الصين تعلن السيطرة على «كورونا»... وإيطاليا تدخل في «إقفال تام»

• «عدّاد» ضحايا الفيروس لا يتوقّف وكوريا الجنوبية تواصل نجاحها في كبح الانتشار
• فرنسا في بداية «الوباء» ومدير مكتب ماكرون في الحجر
• ترامب لم يخضع للفحص... وعزل قائد الجيش الأميركي بأوروبا

نشر في 11-03-2020
آخر تحديث 11-03-2020 | 00:04
في مؤشر على أن الوباء بات تحت السيطرة، وفي دليل على بدء عودة الحياة الى طبيعتها في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قام الرئيس الصيني بزيارة إلى ووهان عاصمة هوبي، حيث أعلن أن بلاده "سيطرت عملياً" على انتشار فيروس كورونا الجديد المعروف بـ "كوفيد 19"، في وقت استمر عمل عداد حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيروس من دون أي توقّف، ووصل إلى 4088 حالة منتشرة في أكثر من 100 دولة، وأصيب نحو 116166 شخصا.
في وقت استيقظت إيطاليا أمس، على شوارع مهجورة، مع فرض قيود لم يسبق لها مثيل، بعد أن وسعت الحكومة إجراءات الحجر الصحي لتشمل البلد بأسره، في محاولة لإبطاء أسوأ تفشّ لفيروس "كورونا" الجديد المعروف باسم "كوفيد 19" في أوروبا، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بأول زيارة الى مدينة ووهان في مقاطعة هوبي وسط الصين، التي كانت أول بؤرة لـ "كوفيد 19"، معلناً أنه "تمت السيطرة عمليا على تفشي كورونا في هوبي".

وقال شي: "تم تحقيق نجاح أوّلي نحو استقرار الوضع وتحسنه في هوبي وووهان"، حسب ما نقلت "وكالة أنباء الصين الجديدة" الرسمية (شينخوا) عقب قيام الرئيس الصيني بأول زيارة له إلى المدينة منذ بدء الأزمة في يناير.

وجاءت زيارة شي في وقت تبدو إجراءات الحجر الصحي غير المسبوقة التي عزلت مدينة ووهان وبقية أنحاء مقاطعة هوبي أتت بثمارها، مع انحسار عدد الإصابات الجديدة بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية.

وأعلنت هوبي أنها ستخفف قيود السفر بما يسمح للأشخاص الأصحاء في مناطق منخفضة الخطر، بالتنقل في أنحاء المقاطعة.

وأظهرت مشاهد بثّتها وسائل إعلام رسمية صورا للرئيس شي الذي وصل بالطائرة إلى ووهان، واضعا على وجهه قناعا واقيا، وهو يتحدث بالدائرة المغلقة مع عمال الصحة في الخطوط الأمامية ومع مرضى يرقدون في أحد مستشفيين ميدانيين أقيما في المدينة.

ثم توجه إلى حي سكني للتحدث إلى أشخاص يخضعون لحجر صحي

ومع متطوعين محليين.

وتجنّب الرئيس الذي يعد أقوى زعيم في الصين منذ ماو تسي تونغ، الظهور في وسائل الإعلام خلال معظم فترة الأزمة، وكلّف رئيس الوزراء لي كه تشيانغ الإشراف على تدابير الرد على الوباء.

وقال هوا بو، المحلل السياسي المستقل في بكين، إن توقيت الزيارة يشير إلى "نصر مرحلي" للصين.

وأضاف أن "زيارته هي للإعلان أن الوباء تمت السيطرة عليه فعليا، وهي محاولة لإخماد الانتقادات الخارجية له لعدم توجهه إلى الخطوط الأمامية".

الطب التقليدي

من ناحيته، قال نائب رئيس دائرة الطب التقليدي الصيني، يو يان هونغ، إن الغالبية العظمى من بين أكثر من 50 ألف مريض متعاف من "كورونا" تلقوا علاجات من الطب الصيني التقليدي قبل مغادرتهم المستشفيات.

وأضاف في مؤتمر صحافي أن الجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب الغربي في علاج "كورونا" أثبت فعاليته من خلال العدد الكبير من المرضى المتعافين.

كوريا تواصل النجاح

وبينما سجلت كوريا الجنوبية، أمس، للمرة الأولى منذ أسبوعين أقل من 150 إصابة جديدة في يوم واحد، أعلن رئيس وزراء ولاية كيرالا الهندية بيناراي فيجايان، أمس، تعليق جميع الفعاليات العامة بالولاية وإغلاق دور السينما ومدارس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وإعلان حالة الطوارئ، عقب إصابة 6 آخرين، ليرتفع عدد الإصابات الى 18.

أوروبا

الى ذلك، باتت إيطاليا، العضو في مجموعة السبع، أول دولة في العالم تعمم الإجراءات المشددة جدا في محاولة لوقف انتشار الفيروس، وثاني دولة بعد الصين من حيث عدد الإصابات والوفيات، إذ سجّلت البلاد أكثر من 9 آلاف مصاب بينهم 463 توفوا.

فقد طُلب من نحو 60 مليون إيطالي البقاء في منازلهم، مع بدء تطبيق روما إجراءات غير مسبوقة في العالم.

وعنونت الصحافة الإيطالية أمس، "الجميع في المنزل" و"كل شيء مغلق"، بعد صدور مرسوم وقّعه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي يوسّع الى كل أنحاء البلاد إجراءات الإغلاق الكبرى التي طالت الأحد ربع سكان شمال ايطاليا.

وكان كونتي قد مهّد لهذا المرسوم بمؤتمر صحافي عقده في مقرّ الحكومة مساء أمس الأول، ودعا خلاله مواطنيه إلى "ملازمة منازلهم".

وبلهجة حازمة قال كونتي: "سأوقّع مرسوماً يمكن تلخيصه بالآتي: ألازم منزلي. لن تعود هناك منطقة حمراء في شبه الجزيرة (...) إيطاليا بأسرها ستصبح منطقة محميّة".

وأضاف: "لم يعد هناك وقت لإهداره. الأرقام تخبرنا أنّ هناك ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين وفي أعداد الراقدين في المستشفيات بأقسام العناية الفائقة، ومع الأسف في أعداد الموتى أيضاً. علينا أن نغيّر عاداتنا. عليها أن تتغيّر الآن".

وأوضح رئيس الوزراء أنّه لهذا السبب "قررت أن أعتمد فورا إجراءات أكثر قسوة وأشدّ فعالية"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ هذه التدابير لن تشمل "الحدّ من وسائل النقل المشترك، وذلك لضمان استمرارية" النشاط الاقتصادي في البلاد، "ولتمكين الناس من الذهاب إلى أعمالهم".

وكتب كونتي لاحقاً على "تويتر" مشجعا الناس على تحمّل المسؤولية الشخصية، وقال: "مستقبل إيطاليا في أيدينا. دعونا كلنا نؤدي دورنا ببذل شيء من أجل الصالح العام".

وأمرت السلطات الناس بعدم التنقل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة على أقل تقدير إلا لأغراض العمل أو الاحتياجات الصحية أو الطوارئ، وباستثناء ذلك عليهم البقاء في منازلهم. ويتعين على أي شخص يقرر التنقل ملء استمارة يعلن فيها مبرراته ويحملها معه.

وفي الصباح الباكر، بدت شوارع روما أهدأ من المعتاد على نحو مخيف، حيث تحركت السيارات بحريّة في الشوارع التي عادة ما تشهد تكدسات مرورية كبيرة، في أجواء مماثلة للجو العام بمدينة ميلانو العاصمة المالية للبلاد، والتي تطبق قيودا أكثر صرامة.

ويمكن للمتاجر أن تظل مفتوحة طالما حافظ الزبائن على مسافة متر على الأقل تفصل بينهم.

وأعلن الفاتيكان إغلاق كاتدرائية وساحة القديس بطرس، أمس، أمام السياح حتى 3 ابريل في إطار الاجراءات الهادفة الى وقف انتشار فيروس كورونا المستجد.

وفي أمستردام، ظهر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على شاشة التلفزيون في بث مباشر لإصدار أوامر لسكان البلاد البالغ عددهم 17 مليونا بالكف عن المصافحة، وسجلت هولندا 321 إصابة، لكن في مفارقة قام هو بمصافحة شريكه في المؤتمر الصحافي.

وبينما ارتفعت الوفيات في بريطانيا إلى 6، رجحت نائبة مدير الخدمات الصحية في إنكلترا د. جيني هاريز احتمال ارتفاع الإصابات لتصل إلى الآلاف.

بداية الوباء

وفي باريس، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب زيارة إلى خدمة الإسعاف، أمس، من أن بلاده لا تزال "في بداية" تفشي الفيروس الذي أسفر عن وفاة 30 شخصا في البلاد، وأصاب أكثر من 1400.

ودعا الفرنسيين إلى تجنّب الذعر، وشدّد على أن السلطات "منظّمة" لمواجهة الأزمة.

في غضون ذلك، أفاد مكتب ماكرون، بأن مدير المكتب باتريك سترزودا يعمل من المنزل، بعدما خالط شخصا أثبتت التحاليل إصابته.

كما أعلن مكتب وزير الثقافة الفرنسي فرانك، أنّ الوزير أصيب بالفيروس، لكنّه "في حال جيّدة" ويلازم منزله.

وفي بروكسل، قرر رئيس البرلمان الأوروبي، ديفيد ساسولي، أمس، عزل نفسه طوعيا بمنزله كإجراء وقائي ضد "كورونا".

وفي جنيف، أعلنت الإذاعة السويسرية، أمس، وفاة ثالث مع ارتفاع الاصابات إلى 312.

وسجلت ولاية سكسونيا أنهالت الألمانية، أمس، أول إصابة، ليكون بذلك قد تم تسجيل إصابات في جميع ولايات ألمانيا، والتي بلغت 1112 ووفاتين.

الخليج

خليجياً، دان مجلس الوزراء السعودي، أمس، خلال جلسة ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سلوك إيران غير المسؤول لتسهيلها إدخال مواطنين سعوديين إلى أراضيها، من دون وضع ختم على جوازاتهم، في وقت تنتشر فيه الإصابة بالفيروس، مما يشكل خطراً صحياً يهدّد السلامة، ويقوض الجهود الدولية لمكافحة الفيروس، وتتحمل إيران بموجبه المسؤولية المباشرة وما تسببه ذلك من تفشي الإصابة بالفيروس.

وأكد المجلس "أن الإجراءات المتخذة في محافظة القطيف مؤقتًا، تأتي في إطار التدابير الاحترازية لمنع انتقال العدوى"، مشيدا "بتعاون الجميع وتجاوبهم مع تلك الإجراءات الوقائية للمحافظة على سلامتهم".

ومساء أمس الأول، أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 5 حالات جديدة، 3 منها لمواطن ومواطنتين كانوا في إيران والعراق والحالة الرابعة لمواطن لديه أعراض تنفسية خفيفة، أما الحالة الخامسة فهي لمصري قادم من القاهرة، ليرتفع بذلك عدد الإصابات داخل المملكة الى 20.

الى ذلك، كشفت وزارة الصحة الإماراتية، أمس، ارتفاع عدد الإصابات لديها الى 74، تعافى منها 12 حالة.

العراق

وفي بغداد، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبدالمهدي، أمس، ضرورة تجنيب العراقيين خطر "كورونا"، والالتزام بمقررات خلية الأزمة الحكومية.

وتظهر الأرقام المسجلة في كل من بغداد وإقليم كردستان أن العدد الإجمالي للإصابات بلغ 67، بينها 6 وفيات توزعت في بغداد والسليمانية وكربلاء وميسان وبابل.

وأمرت السلطات بإغلاق محافظة النجف، حيث توجد عدة مدن مقدسة لدى الشيعة، أمام غير المقيمين بدءا من اليوم، ولمدة أسبوع.

وفي أنقرة، قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه، أمس، إن "أوروبا متأخرة للغاية في اتخاذ إجراءات وما زالت بطيئة جدا. ومن المرجح بشدة أن هذا التفشي موجود في تركيا حاليا، ولكن لا توجد حالات إصابة مؤكدة".

البيت الأبيض

ويبدو أن خطر "كورونا" يقترب من البيت الأبيض ومن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تواصل شخصيا مع أعضاء في "الكونغرس" يخضعون الآن للحجر الصحي، ولو أنه لم يخضع هو نفسه لأي فحص.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام، أمس الأول، "لم يخضع الرئيس لأي فحص لكشف إصابة بـكوفيد - 19، ولم يكن على تواصل مطول وعن قرب مع مريض تأكدت إصابته ولا يُظهر أي أعراض".

ويخضع خمسة أعضاء في "الكونغرس" بينهم جمهوريان على الأقل تواصلوا عن كثب مع ترامب في الأيام الأخيرة، لحجر صحي طوعي أمس الأول، بعدما تعرّضوا للفيروس بدون أن تظهر عليهم أعراض.

وواحد من هذين الجمهوريين سافر أمس الأول، في الطائرة الرئاسية، في حين أن الثاني رافق ترامب في زيارة رسمية الجمعة الماضي.

وأعلن نائب الرئيس مايك بنس أنه لم يخضع هو أيضا لأي فحوص، خلال مؤتمر صحافي عقده فريق تنسيق الجهود الأميركية لمكافحة الوباء في البيت الأبيض.

وقال ترامب خلال المؤتمر الصحافي نفسه إن الفيروس "باغت" العالم، مطالبا "الكونغرس" باتخاذ تدابير قريبا لتخفيف الضغط عن الاقتصاد الأميركي. وعمد ترامب حتى الآن إلى التخفيف من خطورة الوباء.

وتحدث بصورة خاصة عن "خفض محتمل للمساهمات الاجتماعية المقتطعة من الرواتب"، في إجراء تم بحثه أمس، بين أفراد إدارته ومسؤولين في "الكونغرس".

وسعى وزير الخزانة ستيفن منوتشين للطمأنة، مؤكدا أن "الولايات المتحدة تملك أقوى اقتصاد في العالم".

وأقر "الكونغرس" الأميركي في 5 مارس خطة طارئة بقيمة 8.3 مليارات دولار لتمويل جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وأقرت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، مساء أمس الأول، بأنه "سيتحتم اتخاذ تدابير برلمانية جديدة".

وكان ترامب (73 عاما) المعروف من قبل انتشار الوباء بهوسه بالجراثيم، ذكر الأسبوع الماضي تدابير الوقاية الشديدة التي يتخذها، فقال ممازحا: "لم ألمس وجهي منذ أسابيع".

الى ذلك، قال الجيش الأميركي، إن قائد الجيش في أوروبا اللفتنانت جنرال كريستوفر كافولي، إلى جانب عدد من الموظفين، ربما تعرضوا للفيروس خلال مؤتمر عقد في الآونة الأخيرة.

وبينما سجّلت السلطات الصحية في كندا وفاة أول إصابة بالفيروس، أعلن المغرب أمس الوفاة الأولى به.

إسرائيل

وفي تل أبيب، حيث أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع الإصابات فيها إلى 50 حالة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ان إسرائيل ستلزم كل المواطنين العائدين من الخارج بالعزل الذاتي مدة 14 يوما كإجراء احترازي من تفشي الفيروس.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الإجراء يعني الحجر الصحي لنحو 300 ألف مواطن في بلد يسكنه 9 ملايين.

وطالبت وزارة الصحة الإسرائيلية، أمس، السائحين بالمغادرة خلال الأيام القليلة القادمة.

وأفادت الوزارة بأنه "سيتم منح وقت للسائحين الموجودين في إسرائيل للمغادرة بطريقة منظمة خلال الأيام القادمة"، إلا أنها لم تحدد موعدا لذلك.

إسرائيل تفرض العزل على كل مَن يدخلها 14 يوماً و«تطرد» السائحين

كيرالا الهندية تعلن «الطوارئ»... وتركيا تتوقّع وجود حالات رغم عدم تسجيلها رسمياً
back to top