بايدن يعزز حظوظه ويخوض مبارزة جديدة مع ساندرز
«السيناتور الاشتراكي» يتهم المؤسسة الديمقراطية بالعمل ضده
يخوض نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن والسيناتور بيرني ساندرز جولة انتخابية جديدة تصوت خلالها ست ولايات في إطار الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، التي ستحدد من سينافس الرئيس الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.ويوجد 352 مندوباً بالولايات الست التي تجري فيها انتخابات تمهيدية، وهي إيداهو وميتشغن وميسيسبي وميسوري ونورث داكوتا وواشنطن، مما يشكل ما يصل إلى 10 في المئة من إجمالي المندوبين بالحزب على مستوى قومي.وأصبح يتعين الفوز في ولاية ميتشغن حيث يوجد 125 مندوبا بالنسبة إلى ساندرز، ومع ذلك فإن نتائج الاستطلاعات تشير إلى أنه قد يأتي في المرتبة التالية بعد بايدن، الذي يواصل بناء قوة دفع في طريق عودته إلى الصدارة مع تماسك تيار المعتدلين وتيار الوسط حول حملته الانتخابية.
وتأتي هذه الانتخابات بعد فوز مهم حققه بايدن في انتخابات "الثلاثاء الكبير" التي أجريت الأسبوع الماضي، وانتهت بفوز نائب الرئيس السابق بعشر ولايات، في حين لم يفز اليساري ساندرز إلا بأربع فقط رغم أن فرق المندوبين بينهما لايزال ضئيلا جداً.وبدأت معالم السباق في البيت الداخلي للحزب الديمقراطي تتضح بشكل متزايد بعد انتخابات "الثلاثاء الكبير". فقد أعلن الملياردير مايكل بلومبرغ الانسحاب من السباق ودعم بايدن الذي حظي أيضا بدعم مرشحين سابقين بينهم السيناتورة ايمي كلوبتشار والسيناتورة كامالا هاريس والعمدة السابق لمدينة ساوث بند بيت بوتيجدج.في المقابل، لم يحصل ساندرز حتى الآن على دعم أي من المرشحين المنسحبين رغم أن السيناتورة إليزابيت وارن التي أعلنت هي الأخرى انسحابها تتبنى برنامجا انتخابيا مشابها بشكل كبير للبرنامج الانتخابي الذي يدافع عنه سيناتور ولاية (فيرمونت).وأظهر استطلاع للرأي أعدته شبكة "سي إن إن" التي تميل الى بايدن تفوق الأخير على ساندرز الذي حقق بداية مشجعة والذي ينال دعم شرائح شبابية واقليات. وأظهر الاستطلاع أن نسبة 52 في المئة تريد أن يحصل بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي لمواجهة ترامب بينما أعلن 36 في المئة دعمهم لساندرز.وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/ إيبسوس من يوم الجمعة إلى الاثنين أن انسحاب السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن من السباق الديمقراطي يصب في مصلحة بايدن أكثر من ساندرز، رغم تشابه أجندة الاخير مع وارن. وأُجري الاستطلاع، وأظهر أن 47 في المئة من الديمقراطيين والمستقلين المسجلة أسماؤهم قالوا إنهم سيصوتون لبايدن إذا أجريت انتخابات الترشيح في ولايتهم اليوم، مما يمثل ارتفاعا بسبع نقاط عن استطلاع مشابه أُجري قبل أن تعلق وارن حملتها الانتخابية يوم الخميس. وذكر 30 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أنهم سيصوتون لساندرز، وهي نفس النسبة التي حصل عليها في الاستطلاع السابق.وتشير النتائج إلى أن أنصار وارن لم ينجذبوا إلى ساندرز، حليفها "التقدمي" في العديد من القضايا، بل التفوا حول بايدن. وخلص الاستطلاع إلى أن نحو ستة من بين كل عشرة مؤيدين لساندرز سيصوتون لبايدن إذا نال ترشيح الحزب الديمقراطي لمنافسة ترامب. وقال ساندزر سيناتور فرمونت الذي يقود الجناح اليساري بالحزب الديمقراطي، في مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع" التابع لقناة "إيه بي سي" الأميركية، الاحد أنه يعتقد أن كلوبتشار وتيجيدج، انسحبا من السباق بضغط من مؤسسة الحزب التقليدية التي تسعى إلى إطاحته. وعلق على سؤال المذيع عن سبب الخسارة التي مني بها في "الثلاثاء الكبير"، قائلا: "من الأمور التي لم أُفاجأ بها تقريبا، هي قوة المؤسسة الديمقراطية في إجبار كلوبتشار، التي عملت باجتهاد في حملتها الانتخابية، وبوتيجيدج الذي عمل أيضا باجتهاد بالغ، على الخروج من السباق".وأضاف: "الأمر الذي كان في غاية الوضوح في سردية وسائل الإعلام وما أرادته المؤسسة، هو التأكد من أن الناس تجمعوا حول بايدن في محاولة لهزيمتي".وختم "أعتقد أن الجميع يعلم أننا نتحدى المؤسسة، ونتحدى المؤسسة الشركاتية، ونتحدى المؤسسة السياسية. وما تراه حتى الآن، وفي غضون الأسابيع القليلة الماضية فقط، هو أن وول ستريت، وصناعة الرعاية الصحية، وطبقة أصحاب المليارات، تضخ أموالا طائلة في حملة جو بايدن الانتخابية... ولكن أعتقد أننا سنفوز في النهاية".ووفق صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن ساندرز لديه مشكلة في الفوز على الناخبين السود، رغم انه مدعوم من النائبة الديمقراطية، أوكاسيو كورتيز، والأكاديمي الشهير كورنل ويست والقس جيسي جاكسون.وتضيف ضيفة أنه أصبح من الواضح أن فشل ساندرز في كسب دعم كبير من السود قد ينتهي به الأمر إلى القضاء على محاولته الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. وسافر ساندرز إلى جميع أنحاء ميشيغان نهاية الأسبوع الماضي، وواجه حشوداً ضخمة، كما يفعل في كثير من الأحيان، لكنهم كانوا أغلبية بيضاء ساحقة في ولاية يشكل السود ربع ناخبيها الديمقراطيين.وتشير الصحيفة الى أنه بينما يهز ساندرز المواقف السياسية بشأن قضايا مثل العدالة الجنائية والإسكان والتعليم، يبدو أقل ارتياحاً في قيادة رسالة حول العدالة العرقية والتجارب الحية للأميركيين الأفارقة.وتضيف إن جزءاً من المشكلة التي قد يواجهها ساندرز أمر أساسي: فحملته الانتخابية متجذرة بعمق في اشتراكيته الديمقراطية، التي تركز بشكل كبير على الطبقية باعتبارها أصل كل علل البلاد. والتمييز العنصري هو نتيجة ثانوية لعدم المساواة الاقتصادية، وليس السبب، كما يقول ساندرز.وبطبيعة الحال، العرق والاقتصاد متشابكان. ولكن كما كتب عالمان سياسيان في مجلة بوليتيكو الأسبوع الماضي، فإن "العرق هو الهوية الرئيسية التي يتردد صداها لدى المجتمع الأسود". وعندما يتعلق الأمر بالتصويت، كانت الهوية العرقية تقليدياً مؤشراً أكثر موثوقية إلى السلوك السياسي بين الناخبين السود.