الكويت سنة 2030 بين النفط و«كورونا»
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
التقيت بوبدر سعد الفرج منذ فترة طويلة، فطرحت عليه إعادة عرض المسرحية، مع بعض التغييرات، لتتلاءم مع كويت 2030 ، فسألني: هل تشاركني كتابتها؟ فأجبت: أتشرف بذلك، فقال: الفكرة جيدة وتستحق العمل عليها، ولكني لا أظن أن الرقابة ستسمح بها.ربما كان سعد الفرج، عندما كتب المسرحية، يستشرف المستقبل، أكثر من مجرد كونه عرضاً كوميدياً، خاصة أن خالد النفيسي يبدأ بالقول "أيها النفطيون، يا من أعماكم النفط عن مصيركم الأسود، اسمعوني وعُوا". ومن ثم يكرر ويصرخ "دقي يا ساعة دقي"، إيذاناً بحلول الكارثة ونضوب النفط. كان البطر والاستهتار بالنعمة واضحاً، حتى دقت ساعة المسرحية.أظن أنه لو أعيد عرض العمل كما هو أو بتغييرات، فإنه لن يتم التعامل معه ككوميديا، بل ربما بحزن وقلق وتوتر، فالحال قد تغير، والتفاؤل قد زال، وحل محله التشاؤم، أما الأمل بالمستقبل فقد تحول إلى خوف منه، وحالة الثقة العامة بالسلطة قد تراجعت بشكل كبير. والمسرح ذاته، الذي كان مؤشراً لقدرات المجتمع وإبداعه وكفاءته، تراجع بشكل ملحوظ ليتحول إلى شيء آخر.فاتت سنة 2000 وستفوت سنة 2030 ، ونحن في حالة انسداد في المداخل والمخارج، ولا أظن أن مسرحية من العهد القديم ستدق جرس الإنذار ليبدأ المجتمع المفكك استيعاب الدرس، كما أن الساعة قد دقت، ليس على خشبة المسرح فحسب، ولكن وسط المجتمع، والبلاد والعباد، لذا أجدني قد أعدت النظر في جدوى إعادة عرض المسرحية، وأتفق مع بوبدر في ذلك، فبإصلاح أحوالكم، وتقليص فسادكم، وتحسين إدارتكم، وتعزيز عدالتكم، والحفاظ على ديمقراطيتكم بالمزيد من الحرية للإنسان، وإخلاص نواياكم، يعود مسرحكم إلى التميز، فالمسرح والرياضة والفن والثقافة ليست إلا نتائج لكفاءة المجتمع وليس العكس.