انطلاق الملتقى الثاني للثقافة الشعبية «المرأة والتراث»
المرأة «ساردة» و«متن حكائي» و75 باحثاً يناقشون دورها
نظم المجلس الأعلى للثقافة بمصر، الملتقى الثاني للثقافة الشعبية تحت عنوان "المرأة والتراث الشعبي"، بمشاركة 75 باحثاً ومتخصصاً في التراث الشعبي من 16 دولة عربية.
استهلت أعمال الملتقى الثاني للثقافة الشعبية في القاهرة، بمحاضرة للدكتور محمد الجوهري، أحد أهم رواد علم الفلكلور بعنوان "المرأة المصریة حافظة التراث الشعبي ومجددته"، وذلك بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وألقتها نيابة عنه الدكتورة علياء شكري، وأعقب ذلك وقائع الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور محمد غنیم، وتحدث فيها الدكتور أحمد بهي الدين العساسي عن "المرأة في المخیال السردي"، والدكتورة إلهام كلاب بورقة بحثية بعنوان "نساء في الأمثال الشعبیة أدوار وصفات"، والدكتور عاشور سرقمة، بورقة بعنوان "صورة المرأة في الموروث الأدبي الشعبي بین الثابت والمتحول"، واختتمت الجلسة بورقة بحثية للدكتور نایف بن سعد حول "البراق في الأدب الشعبي في المملكة العربیة السعودیة".
مشروع مستقبلي
وقال محمد غنيم المنسق العام للملتقى، إن "الملتقى يشهد في دورته الثانية إقبالا كبيرا من الباحثين والدول المشاركة"، مطالبا وزارة الثقافة المصرية بتبني مشروع مستقبلي تحت عنوان "المرأة حافظة التراث وواضعة المستقبل"، بالاشتراك مع جامعة المنصورة، للاعتراف بدور المرأة في حفظ التراث وتناقله على مر العصور.وقال الدكتور هشام عزمي أمين المجلس الأعلى للثقافة، إن "المرأة لعبت دورا محوريا عبر العصور في حفظ التراث وتناقله عبر الأزمان المختلفة". وأضاف عزمي أنه "تم توثيق هذا الدور المهم للمرأة المصرية على جدران المعابد، وحتى العصر الحديث، فلم يجد الفنان الكبير محمود مختار سوى السيدة المصرية "الفلاحة" ليعبر من خلالها عن النهضة المصرية، وأن مصر هي أعرق الحضارات البشرية والرافد الأول لكل ما يتعلق بالموروث الثقافي والهوية لكل العالم". وقال الدكتور العساسي خلال مداخلته بالجلسة العلمية بالملتقى، إن "السرديات الشفاهية التقليدية لا تخلو من حضور المرأة، سواء كانت ساردة أو متنا حكائيا". وتابع العساسي خلال ورقته البحثية، التي حملت عنوان "المرأة في المخيال السردي بين ألف ليلة وليلة والسرديات التقليدية المصرية": "يبرز هذا الحضور في السرديات الغربية عامة والمصرية على وجه الخصوص، لما للمرأة من دور ثقافي بارز تمارسه في نطاق فضائها الذي تعيش فيه وتصنعه، وعبرت التقاليد الشفاهية على تنوع صنوفها الأدبية عن المرأة وأدوارها". وأكد أن السرديات الشفاهية قدمت صورا نسوية، يكشف تقصيها عن محورية دورها، باعتبارها حاملة للمعرفة وصانعة لنسق الجماعة في صمت مقصود. وقرأ العساسي بعض النماذج المختارة من ألف ليلة وليلة، وبعض الحكايات الشعبية، التي تبرز من خلالها أثر التنوع الثقافي في تشكيل صورة المرأة، والخصوصية الثقافية المصرية في الحكايات التقليدية.
كلية الآداب
يذكر أن الملتقى الدولي الثاني "الثقافة الشعبية... رؤى وتحولات" تحت عنوان "المرأة والتراث الشعبي العربي" يقام بالتعاون مع كلية الآداب جامعة المنصورة، ويشارك فيه 75 باحثاً ومتخصصاً في التراث الشعبي من 16 دولة هي: الأردن، البحرين، تشاد، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، سورية، اليمن، العراق، فلسطين، الكويت، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب.
مصر هي أعرق الحضارات البشرية والرافد الأول لكل ما يتعلق بالموروث الثقافي