هيفين أحمد: التكنولوجيا سرقت الطفل من عالم القراءة

نالت جائزة «الشرقي» عن مسرحيتها «مملكة واحة الألوان»

نشر في 11-03-2020
آخر تحديث 11-03-2020 | 00:03
فازت الكاتبة السورية الشابة هيفين أحمد بالمركز الأول في جائزة «الشرقي» للإبداع، بدورتها للعام الحالي، في مجال أدب الطفل، عن مسرحيتها «مملكة واحة الألوان»، لينفتح أمامها باب الإبداع الواسع منذ خطوتها الأولى في عالمه، وتشرق أحلامها الزاخرة بالمشروعات الأدبية، التي تريد إنجازها، وترسيخ مكانتها كأديبة وكاتبة في العالم العربي، لاسيما في مجال أدب الأطفال، الذي ترى الكاتبة أنه يحتاج إلى ضخ دماء جديدة لانتعاشه وازدهاره.
وحول الجائزة، ومسرحيتها الفائزة، وطموحاتها ومشروعاتها القادمة، التقتها «الجريدة»... وكان الحوار التالي:
• كيف ترين فوز مسرحية «مملكة واحة الألوان» بالمركز الأول في جائزة راشد للإبداع؟ وما خطوتك التالية؟

- «مملكة واحة الألوان» هي التجربة الأدبية الأولى لي في عالم الطفل، شاركت بها في مسابقتين في عامي 2017 و2018، لكن لم يكتب لها الفوز، إلى أن جاءت مسابقة راشد بن حمد الشرقي للإبداع، فشاركت في دورتها الثانية، وشاءت الأقدار أن أفوز بالمركز الأول، ولا أخفيك أنّ مثل هذا الفوز بمقدار ما يحققه من سعادة وفرح، فإنه يضعنا أمام تحد جديد، وهو إنتاج نصوص جديدة لا تقل إبداعية ونجاحاً عن النص الفائز. وأخطط حالياً لكتابة عدد من النصوص القصصية، التي تعالج سلوكيات ومشاكل الأطفال في سنوات الطفولة المبكرة.

سلوكيات الأطفال

• ما رسالتك التي تودين إيصالها للأطفال من خلال عملك الإبداعي «مملكة واحة الألوان»؟

- المسرحية كانت مجموعة من الرسائل التي تصوب سلوكيات الأطفال، وتزرع فيه عدداً من القيم الأخلاقية، مثل الصدق والوفاء وعدم الاستهزاء بالآخرين لأي سبب كان، كما أضفت إليها مجموعة من القيم التي تحضّهم على المحبة والتعاون لمواجهة الصعوبات والتحديات.

المستوى الشخصي

• كل كاتب لا ينشأ من فراغ، فهو نبتة تنمو داخل بيئة عامة، وظروف خاصة، هل لك أن تقدمي بعض المؤثرات التي ساهمت في توجيهكم، وساهمت في بناء تجربتكم الإبداعية؟

- تساهم القيم والمبادئ والبيئة التي يعيش فيها الكاتب في تكوين معارفه وصقل موهبته، إضافة إلى بحثه على المستوى الشخصي عن كل الأمور التي قد تطور من معارفه وأدواته، ولن أنسى دور العائلة، ومجال التخصص الدراسي وعلاقتي مع الأطفال بحكم عملي، بالإضافة إلى مكتسبات الأمومة، فأنا أم لطفلة، وهي تحضني من خلال سلوكياتها وتصرفاتها على البحث عن كل ما يساعدني في تربيتها وتكوين شخصيتها بالشكل السليم.

صعوبات التعلم

• بالحديث عن أهم الشخصيات التي كان لها الأثر الأكبر في تكوينكم الإبداعي والثقافي... ماذا تقولين؟

- لا أخفيك سراً، بدأت مؤخرا الاهتمام بالكتابة للطفل، فسابقا كانت اهتماماتي منصبة على الأبحاث المتعلقة بمجال التخصص في الإرشاد النفسي، قدمت أبحاثا ومحاضرات كثيرة عن صعوبات التعلم وآثار الحرب ومواضيع أخرى تتعلق بالأطفال الأيتام، وسواها من المواضيع التي تتقاطع مع مجال دراستي، وأما الأشخاص الذين تأثرت بهم وكان لهم دور في تكوين شخصيتي الثقافية فكثر، أولهم أبي وإخوتي أيضا، ففيهم الشاعر والأكاديمي، وبعد الزواج كان لزوجي الشاعر والقاص حيدر هوري الفضل الكبير في دعمي من أجل تطوير وتنمية ما اكتسبته من معارف.

طرح الفكرة

• هل تستثمرين تجربتك كأم لجذب الطفل لقراءة نصوصك، خصوصاً أن استقطاب القارئ الصغير بات صعباً في زمن الإنترنت والجوالات والرقميات؟

- الدراية بسلوكيات الأطفال وميولهم تساعدني على اختيار المواضيع والأدوات الصحيحة للتعامل مع الموقف أو الفكرة، أيضاً أهتم بطرق طرح الفكرة واللغة التي تتناسب مع العمر الذي أستهدفه، التشويق عامل مهم في نصوص الطفل، واختيار أسلوب المخاطبة المناسبة الذي لا تنفر الطفل أو يشعره بالملل، فكلنا نرى مدى الجذب الذي تحققه التقنيات الرقمية والبصرية في هذه الأيام.

التخيل والتفكير

• طغت التكنولوجيا الحديثة، والألعاب الإلكترونية على عقل الطفل العربي... برأيك كيف يمكن للإبداع أن يلعب دوراً في انتشاله من مخاطرها؟

- يمكن أن نستثمر التكنولوجيا، بالرغم من كثرة تخوف الأهالي من آثارها السلبية، لمصلحة الطفل أيضا، وذلك من خلال الرقابة وتحديد ساعات الاستخدام ومجالاته، فهناك الكثير من البرامج والتطبيقات التي تحفز مناطق من الدماغ لدى الأطفال وتساعده على تنمية آليات التخيل والتفكير، وتزيد من قدراته على التركيز والانتباه، فيمكن أن يتم تحويل بعض القصص والمسرحيات إلى نصوص صوتية ومرئية تساعد الأطفال في صقل لغتهم ومخيلتهم وحتى في اكتساب المعارف والقيم والفنون بكل أنواعها تساهم في تكوين الوعي لدى الأطفال، مثلها مثل دور الأسرة والمدرسة والمجتمع، لهذا لابد لمؤسسات الدولة الثقافية والتربوية من عدم إهمال دور المسرح والفنون بأنواعها كافة، لدورها في تكوين شخصية الطفل الذي سيكون منتجا وفاعلا مستقبلا في مجتمعه.

كتب صوتية

• بجانب ضعف الاهتمام بثقافة الأطفال الأصحاء هناك تهميش لتوجيه الأدب إلى الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في العالم العربي... مارأيك في ذلك؟

- قلة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة في المجال الأدبي حالة عامة، ويتفاوت الاهتمام من بلد لآخر بحسب حالته المالية، فالأطفال المكفوفون مثلاً بحاجة إلى تحويل النتاج الأدبي الخاص بالأطفال إلى كتب برايل، وهم بحاجة إلى كتب صوتية على أقل تقدير، وهي أقل كلفة بنظري.

دور النشر

• برأيك لماذا يعاني أدب الطفل العربي ضعف الإنتاج الإبداعي، ويكثر الاعتماد على الترجمات الغربية؟

- ليس هناك ضعف قياسا على مطالعتي وقراءاتي المتواضعة، لكن ربما الأمر متعلق بقلة الثقة بالذات، لهذا نرى أغلب الكتاب ودور النشر يميلون إلى تقليد كتب الغرب، بالرغم من غنى مجتمعاتنا بالأفكار والمواضيع التي تتمتع بالخصوصية.

مسلسلات كرتونية

• بعد ابتعاد الأطفال عن القراءة، ما النصيحة التي يمكن أن تساهم في تشجيعهم من جديد؟

- التقنية والتكنولوجيا والفنون البصرية المرئية، كل تلك الأمور سرقت الطفل من عالم القراءة، ولكن يمكننا استثمار مثل هذه الأمور في مجال التشجيع على القراءة، عبر طرح مسلسلات كرتونية تصب اهتمامات شخوصها وأبطالها على القراءة والمطالعة، وأيضا طرح برامج خاصة بأهمية الكتاب وقيمته، إلى جانب الدور الأسري، فعندما يعيش الطفل في أسرة تحب القراءة، وعندما يرى الكتب والمكتبة في البيت فسوف يساعد ذلك في التشجيع على القراءة.

الطفولة المبكرة

• ما مشروعك القادم فيما يخص الطفل؟

- أخطط لأن أستثمر معارفي في مجال الإرشاد النفسي وعلم نفس الطفل، لكتابة قصص موجهة للأطفال في سنوات الطفولة المبكرة، أطرح من خلالها بعض المسائل السلوكيات والمشكلات التي تواجه الأطفال في مثل هذا العمر.

لزوجي الشاعر والقاص حيدر هوري الفضل الكبير في دعمي

الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة يتفاوت من بلد لآخر
back to top