عقب فترة شابها الكثير من التكهنات والعديد من السيناريوهات حول فيروس كورونا ومدى تأثيره على النشاط الفني في الكويت، أصدر مجلس الوزراء قراراً بإغلاق جميع صالات السينما والمسارح حتى إشعار آخر. وأثناء فترة الترقب كان العاملون في الوسط الفني ينتظرون استئناف عملهم في المسرح لكنهم قرروا الامتثال لهذه الأوامر؛ حفاظاً على سلامة المواطنين والمقيمين، وتفاعلاً مع ذلك، أصدرت دور العرض السينمائية المحلية بياناً موحداً أكدت فيه التزامها التام بقرار مجلس الوزراء.وفي هذا الصدد، قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل إن هذا القرار يأتي بهدف تعزيز الحماية الصحية والإجراءات الاحترازية التي تحافظ على سلامة المواطنين والمقيمين، وتحصنهم وتضع الاعتبارات الرئيسية لمنع نقل العدوى حتى إن كانت بنسبة ضئلية، مضيفا: "نحن في المجلس نطبق القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء".
وأشار العبدالجليل إلى انه تم ايقاف جميع الانشطة الثقافية والفنية منذ صدور القرار الأول لمجلس الوزراء حتى إشعار آخر ليأتي القرار الثاني بإيقاف النشاط المسرحي للتأكيد على سلامة وصحة الجميع وهو الهدف الأسمى، خصوصا أن المجلس الوطني على اتصال مباشر مع الجمهور، مما يحمله مسؤولية حفظ سلامة الناس جميعا.
تطبيق القرارات
وكشف الأمين العام ان العروض المسرحية الجماهيرية تم ايقافها وغير معلوم إلى متى، ولكن القرار لم يشمل البروفات التي يجريها البعض، مستطرداً بأن "ايقاف النشاط المسرحي امر صحي وسليم للمصلحة الإنسانية العامة، والمجلس الوطني يدرك دوره المهم في التطبيق لهذه القرارات، وايضا المسارح الأهلية والخاصة تدرك أهمية هذا القرار والجميع ملتزم بتطبيقه".من جانبه، أكد الفنان عبدالرحمن العقل أن المسرح يعاني بشدة، إذ تم وقف أعمال كان مقرر عرضها خلال احتفالات الأعياد الوطنية، كما توقفت حركة الإنتاج للأعمال الجديدة استعدادا لموسم عيد الفطر، موضحا أنه تراجع عن إنتاج مسرحية للعيد كان قد تم الاستعداد لها، مؤكدا أن المسرح مغامرة في الوقت الراهن، على عكس ما شهده العام الماضي من زخم إنتاجي تجاوز الـ 20 مسرحية.وقال العقل إنه قبل أيام بدأ تصوير مسلسله الجديد "بيت الذل"، مشيراً إلى أنه تم أخذ جميع الاحتياطات الصحية اللازمة، وهي إجراءات وقائية يجب اتباعها في الظروف العادية، ولكن فريق العمل يحرص عليها بشكل أكبر نتيجة المخاوف من انتشار الفيروس، مؤكدا أن تلك المخاوف لن تمنعه من السفر إلى الإمارات للمشاركة في مسلسل جديد.من ناحيته، عانى الفنان محمد الحملي من توقف عروض مسرحيته "سبايدر مان" التي أنتجها خصوصا للعرض بموسم الأعياد الوطنية، كما كان مقررا لها الخروج في جولة خليجية، ولكن كل هذه الخطط أصيبت بالشلل بعد قرار منع التجمعات، مما أسفر عن توقف عروض المسرحية وتعليق كل خطط السفر. وأوضح الحملي أن مسرحيته "موجب" كانت تتأهب للخروج في جولة خليجية بالسعودية وقطر والإمارات، إضافة إلى تلقيها عرضاً للسفر إلى لندن، بعد عامين من العروض المحلية الناجحة، ولكن العروض توقفت في ظل فرض حظر السفر من وإلى العديد من البلدان المصابة بالفيروس.وأكد أن ما أصاب مسرحه من خسائر مادية وإنتاجية نتيجة توقف العروض كان فادحاً، ولكنها ظروف قهرية يخضع لها الجميع وترتب عليها تجميد مدة العرض، حيث تم استرجاع قيمة التذاكر من بعض الجماهير، في حين فضل البعض إبقاء قيمة الحجز للعروض المستقبلية في حالة استئنافها فور تحسن الأوضاع وعودة الحياة من جديد إلى خشبة المسرح.وشدد الحملي على أن "صحة وسلامة الجمهور أهم من حجم خسارتنا المادية، ولذلك فإن توقف العروض قرار إنساني لتأمين المواطنين، ورغم ذلك فالخطط مستمرة للعودة في أي لحظة بمجرد الانتهاء من تلك المرحلة، حيث يجري حاليا الاستعداد لإنتاج مسرحيتين بعد إجازة نصيهما استعدادا لموسم عيد فطر طبيعي كالعام الماضي الذي شهد إنتاجه 3 مسرحيات".تعليق المسارح
بدوره، تحدث الفنان هاني الطباخ المشرف العام على إنتاج مسرحية "عودة ريا وسكينة" التي تلقت قرارا مفاجئا وصادما بتوقف أول أيام عرضها على مسرح الدسمة فبراير الماضي، كما تم إلغاء جولتها الخليجية المقررة بمدينة الإحساء السعودية بالتعاون مع شركة سدن أحمد للإنتاج المسرحي، والتي كان مقررا لها أول أبريل المقبل.وأكد الطباخ أن توقف العروض كان مفاجأة للجميع، وخاصة أن القرار صدر قبل العرض بـ 24 ساعة حيث تأهب الجميع للعرض رغم ارتباطاتهم الفنية الأخرى.وأوضح أن الجمهور استرد قيمة التذاكر التي دفعها للعروض، كما تم تجميد إيجار مسرح الدسمة لمرحلة لاحقة يتبين فيها عودة العرض المسرحي من عدمه، وفي حالة عدم العرض سيتم استرجاع قيمة إيجار المسرح كاملة وخاصة أن الإلغاء كان بقرار سيادي لا شأن فيه للجهة المنتجة.أجواء مخيفة
من ناحيته، أكد المنتج باسم عبدالأمير أنه لن يتوقف عن العمل بسبب الأجواء المخيفة التي سيطرت على المشهد في ظل انتشار الفيروس، موضحا أنه يمارس عمله الإنتاجي من خلال استكمال تصوير مسلسل "عداني العيب". وأوضح عبدالأمير أن جميع النجوم المشاركين بالمسلسل لا يتوانون عن الحضور بمواقع التصوير وممارسة عملهم تأثرا بتلك المخاوف، وخاصة أن الحالات تحت السيطرة وأغلبها قادمة من الخارج مما يدل على أن الفيروس لا ينتشر بالصورة المرعبة التي تدفع لتوقف كل قطاعات الإنتاج، مضيفا أن ذلك لا يمنع اتباع الاحترازات الصحية التي نصت عليها وزارة الصحة مثل استخدام الكمامات في حالة الزحام وتوافر المواد المطهرة والمعقمة بمواقع التصوير وضمان التهوية الجيدة، وغيرها من التعليمات التي يجري اتباعها داخل مواقع العمل.