وقعت الفأس في الرأس، ولا أحد يشعر بالضربة، ولا حتى يدري، بداية، أنّ هناك فأساً هوت على الرؤوس في ديرة "كتابنا وكتابكم"، السلطة لاهية باللجان وماذا يجب أن يعدّل في الدستور وقانون الانتخاب، ومشغول تفكيرها في إرضاء هذا أو ذاك من النخب المتحلقة حولها، الناس بدورهم لاهون في البحث عن الكمامات والمطهّرات.الأخبار التي تهزّ العالم اليوم، هي أن أسعار النفط هوت إلى 30 دولاراً، بعد إعلان حرب الأسعار بين دول الـ "أوبك" بقيادة السعودية ضد روسيا الرافضة لخفض الإنتاج، الأسواق تغرق في النفط، وثروات الدول المعتمدة كلياً عليه، وأولها ديرة "كتابنا وكتابكم وعاداتنا وتقاليدنا"، ستتبخر فوق رمل الصحراء.
في فبراير الماضي، قال صندوق النقد الدولي (لا حاجة للتشنج العصبي من وصفاته) إن ثروات دول الخليج قد تنفد خلال 15 عاماً إذا لم تبادر في الإسراع بتنفيذ إصلاحات اقتصادية، كان هذا قبل توطّن داء كورونا، وكانت التوقعات بأن أسعار النفط ستكون بحوالي الخمسين دولاراً، الخمسة عشر عاماً ستختصر إلى مدد أقصر، قد تكون خمس سنوات أو أقل، فالاحتياطي يتبدد على الباب الأول وأبواب النّهب المبرمج.ستون ألف خريج وخريجة قادمون لسوق العمل خلال عشرة أعوام، كنّا نسأل: ماذا ستفعل الدولة معهم في 2030؟ الآن نسأل: ماذا تفعل الدولة مع الموظفين العاملين في جهازها الإداري الضخم والمترهل؟ وكيف ستوفر رواتبهم ما لم تخفّض قيمة الدينار؟ أسئلة الغد والقلق المصاحب لها أصبحت تساؤلات اليوم واللحظة الحاضرة، العالم يطرق أبواب الركود الاقتصادي على الأغلب، أما في بلد "كتابنا وكتابكم"، فلا السلطة ولا الجمهور المهموم بمكاتب الخدم تشغله هذه الكارثة، فالكل مؤمن - بغباء مُطلق ووعي خائب - بأن "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين"، وليس مكتوباً على جبين الوطن غير كلمة يا خيبة.
أخر كلام
يا خيبة
10-03-2020