فيروس كورونا أقرب ما يكون إلى وباء عالمي، يحتاج إلى تضافر الجهود الإنسانية لمواجهته والقضاء عليه، والدول العاقلة تبذل كل ما في وسعها لحماية شعوبها والمشاركة في حماية العالم من انتشاره وإضراره بحياة البشر.من حق كل دولة أن تتخذ أقصى درجات الحماية ضد هذا الفيروس بكل الإجراءات الممكنة داخلياً وخارجياً كإغلاق الحدود والموانئ ومنع رحلات الطيران وإيقاف الأنشطة الاجتماعية والرياضية والتعليمية وغيره، وقد شاهدنا ماذا فعلت الصين وهي إمبراطورية ضخمة لمواجهة هذا الفيروس والحد من انتشاره، وباستخدام القوة الجبرية وتسخير كل إمكاناتها الصحية والتقنية المتطورة في هذا المجال، وللأسف فإن أخطر ما في تعامل الدول مع هذا الفيروس إنكارها وجوده وغياب الشفافية والمصداقية مع شعوبها ومع العالم، كما حصل في إيران مثلاً، حيث تبين أن انتشار الفيروس وصل إلى مرحلة خطيرة هناك، لدرجة أن الصين، وهي موطن الفيروس، قامت بإجلاء رعاياها من إيران خوفاً عليهم، فما حقيقة الوضع هناك؟
لندع كل هذا جانباً ولنلتفت إلى جانب آخر من الأهمية أن ننتبه إليه، وهو استغلال بعض السفهاء قضية انتشار فيروس كورونا للإساءة إلى الشعوب الأخرى في تصرف قبيح بعيد عن الأخلاق وغارق في قصر النظر، ففي حين أن مواجهة المرض قضية إنسانية تهم العالم أجمعه، يقوم رويبضة هذا الزمان بإذكاء الفتن والنعرات، وبث رسائل الكراهية مع شعوب الدول الأخرى، كما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي من كتابات تافهة وتعليقات مستفزة، ومتاجرة سياسية بهذا المرض.فيروس كورونا قضية عالمية وفي معالجته حياة صحية وسلامة للجميع ومصلحة عامة للبشرية، فلا تحولوه إلى فتنة بين الناس وقطيعة بين الشعوب، فقريباً سيذهب الفيروس ولكن من سيعالج طاعون الإساءة للشعوب، وكيف تذهب نار العداوات التي يشعلها السفهاء في المجتمعات؟ والله الموفق.إضاءة من السنة النبوية الشريفة:عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ (الطاعون) بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه". متفق عليه.
مقالات
كورونا فيروس... والإساءة للشعوب طاعون
10-03-2020