تداعيات كورونا
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
خطورة انتشار مرض كورونا (كوفيد-19) تكمن في حالة تسجيل إصابات محلية لا يوجد لها سجل سفر خلال فترة حضانة المرض، لذلك وبالرغم من ارتفاع الحالات التي سجلتها دولة الكويت فإن المرض لم يخرج عن السيطرة، لأن الحالات التي سجلت هي حالات وافدة (مصطلح "وافدة" يعني إصابات قادمة من خارج حدود الدولة)، لذلك من حق الدولة أن تتخذ كل التدابير الوقائية، وعلى الآخرين احترام هذه القرارات. الأرقام المسجلة خارج حدود جمهورية الصين الشعبية آخذة في التصاعد، والعالم كله يتطلع إلى التعاون مع منظمة الصحة العالمية في تسجيل الحلات وكيفية انتقالها، وموضوع إخفاء البيانات ليس من مصلحة أي أحد، والدول التي تحاول إخفاء المرض أو التستر عليه ستجد نفسها في ورطة كبيرة ستعزلها عن بقية العالم.اليوم الخسائر الاقتصادية بمئات المليارات، بل إن الحديث عن كساد اقتصادي ملامحه قد بدأت فعلاً، وأسعار النفط التي انخفضت بنسبة كبيرة خير دلالة على ذلك، ناهيك عن الخسائر الكبيرة التي سجلتها البورصات العالمية وشركات النقل والمصانع.الهلع والخوف من مرض كورونا له ما يبرره، ومن يحاول مقارنته بالإنفلونزا وغيرها من الأمراض كلام غير دقيق وعليه مراجعة وقراءة كتب علم الوبائيات قبل التصريح عن خطورة مرض كورونا.لا للمزايدات ولا للتقليل من قيمة حياة الشعوب وسلامتهم، فالمرض لم يفرق أو يميز أو يضع قيوداً مذهبية وعرقية بين أحد، ولم يعد يحده حدود دولية ولا جوازات سفر، وعلى الجميع ومن كل الدول إدراك ذلك والتعاون للحد من انتشاره قبل أن يتفشى ويصبح وباء عالمياً.اللهم ارفع البلاء عنا واحفظ الكويت وسائر بلاد المسلمين والبشرية من هذا المرض... ودمتم سالمين.