الكويت تدعو المجتمع الدولي لتجنيب سورية المزيد من المآسي والانتهاكات
«مليونا طفل بدون مدارس وهم عرضة لمساومات تبادل الأسرى والحصول على فدية»
دعت الكويت المجتمع الدولي إلى تجنيب وقوع المزيد من المآسي والتشريد، مطالبة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالتحرك لوقف حدوث المزيد من التداعيات الإنسانية.جاء ذلك في كلمة الكويت، التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير جمال الغنيم، أمام الحوار التفاعلي مع اللجنة، في اطار اعمال الدورة الـ 43 لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان المتواصلة من 24 فبراير الماضي حتى 20 مارس الجاري.وأعرب الغنيم عن أسف الكويت لما ورد في تقارير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق في سورية من «اوضاع مزرية يعيشها اطفال سورية ويعانون انتهاكات عديدة لحقوقهم ارتكبتها جميع أطراف النزاع».
وشدد على أهمية إعطاء موضوع الأطفال ومصيرهم الأهمية التي يستحقونها، قائلا: «من المؤسف ألا يعرف الملايين من هؤلاء الأطفال شيئا عن الحياة سوى الحرب».وأضاف أن «نيران المعارك في سورية أتت على الآلاف من المدارس ودمرتها، في حين توقف أكثر من مليوني طفل عن حضور المدارس على أساس منتظم، ويتعرض بعضهم للاحتجاز لاستخدامهم اما كأوراق مساومة في عمليات تبادل الاسرى أو للحصول على فدية».
مشاكل الأطفال
ولفت الغنيم إلى أن النزاع اثر بالفعل على الصحة البدنية والعقلية للاطفال، وبات يعاني عدد كبير منهم اعاقات ومشاكل نفسية مدمرة بسبب تشريدهم من ديارهم، الامر الذي يجعلهم عرضة للانتهاكات. وسلط الضوء على جهود الكويت المبذولة لدعم قضايا التعليم لأطفال سورية بالتعاون مع دول الجوار السوري، وكيف قدمت في هذا الاطار دعما ماليا الى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، للمساهمة في برامجها التعليمية الموجهة للأطفال السوريين، وقيام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بإنشاء المدارس في دول الجوار السوري.وأشار السفير الغنيم الى الدعوة، التي اطلقها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، لدعم ومساعدة الأطفال والشباب من النازحين واللاجئين السوريين من خلال اعتماد برامج وخطط في هذا الصدد.وقال إن هذه الخطوة وفرت لهم فرصا للتعلم بما يمكنهم من مواجهة اعباء الحياة، ويعينهم على رسم مستقبلهم ومستقبل بلادهم ويحصن عقولهم من الأفكار الهدامة.مؤتمرات المانحين
وذكر أن جهود الكويت في مجال دعم الشعب السوري من خلال استضافة مؤتمرات المانحين والجهود الإنسانية والإغاثية الأخرى. وأضاف أن نتائج المعارك في أماكن متفرقة من سورية أدت إلى موجات نزوح جديدة بسبب الخوف واليأس، الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد اللاجئين الذين فروا من وطنهم الى أكثر من 5.6 ملايين لاجئ، اضافة الى نزوح 6.2 ملايين مشرد داخل بلادهم.وطالب السفير الغنيم المجتمع الدولي بأن يولي هذه المسألة اهمية قصوى منعا لأي تداعيات إنسانية، ولتجنيب ابناء ذلك البلد الشقيق المزيد من الآلام والمآسي والتشريد.في الوقت ذاته، أكد الغنيم أن مسألة المفقودين في النزاعات المسلحة تشكل هاجسا للكويت، الامر الذي دفعها من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن في العام الماضي الى تبني مبادرة تمثلت بالقرار الذي حمل رقم (2474)، نظرا لمعرفتها عما ينتج من عواقب مأساوية من هذه المسألة على حياة المتضررين من النزاعات وعائلاتهم فليس هناك حرب أو نزاع إلا كان المفقودون من أبرز ضحاياه.وأشاد السفير الغنيم بتوصيات اللجنة المستقلة بشأن مسألة المفقودين، معربا عن امل الكويت ان يتعامل مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان وآلياته بجدية مع هذه المسألة، وان يطالب كل أطراف النزاع بتوفير المعلومات عن مصير المفقودين ولم شملهم بعائلاتهم، والتعامل مع رفاتهم بشكل يتماشى مع المعايير الدولية والإنسانية المتعارف عليها.
الغنيم: نأمل تعامل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مع ملف المفقودين بجدية