير من الوجوه الفنية الشابة التي سيكون لها مستقبل واعد، داعيا الفنانين إلى تبني الوجوه التشكيلية الشابة ودعمها ومساعدتها على صقل خبراتها، وأن رعاية تلك المواهب هو جزء من دور الفنان الأصيل.

رسام محترف

يذكر أن الفنان حسني أبوبكر، هو عضو بنقابة الفنانين التشكيليين بمصر، وبدأ مسيرته الفنية، كرسام محترف منذ عام 1996، وشارك في العديد من المعارض الفنية الجماعية بالعديد من المراكز الثقافية، مثل ساقية الصاوي، ومعهد غوته، وصالونات الشباب بالقاهرة والإسكندرية، وأقام معرضين بالجامعة العربية، كما أقام معرضين بنقابة الصحافيين، ومعارض جماعية بصالون أتيلية القاهرة ومعرض بغاليري ضي بالقاهرة، وشارك بمعرض في معرض الكتاب عام 2019 ومعرض بغاليري آرت كورنر، ومعرض بغاليري نوت، ومعرض بقاعة الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك في القاهرة، وغيرها من المشاركات الفنية، وأخيرا مشاركة في سمبوزيوم الأقصر الدولي 2020.