الأوروبيون يستقبلون إردوغان ببرود
تعايش روسي ـــ أميركي نادر في شرق سورية
قبل إجراء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي محادثات أمس تتمحور حول أزمة الهجرة، قلل مسؤولون أوروبيون من إمكان التوصل إلى اتفاق مع أنقرة.وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورزولا فون دير لاين، إن الأفق يبدو مسدوداً، وأضافت :"إننا اليوم وسط أزمة عميقة". ولفتت دير لاين إلى أن الأحداث تشير بوضوح إلى ضغوط لدوافع سياسية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وقللت من فرص التوصل إلى حل سريع للأزمة، وقالت :"هذه هي مجرد بداية للمحادثات".
من ناحيتها، حملت ألمانيا تركيا مسؤولية الأزمة، وقالت، إن بروكسل تنظر في استقبال ما يصل إلى 1500 من الأطفال المهاجرين العالقين في الجزر اليونانية كإجراء دعم "إنساني"، مؤكدة استعدادها لدعم اليونان في الوضع "الصعب" وأخذ حصتها "المناسبة من أطفال بحاجة لعلاج طبي عاجل".وحمّل المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت "تركيا على نحو واضح تماماً مسؤولية الزج بهؤلاء الأفراد اليائسين إلى مأزق وألقت للأسف مخاوفها الجادة، التي يتعين على الاتحاد الأوروبي استيعابها والتحدث بشأنها، على عاتقهم".وفي سورية، أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها ستعقد اجتماعاً مع الوفد الروسي اليوم لمناقشة اتفاق توصل له إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 5 الجاري على وقف إطلاق النار بإدلب واحتواء الصراع الذي أدى إلى نزوح نحو مليون شخص خلال ثلاثة أشهر وفجّر مخاوف من نشوب مواجهة عسكرية بين البلدين. وبموجب الاتفاق، وافق الطرفان على إنشاء ممر آمن قرب طريق إم-4 السريع، الذي يمر من شرق إدلب لغربها على أن يتفقان على تفاصيل الممر خلال سبعة أيام قبل بدء دوريات مشتركة للقوات التركية والروسية في 15 الجاري.ويمتد الممر ستة كيلومترات إلى الشمال ومثلها إلى الجنوب من طريق إم-4. ومع هذا، لم يتضح ما الذي سيحدث لجيب قوات المعارضة الذي سينشأ إلى الجنوب من الطريق السريع.وفي مشهد بات عادياً للسكان شرق سورية ويعكس تعايشاً نادراً، أقفلت دوريتان أميركية وروسية طريقاً التقتا عليه، وبدا أن أياً منهما لا تريد إفساح المجال للأخرى.وبينما توجد القوات الأميركية بسورية منذ 2014 دعماً للأكراد في مواجهة تنظيم"داعش"، استغل الجيش الروسي، المنتشر في البلد منذ 2015، دعمه للرئيس بشار الأسد لدخول مناطق نفوذ الأكراد. وباتت القوتين العظميين على تماس وتتداخل مناطق انتشارهما، ما يؤدي إلى احتكاكات يخشى محللون أن تتطور إلى توترات أكبر.ووفق سكان المنطقة ذات الأغلبية الكردية، فإن "القوات الروسية والأميركية في حالة مواجهة. وتتصرّف كما لو أنها سيارات أجرة تزاحم بعضها البعض على الطرق"، مشيرين إلى كيفية أن دوريتين أقفلتا طريقاً دولياً يربط مدينتي الحسكة والقامشلي، رفعت الأولى العلم الأميركي ووقفت على بعد أمتار بمواجهة الأخرى التي رفعت العلم الروسي.وعلى أطراف بلدة تل تمر، وعلى بعد خمسين متراً من نقطة للجيش السوري الذي انتشرت وحداته في المنطقة بناء على طلب كردي أثناء الهجوم التركي، تنتظر مدرعتان أميركيتان عودة دورية روسية من جولة قرب خطوط التماس مع منطقة سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، لأنها تعدّ من مناطق نفوذها.وفي مشهد شبيه بألعاب الفيديو، تداول رواد الإنترنت قبل أسابيع مقطعاً مصوراً يظهر مدرّعة روسية تحاول تجاوز آلية أميركية على الطريق قبل أن تنحرفا معاً خارجه بعدما حاولت منعها.