تمكن فيروس "كورونا" الجديد، المعروف بـ"كوفيد 19"، والذي بلغت حصيلة إصاباته 109 آلاف و946 حول العالم، ووفياته 3819 في 99 بلدا ومنطقة، من تقطيع أوصال دول مجلس التعاون الخليجي فيما بينها، ومع العالم.

ففي سلسلة قرارات صدرت على خلفية الفيروس، وبعد ساعات على تعليق الدراسة في أرجاء البلاد حتى إشعار آخر، قررت السعودية، التي قدمت دعماً مالياً قدره 10 ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة "كورونا"، تعليق السفر جواً وبحراً بشكل مؤقت من وإلى 14 دولة هي: الكويت والإمارات والبحرين ولبنان وسورية وكوريا الجنوبية ومصر وإيطاليا والعراق وسلطنة عمان وفرنسا وألمانيا وتركيا وإسبانيا.

Ad

وكذلك تعليق دخول القادمين من تلك الدول، "حرصاً على صحة" مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

وأعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 4 حالات جديدة، مشيرة الى أن إجمالي عدد الإصابات بلغ 15.

وقال التلفزيون السعودي إن المملكة قررت فرض غرامة تصل إلى نصف مليون ريال (133 ألف دولار) على من لا يفصح عن بياناته الصحية عند منافذ دخول البلاد، بينما قررت السلطات السعودية إيقاف تقديم الشيشة في المقاهي والمطاعم مؤقتا.

وفي أبوظبي، أكدت شركة الاتحاد للطيران الإماراتية تعليق جميع رحلاتها مؤقتا بين أبوظبي والسعودية.

وأعلنت وزارة الصحة الإماراتية، أمس، رصد 14 إصابة لجنسيات مختلفة، تضمنت 4 من الإمارات، و3 من إيطاليا، وشخصين من كل من بنغلادش ونيبال، وشخص من كل من روسيا والهند وسورية، مما يرفع إجمالي الإصابات إلى 59 حالة.

وعلّقت قطر أمس الدراسة في المدارس والجامعات الحكومية والخاصة لجميع الطلاب، اعتبارا من اليوم وحتى إشعار آخر، بعد ارتفاع عدد الإصابات في الدولة إلى 15، كما علّقت الدخول مؤقتا لجميع المسافرين القادمين إليها من بنغلادش والصين ومصر والهند وإيران والعراق ولبنان ونيبال وباكستان والفلبين وكوريا الجنوبية وسريلانكا وسورية وتايلند.

بدورها، علّقت شركة طيران الخليج البحرينية، وشركة مصر للطيران، أمس، جميع رحلاتهما الجوية من وإلى السعودية حتى إشعار آخر.

القاهرة

وبينما تمسكت الحكومة المصرية بعدم تأجيل الدراسة.

وأعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي تعليق أي فعاليات تشمل تجمعات في المحافظات.

وأصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة تحذيرا لرعاياها، أمس، تطالبهم فيه بتجنب الرحلات النيلية، بعد إصابة نحو 45 شخصا كانوا على متن سفينة سياحية في مجرى النيل بالفيروس.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية أمس تعافي 12 حالة من المصابين، مؤكدة أن الـ43 حالة المتبقية تخضع للعلاج والمراقبة الصحية بمستشفى العزل بالنجيلة في محافظة مطروح.

وحول أول وفاة لمصاب بـ"كورونا"، صرح المتحدث باسم "الصحة" المصرية خالد مجاهد بأن المواطن الألماني المتوفى الذي يبلغ 60 عاما مكث في مصر 7 أيام.

وقررت وزيرة الصحة هالة زايد استحداث وحدة لحصر جميع المخالطين المباشرين وغير المباشرين للحالات التي تثبت إيجابيتها للفيروس، داعية المواطنين إلى التوجه للمستشفيات عند الشعور بأي ارتفاع في درجات الحرارة.

وبعد تبادل بعض الصور تظهر التكدس الشديد لمئات المصريين أمام المعامل المركزية لوزارة الصحة، بهدف إجراء تحليل PCR، أعلنت وزارة الصحة رفع القدرة الاستيعابية للمعامل المركزية من 400 إلى 1000 حالة يوميا، بعد تشغيل المعامل الفرعية بداية من 14 الجاري، حرصا على إنهاء الفحوص اللازمة للمصريين العاملين في دول الخليج.

وعقد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعا عاجلا في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول، مع وزراء "السياحة والآثار" و"الصحة والسكان" و"الطيران المدني" و"الإعلام"، لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة تكدس وتزاحم الراغبين في إجراء التحليل الراغبين للسفر للخارج.

إيران

وأعلنت الحكومة الإيرانية أمس 43 وفاة إضافية في الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 237. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور، في مؤتمر صحافي متلفز، "أكد زملاؤنا 595 إصابة جديدة"، مضيفا: "يرفع ذلك العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة إلى 7161".

ورغم أن جهانبور اعتبر أن معدل الإصابات الجديدة يتراجع، قال رئيس تحرير موقع "انتخاب" الإيراني، وهو مقرب من الرئيس حسن روحاني، إن عدد الوفيات بكورونا وصل إلى 2000.

وأعلن أمس وفاة محمد رضا راجمني، أمين عام حزب الوحدة والتعاون الوطني، وكذلك فرزاد تذري أحد قيادات الحرس الثوري.

وشن نواب من محافظة جيلان هجوما لاذعا على الامين العام للامن القومي علي شمخاني، بسبب تصريح له في بغداد أمس الأول قال فيه إن طهران مستعدة لمساعدة العراقيين على منع انتشار "كورونا". وقال النواب إن الفيروس ينتشر في محافظتهم بطريقة خارجة عن السيطرة، والأولى بالحكومة مساعدتهم بدل مساعدة العراقيين.

أما النائب وجکي‌ نجاد، عن مدينة رشت في البرلمان، فقد اعتبر أن "رشت هي أكثر مدينة موبوءة وخطرة من حيث انتشار الفيروس في العالم وليس فقط إيران".

وبينما أظهرت فيديوهات تكدس جثث المتوفين بالفيروس في مقبرة "باغ رضوان" في مدينة جيلان، أفادت لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أمس، بأن "فيروسا مجهولا قاتلا" يختلف عن "كورونا"، ظهر في إحدى المحافظات وتسبب في وفاة امرأة.

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان شهروز برزكر إنه بعد اجتماع لأعضاء اللجنة ورئيس البرلمان مع وزير الصحة صباح أمس، "ما فهمناه من كلام وزير الصحة أن هناك نوعين من فيروس كورونا منتشرين في البلاد، أحدهما فيروس ووهان الصينية والآخر فيروس مجهول المصدر، والفيروس المختلف لم يرحم ممرضة عمرها 25 عاما وقضى عليها فورا".

وأشار برزكر إلى أنه "من المرجح أن يكون الفيروس الآخر نوعا من الإرهاب البيولوجي الأميركي الذي بثته واشنطن في البلاد".

إلى ذلك، قررت محافظة البصرة، القريبة من الكويت، تعطيل الدوام الرسمي في كل المؤسسات الحكومية بها، باستثناء الأمن والصحة، بعد تسجيل أول وفاة بـ"كورونا" فيها، كما قرر إقليم كردستان تعطيل عمل المؤسسات الحكومية حتى 26 الجاري.

آسيا

ومع ارتفاع عدد الوفيات في الصين الى 3123، والإصابات الى 80904، أعلن رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي حالة الطوارئ الصحية مع ارتفاع عدد الإصابات إلى 10.

أما كوريا الجنوبية، التي شهدت انخفاضا في تعداد الحالات، فبلغ إجمالي الإصابات 7478، والوفيات 51. وقال الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه إن، أمس، إن وتيرة انتشار الفيروس بدأت في التباطؤ، لكنه أوصى بتجنب الافراط في التفاؤل.

وأضاف مون، خلال لقاء مع كبار مساعديه في المكتب الرئاسي، انه "يجب أن يستمر اتجاه تباطؤ العدوى".

من ناحية أخرى، حذرت السلطات الصحية الكورية الجنوبية من أن أي مريض جديد سيواجه غرامة مالية بقيمة 10 ملايين وون (8296 دولارا)، في حال إخفاء سفره ومعلومات مهمة أخرى.

أما الجارة الشمالية فطبقت إجراءات الحجر الصحي على نحو 10 آلاف شخص بسبب المخاوف من الإصابة.

وفي اليابان، التي بلغ عدد الوفيات فيها 16، والإصابات 488، تتأهب الحكومة لتعديل قانون يسمح لرئيس الوزراء شينزو آبي بإعلان حال الطوارئ بسبب الفيروس إذا استدعى الأمر، في وقت يواجه آبي انتقادات مستمرة بسبب أسلوب معالجته لتفشي الفيروس قبل دورة ألعاب طوكيو الأولمبية.

أوروبا

وفي قرار غير مسبوق، أعلن الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا فرض حجر صحي على نفسه كتدبير وقائي، معلقا أي نشاط عام له في البرتغال والخارج مدة أسبوعين.

وعزا دي سوزا قراره إلى احتكاكه الأسبوع الفائت بتلاميذ مدرسة في شمال البرتغال، أغلقت لاحقا بعدما ظهرت فيها إصابة.

وامتد الفيروس لأماكن أخرى في أوروبا أمس، حيث سجلت ألبانيا أول حالتي إصابة لأب وابنه سافرا أخيرا إلى إيطاليا.

وفي ألمانيا، ارتفع عدد الإصابات في أكبر اقتصادات أوروبا إلى 1112، في وقت ارتفعت الإصابات في بلجيكا الى 239.

وفي مدريد، أعلن التلفزيون الإسباني الرسمي أمس 8 وفيات جديدة، ليرتفع إجمالي الوفيات الى 25، بينما استمر ارتفاع عدد الإصابات إلى 917 حالة.

وفي بروكسل، حيث أعلن مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي، أمس، إجراءات جديدة، منها الحد من الاجتماعات والزيارات لاحتواء انتشار الفيروس، ثبت إصابة أحد العاملين في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وحظرت فرنسا التجمعات التي تضم أكثر من ألف شخص في وقت أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران ارتفاع الوفيات إلى 19 والإصابات إلى 1126.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن إيطاليا تواجه أحلك أوقاتها حاليا، مقتبسا هذا التعبير من رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل.

وأضاف كونتي، في حوار مع صحيفة "لا ريبوبليكا"، "على مدار الأيام الماضية، تذكرت ما قرأته بشأن تشرشل: إنها أحلك ساعة بالنسبة لنا ولكننا سنتجاوز الأمر"، مبينا انه خضع للفحص، وتبين عدم إصابته بالفيروس.

وكانت وكالة الحماية المدنية الإيطالية أعلنت أمس الأول ارتفاع عدد الإصابات بواقع الربع لتصل إلى 7375 حالة، وارتفاع حالات الوفاة بواقع 133، ليصل إجمالي حالات الوفاة إلى 366.

إسرائيل

وفي رام الله، أكدت الحكومة الفلسطينية، أمس، أن الفيروس امتد إلى محافظة طولكرم بالضفة الغربية للمرة الأولى بعد بيت لحم، في وقت ارتفع فيه عدد المصابين إلى 26.

من ناحيتها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد الإصابات إلى 39 أمس، لأشخاص عادوا من إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والنمسا. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل قد توسع نطاق القيود التي تفرضها على الدخول لتشمل الزائرين من جميع الدول.

وأمرت إسرائيل بالفعل المسافرين القادمين من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وأندورا وسان مارينو وأستراليا وسويسرا وماكاو وهونغ كونغ والصين وفرنسا واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايلند بوضع أنفسهم قيد الحجر الصحي بمنازلهم.