● درستِ القانون وتشتغلين بالمحاماة، إلى أي مدى أفادكِ الدفاع عن مظلوميات الناس على مستوى الإبداع؟

Ad

- المحاماة تقحمك في الواقع، بعيداً عن الحلم والعزلة ووفرة الوقت لممارسة إبداعك وكتاباتك، إنها تسرقك من نفسك، لأنها عملية، حقيقية وواقعية. الأمر نفسه تمارسه الكتابة الشعرية، فأنت مسلوب بالفكرة التي تسعى من خلالك جاهدة لكي تتجسد في أبهى ما يمكن للحبر أن يخطه على الورق، وكلاهما عندي أسلوب حياة، وأحاول التوفيق بينهما، من دون أن أجعلهما يتداخلان أو يتصارعان داخلي. ولا شك في أن كلاهما يستفيد من الآخر بطريقة ما.

الجائزة الوطنية

● في ديوانكِ "مسقط قلبي" تراوحت القصائد بين الشعر العمودي والتفعيلة، فهل يعني ذلك أن محطتكِ التالية ستكون قصيدة النثر؟

- بعد ديوان "مسقط قلبي" صدر لي "ذلك الكنز المكنون"، وهو ديوان فائز بإحدى الجوائز الوطنية، و"الكثيب الذهبي"، الذي طبعته إدارة الجائزة في نهاية عام 2017، وقد ضم أيضاً قصائد عمودية وقصائد تفعيلة، وإن كنت اشتغلت أكثر على خوض وترسيخ تلك القوالب من خلال النّفَس الطويل الذي تجسَّد في مطولات القصائد، مع تناول موضوعات جديدة لم يخُض فيها الشعراء من قبل، أو جرى طرحها بشكل مختلف، كما أن ديواني الثالث الذي سيطبع لاحقاً كتبت قصائده على نفس تلك الأشكال، لذلك لا أظنني سأخوض الكتابة النثرية في الشعر قريباً، وأنا أكتب النثر في شكل مقالات. أما الشعر فأكتبه في هيئة قصائد، وهذا إيماني، ولا أعتقد أنني سأرتد عنه، بل أسعى إلى تقويته وترسيخه.

تفاعل الدارسين

● بدأتِ تُصدرين دواوينك منذ عام 2013، ماذا أثمرت التجربة حتى الآن وكيف تفاعل معها النقاد؟

- تجربة رائدة لأنها مستمرة أولاً، ولأنها فعّالة من خلال تفاعل الدارسين الذين تناولوها مراراً في بحوثهم وأطروحاتهم، ولأنها طموحة من خلال العمل على تطوير أدواتها وعدم الاكتفاء بالمنجز، بل تسعى إلى إنجاز المزيد. وثمة الكثير من الدراسات والرسائل الجامعية التي تناولت تجربتي الشعرية، بكثير من العناية والاهتمام.

الكفاءات الأدبية

● باعتباركِ من جيل الشباب، ما العقبات التي تواجه هذا الجيل الأدبي في الجزائر؟

- العقبات كثيرة ولا تُحصر، فالجو الأدبي والثقافي في الجزائر راكد، وليس ثمة ما يكفي من فضاءات لكي يحلّق المبدع في أجوائها، وليس ثمة أدنى اهتمام بالكفاءات الأدبية لا الكبيرة من حيث التجربة، ولا التي تتلمس طريقها بنبوغ غضّ، لكنّ المبدع الحق طائر حر، يخلق من العدم العجب، وله أن يحلِّق خارج الظروف والعراقيل.

الشعراء الشباب

● من الشاعر العربي الذي تعتبرينه مثلك الأعلى ولا تزالين تستمتعين بقراءته كلما تصفحتِ مجموعاته؟

-لا أملّ القراءة لنزار قباني، ولا أبرح القراءة لأحمد شوقي، وأعود مليّاً إلى الإمام الشافعي وعلي بن أبي طالب، وأحبّ الشعر القديم عموماً، وأتابع ما يكتبه الشعراء الشباب العرب على وجه الخصوص.

عملة صعبة

● مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أضحى الكثير من الشعراء في حالة تواصل مستمر مع القراء، فهل يأتي يوم ينتهي فيه زمن الديوان الورقي المطبوع؟!

-لا أعتقد أن ذلك سيحدث، وهذا رأيي الشخصي الذي لا يلزم أحداً وقد يكون خطأ، لأن الغثّ أكثر من السمين، وربما مع انتشار تلك المواقع، سيصبح الديوان الورقي عملة صعبة نعتمدها كقراء أكثر من اعتمادنا على المواقع التي تسمح للجميع من دون استثناء بالكتابة فيها، وفي كل الحالات، أنت لن تضع في سيرتك أنك نشرت على "فيسبوك" أو "تويتر" أو غيرهما النص الفلاني يوم كذا، أو المجموعة الفلانية يوم كذا، لكنك حتماً ستذكر فيها أن لك ديواناً مطبوعاً عن دار كذا سنة كذا.. وهذا هو الفارق بين الافتراض والواقع.

متعددة الموضوعات

● ماذا عن مشروع ديوانكِ الشعري المقبل؟

- سيكون الديوان الثالث، والقصائد التي كتبتها فيه إلى الآن متعددة الموضوعات، وتتناول موضوع الحب كحاجة ملحّة لنا في عالم مادي متغير، وموضوع الوطن، والكفاح الذي تنشده الشعوب العربية في سبيل كرامتها، وغيرها من الموضوعات التي أؤمن بها وأجسدها في قصائد شعرية.