واصل لايبزيغ الألماني وأتالانتا الإيطالي مغامرتهما التاريخية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ببلوغهما الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخهما عن جدارة، بعد أن جددا فوزهما، أمس الأول، على توتنهام الإنكليزي وصيف البطل 3-صفر، وفالنسيا الإسباني 4-3 في إياب ثمن النهائي.

وبعد أن فاز ذهابا في لندن 1-صفر، تسيد لايبزيغ مباراة الإياب بين جمهوره وحسمها بشكل كبير في الشوط الأول بثنائية قائده النمسوي مارسيل سابيتسر في الدقيقتين 10 و21، قبل أن يضيف بديله الدولي السويدي إميل فورسبرغ الهدف الثالث بعد 20 ثانية من دخوله ومن أول لمسة (87).

Ad

وهي المشاركة الثانية فقط للايبزيغ الذي تأسس عام 2009، في المسابقة القارية بعد الأولى الموسم قبل الماضي، عندما خرج من دور المجموعات بحلوله ثالثا في المجموعة السابعة.

في المقابل، فشل توتنهام في تكرار إنجاز الموسم الماضي في نصف نهائي المسابقة القارية العريقة، عندما حقق المعجزة بقلب الطاولة على أياكس أمستردام الهولندي محولا تخلفه صفر-1 ذهابا في لندن وصفر-2 في الشوط الأول إيابا، إلى فوز 3-2 بفضل هاتريك مهاجمه الدولي البرازيلي لوكاس مورا سجله في الشوط الثاني.

وخاض توتنهام المباراة في غياب العديد من العناصر الأساسية بسبب الإصابة أبرزها قائده الدولي هاري كاين، والجناح الدولي الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، والوافد الجديد الهولندي ستيفن بيرغفيين، والفرنسي موسى سيسوكو.

ودفع مدرب توتنهام البرتغالي جوزيه مورينيو بالثنائي آلي ومورا أساسيين في خط الهجوم.

في المقابل، خاض لايبزيغ المباراة بتشكيلته الكاملة تقدمها تيمو فيرنر الذي صنع الهدف الأول لسابيتسر.

وأقيمت المباراة بحضور 42176 متفرجا على الرغم من دعوات وزير الصحة الألماني ينز سباهن إلى إلغاء "جميع الأحداث التي تشمل أكثر من 1000 شخص، حتى إشعار آخر"، بسبب المخاوف من تفشي فيروس "كورونا" المستجد، والذي دفع الاتحاد الالماني اليوم إلى اقامة مباريات البوندسليغا خلف أبواب موصدة.

ومنح سابيتسر التقدم للايبزيغ في الدقيقة العاشرة، عندما تلقى كرة من فيرنر خارج المنطقة سددها بقوة بيمناه أسكنها على يمين الحارس الفرنسي هوغو لوريس الذي حاول إبعادها لكنها ارتطمت بالقائم الأيمن وعانقت الشباك.

وأضاف الهدف الثاني بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية من المدافع الإسباني أنخيلينيو، فشل لوريس مرة أخرى في إبعادها بيمناه وعانقت شباكه (21).

وعمق فورسبرغ، بديل سابيتسر، جراح النادي اللندني عندما سجل الهدف الثالث بعد ثوان قليلة من دخوله ومن أول لمسة عندما استغل كرة سددها البديل الأخر الأميركي تايلر آدامس من مسافة قريبة تصدى لها راين سيسينيون، فتهيأت أمام السويدي الذي سددها بيمناه داخل المرمى (87).

رباعية لإيليشيتش

وعلى ملعب "ميستايا"، واصل أتالانتا مغامرته التاريخية ببلوغه ربع النهائي في أول مشاركة له، وذلك بعدما واصل أداءه الهجومي المميز بالفوز على مضيفه فالنسيا 4-3 أمام مدرجات خالية بسبب المخاوف من انتشار الفيروس.

ودخل ممثل مدينة برغامو الى ملعب "ميستايا"، وهو في موقع مثالي، لمواصلة الحلم بعد فوزه الكبير ذهابا على ملعبه 4-1.

ويدين فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني بالفوز مجددا إلى السلوفيني يوسيب إيليشيتش الذي سجل الأهداف الأربعة، بعد أن كان أيضا صاحب أحد أهداف في الذهاب، فيما سجل الفرنسي كيفن غاميرو اثنين من أهداف فالنسيا والثالث لكان لفيران توريس، من دون أن يكون ذلك كافيا لوصيف بطل عامي 2000 و2001 من أجل مواصلة مشواره.

ورأى غاسبريني بعد التأهل التاريخي أن فريقه "تأقلم مع دوري الأبطال لكن بإمكانه أن يكون أفضل"، موضحا "لم يكن الأمر سهلا، لقد تقلينا بعض الأهداف التي يمكن تجنبها، لكننا أردنا الفوز هنا ولم نأت من أجل التعادل أو الهزيمة. أردنا أن نؤكد العمل الجيد الذي قمنا به من خلال الفوز هنا".

ورفع لاعبو أتالانتا بعد اللقاء قميصا كتب عليه "برغامو، هذا لك، لا تستسلمي أبدا!" في مواجهة "كورونا"، الذي أودى بحياة مئات الإيطاليين حتى الآن.

وضرب أتالانتا منذ الثواني الأولى وعقد مهمة فالنسيا أكثر فأكثر بحصوله على ركلة جزاء انتزعها إيليشيتش من الفرنسي مختار دياكابي، ونفذها بنفسه (3).

وسرعان ما عاد "الخفافيش" بهدية من المدافع الأرجنتيني خوسيه لويس بالومينو الذي أخطأ في اعتراض تمريرة بينية من فيران توريس بالشكل المناسب، فخطفها غاميرو وتخطى الحارس ماركو سبورتييلو قبل أن يسدد في الشباك (21).

ومع اقتراب الفريقين من دخول استراحة الشوطين، أهدى دياكابي الضيف الإيطالي ركلة جزاء أخرى بعدما لمس الكرة بيده داخل المنطقة، وانبرى لها إيليشيتش مجددا (43).

فالنسيا يدرك التعادل

ونجح فالنسيا في إدراك التعادل مطلع الشوط الثاني بهدف آخر لغاميرو، وهذه المرة بكرة رأسية محكمة إثر عرضية من فيران توريس (51)، إلا أن هذا الهدف لم يحبط عزيمة أتالانتا إذ اختبر حظوظه مجددا في محاولة لاستعادة التقدم بأسلوبه الهجومي المعتاد الذي خوله تسجيل 70 هدفا في 26 مباراة خاضها في الدوري المحلي هذا الموسم.

لكنه ترك وراءه مساحات، ما سمح لتوريس بإعادة الحياة لفريقه بهدف التقدم الذي جاء من هجمة مرتدة سريعة وتمريرة متقنة من دانيال باريخو، وضع بها زميله في مواجهة الحارس الإيطالي الذي خرج من مرماه لقطع الطريق عليه، فلعبها خادعة من فوقه والى الشباك (67).

لكن أتالانتا أدرك التعادل سريعا بواسطة المتألق إيليشيتش الذي قاد هجمة مرتدة سريعة وتبادل الكرة مع البديل الكولومبي دوفان زاباتا، فتقدم بها داخل المنطقة قبل أن يسددها في الزاوية اليسرى (71)، قبل أن يكمل رباعيته بتسديدة في الزاوية اليمنى العليا بعد تمريرة من السويسري رومي فرولر (82).