يعتمد النحات صالح العماني في أعماله على معدن النحاس، مشيرا إلى أنه من أول المعادن التي اكتشفها الإنسان قبل أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، ويصفه بأنه لين في تكوينه وتشكيله وقابل للتفاعل الفيزيائي والكيميائي، ويمكن تشكيله بسهولة، وأضاف: "الإطار العام الذي أتناوله في منحوتاتي هو جمالية الضغط على النحاس للوجوه أو البورتريه، ويجب الحفاظ على الدقة في النحت لخلق صورة إبداعية".

ويسعى العماني إلى إيصال رسالة من خلال أعماله الفنية، وهي أن "الفن اليدوي لغة من لغات العالم فلنحافظ على فهم الناس لها وتعلمها"، مبينا أن سبب قلة النحاتين بشكل عام أن "أغلب الفنانين يتجهون للأسهل، بينما النحت أو الضغط على النحاس صعب جدا، لذلك النحاتون فيه قلة، وشهادتي بهم مجروحة كمبدعين".

Ad

من ناحية أخرى، وصف العماني تعامله مع النحاس كملاذ من الضغوطات، لافتا إلى أن أقرب الخامات لديه غير النحاس هي الخشب، الذي يتطلب فن الحفر عليه مهارة عالية، إضافة إلى مخيلة واسعة لنحت ما هو جميل، ومن ثم تكون المنحوتات كأنها لوحات مرسومة، وبين أن هناك أعمالا حققت بصمة في حياته، وهي أعمال محدودة مثل ميدوسا، وأبيات المتنبي، والمرأة الحامل.

وفيما يتعلق بسبب اختياره للنحاس، أوضح: "اختياري للنحاس هو شغفي بالعمل اليدوي بشكل عام". وعما إذا كان النحت يشهد ازدهارا الآن عن الفنون الأخرى أضاف: "في الحقيقة لا اسميه ازدهارا، لكن هناك فنانون كبار في الكويت يسعون لهذا الازدهار، وأتمنى أن اكون جزءا مساهما، والفن التشكيلي لا ينفصل عن بعضه نحتاً أو رسماً".

وعما إذا كان نجاح المنحوتة يعتمد على المادة المستخدمة أو الموضوع، لفت إلى أن ذلك من المؤكد، فإذا وجد الموضوع أو الفكرة وجدت العناصر المسببة لنجاح العمل وأبرزها عنصر التشويق.

وحول تأثره بأحد النحاتين ذكر: "بصراحة بخصوص النحاس لا يوجد لدي مؤثر فعال لقلة أو عدم وجود مستخدمين له"، وعما إذا كان النحت قد استفاد من التقنيات الحديثة، بحيث تجاوز الأساليب التقليدية، أضاف: "لا ابدا، التقنية ذهبت بفائدتها لفنون الرسم بشكل عام"، وتمنى "أن تكون هناك ورش تركز على تعليم النحت على النحاس".