على نقيض الأزمة العالمية المتصاعدة، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بوتيرة أسرع في الخارج وفرض إيطاليا قيوداً على السفر على مستوى البلاد، أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس، أن ووهان تمكنت من «السيطرة عملياً» على الفيروس، وذلك بعد أول زيارة له للمدينة التي ظهر فيها الوباء قبل أن ينتشر في أنحاء العالم، بينما بدأت أزمة «كورونا» تفرض نفسها على أجندة الأحداث بالولايات المتحدة الأميركية في مفارقة مقلقة.

وجاءت زيارة شي لـ «مهد كورونا» في وقت تبدو إجراءات الحجر الصحي غير المسبوقة التي عزلت مدينة ووهان وباقي أنحاء مقاطعة هوباي وسط الصين منذ أواخر يناير، قد أتت بثمارها، مع انحسار عدد الإصابات الجديدة بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية.

Ad

وخلال الزيارة أعلنت هوباي تخفيف قيود السفر للسماح للأشخاص الأصحاء في مناطق منخفضة الخطر، بالتنقل في أنحاء المقاطعة البالغ عدد سكانها 56 مليون نسمة.

في المقابل، استيقظت إيطاليا، أمس، على شوارع مهجورة مع فرض قيود لم يسبق لها مثيل، بعد أن وسّعت الحكومة إجراءات الحجر الصحي لتشمل البلد بأسره، في محاولةٍ لإبطاء أسوأ تفش لـ«كورونا» في أوروبا.

وتشمل الإجراءات، التي أعلنها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في وقت متأخر من مساء أمس الأول، توسيع خطوات اتُّخِذت بالفعل في منطقة لومبارديا الغنية بشمال البلاد، وأجزاء من الأقاليم المجاورة، وتضيق الخناق على التنقلات، وإغلاق الأماكن العامة.

وأمرت السلطات الناس بعدم التنقل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، على أقل تقدير، إلا لأغراض العمل أو الاحتياجات الصحية أو الطوارئ، وباستثناء ذلك عليهم البقاء في منازلهم. ويتعين على أي شخص يقرر التنقل ملء استمارة يعلن فيها مبرراته ويحملها معه.

وحُظرت التجمعات الكبيرة والأحداث المقامة في الهواء الطلق، كالأحداث الرياضية، وأصبح يتعين على المطاعم والحانات إغلاق أبوابها الساعة السادسة مساء، وستظل المدارس والجامعات مغلقة حتى الثالث من أبريل.

وفي مفارقة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن فرنسا في بداية تفشي الوباء، وذلك مع ارتفاع عدد المصابين ببلده إلى 1606، بينهم وزير الثقافة، في حين وُضِع مساعد الرئيس بالحجر الصحي للاشتباه في إصابته.