أكد مصدر رفيع في «حزب الله ــ العراق»، عاد إلى بغداد من طهران الثلاثاء الماضي، أن الفصيل العراقي، أبلغ «الحرس الثوري» الإيراني، أنه يريد الانتقام لتصفية واشنطن لأحد مؤسسيه أبومهدي المهندس مع قاسم سليماني في بغداد مطلع يناير الماضي، بـ«استهداف عراقيين متعاونين مع الأميركيين».وقال المصدر إن الإيرانيين مصرّون على أن تلتزم جميع الفصائل العراقية بقرارها عدم العمل بشكل انفرادي ضد واشنطن، لكنه أضاف أن «حزب الله ــ العراق» أبلغ طهران، أن عدم رده على الأميركيين أدى إلى خسائر كبيرة في شعبيته ومعنويات عناصره، مما يشكل خطراً على استمرار عمله.
وأوضح أن تساهل طهران مع القصف التركي الأخير لحلفائها في شمال سورية، لأسباب سياسية، أغضب جميع الفصائل الموالية لإيران بالمنطقة، وأنه أبلغ هذا الموقف للقيادة الإيرانية.وأشار إلى أن «حزب الله ــ العراق» عرض اغتيال «عملاء أميركا»؛ لتجنب قتل أميركيين، وقدّم لطهران لائحة تضم أكثر من 100 شخصية يتهمهم الحزب بالعمل لمصلحة واشنطن، لافتاً إلى أنه سيقوم بتصفيتهم قريباً بمباركة إيرانية أو من دونها.وذكر أنه أثار في طهران مسألة الاعتداءات على المسلمين في الهند، وعدم اتخاذ إيران أي موقف رسمي تجاهها، وأنه أبلغ الإيرانيين أنهم يجب أن يحددوا موقفهم، إن كانوا يريدون الاستمرار في «الخط الثوري»، أو في سياسة جديدة، وأنه إذا أرادت طهران تغيير نهجها فإن «جبهة المقاومة» تواجه خطر التفكك.
وأكد المصدر أنه سافر إلى طهران في «زمن كورونا» لنقل إنذار للمسؤولين الإيرانيين بأن الأمور لا تسير لمصلحة «جبهة المقاومة»، ويجب أن تغير طهران نهجها الحالي بأسرع ما يمكن.وفيما يبدو أنه استجابة لرسالة المسؤول العراقي بدأ وفد إيراني رفيع المستوى برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني زيارة للعراق، تُعد الأولى لمسؤول أمني إيراني كبير منذ تصفية سليماني. وذكرت مصادر أن زيارة شمخاني لبغداد، تهدف إلى إعادة الثقة لدور طهران من خلال الوساطة بين عدة قوى سياسية عراقية إزاء ملف تشكيل الحكومة الجديدة المتعثر منذ مطلع العام الحالي، مؤكدة أن الزيارة توحي بأن شمخاني قد يكون من بين المسؤولين الذين سيتولون جانباً من المهام التي كانت مسندة إلى سليماني.