ذكر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن التدفق الحالي لآلاف المهاجرين الذين يحاولون العبور إلى اليونان عبر الحدود التركية سوف يرتفع بشكل كبير قريبا.

Ad

وقال صويلو في مؤتمر صحفي في مدينة ألازيغ بشرق تركيا إن عدد المهاجرين الذين دخلوا اليونان بلغ أكثر من 143 ألف شخص.

ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من الأرقام. وتقول اليونان إنها لن تسمح لأى من المهاجرين بدخول البلاد بأي شكل سواء برا أو بحرا.

وأضاف صويلو : "هذه مجرد بداية... شاهدوا ماذا سيحدث بعد اليوم. ما جرى حتى اليوم ليس شيئا".

وأوضح أن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس لا يملك القدرة على السيطرة على تدفق طالبي اللجوء، وذلك ردا على تصريحات الأخير أن الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا قبل أربع سنوات لكبح تدفع المهاجرين صار ميتا الآن.

وقال ميتسوتاكيس في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) في وقت متأخر من أمس الجمعة: "لنكن صرحاء، الاتفاق مات"، ملقيا باللائمة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انهياره.

وذكر رئيس وحدة الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، في رد كتابي إلى شبكة (سي إن إن): "نحن نرفض بشكل قاطع مزاعم رئيس الوزراء ميتسوتاكيس".

وأكد ألطون أن الاتحاد الأوروبي لم يف بالتزاماته المتعلقة بالدعم المادي والقبول الطوعي، في إطار اتفاقية إعادة المهاجرين المبرمة بين تركيا والاتحاد عام .2016

وشدد على أنه نتيجة لذلك، وجهت تركيا مواردها لمواجهة موجة لاجئين محتملة من إدلب، بدلا من توظيف طاقتها في منع اللاجئين من الذهاب إلى أوروبا.

وأوضح صويلو أن المزيد من المهاجرين سوف يتمكنون من التحرك صوب الحدود بفضل حالة الطقس المؤاتية.

وقال إن مستوى المياه في بعض نقاط نهر "مريج" الحدودي بين تركيا واليونان، تراجع إلى نحو 45-40 سم، وهذا يعني أن المهاجرين بإمكانهم "العبور بسهولة مشيا على الأقدام".

وأضاف ميتسوتاكيس أن الاتفاق انهار لأن السلطات التركية هي التي تسببت في إثارة الأزمة الحالية على الحدود التركية اليونانية من خلال حث المهاجرين واللاجئين وحتى مساعدتهم على المغادرة والتوجه لأوروبا.

وتوقفت تركيا عن منع المهاجرين من الوصول إلى الحدود البرية والبحرية مع اليونان قبل أسبوع. ومن حينها اشتبكت بانتظام قوات الأمن اليونانية التى تم تعزيزها مع الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود ومواصلة الرحلة إلى الدول الأوروبية الثرية يوميا بما في ذلك اليوم السبت.

وقال ميتسوتاكيس المحافظ الذي يتولى السلطة منذ يوليو إن تركيا "ساعدت بشكل ممنهج الأشخاص، في البر والبحر، في محاولاتهم للعبور إلى اليونان".

ومن ناحية أخرى، يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التوجه إلى بروكسل بعد غد الاثنين، حسبما ذكرت محطة "تي آر تي" التركية الرسمية وصحيفة "فيلت" الألمانية، استنادا إلى "مصادر دبلوماسية رفيعة في بروكسل".

وذكرت صحيفة "فيلت" الألمانية أن الهدف من الزيارة هو التوصل لحل لأزمة المهاجرين الحالية على الحدود التركية اليونانية، وإعادة توجيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على نحو مبدئي.

وبحسب البيانات، فإن زيارة أردوغان المرتقبة لبروكسل تأتي بناء على دعوة من رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل.

وامتدت التوترات في الحدود التركية اليونانية إلى بحر إيجة. ونشرت وسائل الإعلام اليونانية مقطعا مصورا يظهر سفينة تابعة لخفر السواحل التركية تقوم بمناورة خطرة بالقرب من سفينة تابعة لخفر السواحل اليونانية. وأفادت التقارير بأن الحادثة وقعت صباح أمس الجمعة.

والجزر اليونانية، التي تبعد قرابة 12 كيلومترا عن السواحل التركية، كانت ومازالت أحد الممرات الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.

ومنذ تفاقم الأزمة الأخيرة بشأن المهاجرين، وجهت تركيا الاتهام إلى اليونان بتعريض حياة المهاجرين للخطر وأبلغت خفر سواحلها أمس الجمعة بوقف كل المهاجرين الذين يبحرون باتجاه اليونان.

وتعرضت اليونان لانتقادات المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجال حقوق الإنسان والمساعدات بسبب موقفها الجديد والصارم بشأن المهاجرين بما في ذلك تعليق اجراءات اللجوء لمدة شهر .

وفي المقابلة، رفض ميتسوتاكيس مجددا الاتهامات، مشيرا إلى أن اليونان استقبلت "مئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين".

وأضاف أن بلاده ترد على "الاستفزازات" فحسب وأنها لم تستخدم قط "أي نوع من القوة المفرطة.. لنا كل الحق في حماية سيادتنا على حدودنا ".