«كورونا» يتجاوز الألف إصابة في أميركا... وميركل تتخوف من انتقاله إلى 70% من الألمان

العراق يغلق الحدود البرية مع الكويت الأحد... وإيطاليا ستستعين بـ «النموذج الصيني»
ترامب مستعد للفحص وإصابة وزيرة شؤون الصحة البريطانية... وتركيا تعلن أول إصابة br> «البنتاغون»: الإصابات أعلى من العدد الرسمي br> قطر تسجل 238 إصابة بيوم واحد br> ● الصدر يرفض أي علاج من «الملحد ترامب»

نشر في 12-03-2020
آخر تحديث 12-03-2020 | 00:05
بعدما بقيت بمنأى عن الأزمة أسابيع، وجدت الولايات المتحدة نفسها في قلب تمدّد فيروس كورونا الجديد «كوفيد 19»، وتخطت إصاباته عتبة الألف فيها، في وقت استمرّ تفشيه الواسع في أوروبا، مع بروز تصريحات لافتة للمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل حذرت فيها من أن نحو 70 في المئة من مواطنيها قد يصابون إذا لم يتم التوصل إلى علاج.
واصل فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، أمس، انتشاره عابراً الحدود الدولية "بلا تأشيرة"، دون أن تتمكن الإجراءات المتبعة حتى الآن من السيطرة عليه أو الحد من تفشيه.

وبعدما بقيت بمنأى عن الأزمة لأسابيع، وجدت الولايات المتحدة نفسها في قلب "التمدد الكوروني"، بعدما تخطت الإصابات فيها عتبة الألف إصابة.

وفي أوروبا، التي تشهد تفشيا واسعاً في إيطاليا ويواصل عدّاد كورونا حصد الاصابات خصوصاً في فرنسا وألمانيا، برزت أمس تصريحات لافتة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، حذرت فيها من اصابة 70 في المئة من الألمان، وقد جاءت بعد أن تجنبت المستشارة الخوض في هذه الأزمة الصحية العالمية المستجدة، الأمر الذي تسبب لها بانتقادات.

أميركا

وفي الولايات المتحدة، أعلنت السلطات ارتفاع عدد الإصابات إلى أكثر من ألف، وعدد الوفيات الى 30.

وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز فقد انتشر الفيروس في 35 ولاية، بالاضافة الى مقاطعة كولومبيا، وأن نحو نصف الاصابات هي في ولاية واشنطن وكاليفورنيا ونيويورك.

وأمس الأول، قال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو إنه سيتم نشر عدد لم يحدد بعد من عناصر الحرس الوطني في "منطقة حجر صحي" تمتد على دائرة شعاعها 1.6 كلم، موضحا أنهم سيكلفون "تموين السكان وتنظيف المدارس".

كما تقرر فرض العزل على مدينة نيو روشيل بضاحية نيويورك.

وتم تسجيل أول حالة وفاة في ولاية ساوث داكوتا، إضافة إلى كشف 4 اصابات أخرى بالولاية.

كما أعلن حاكم ولاية كولورادو غاريد بوليس، حال الطوارئ بولايته بعد تسجيل 12 اصابة فيها.

ترامب

من ناحيته، أبدى الرئيس دونالد ترامب، بعد لقاء مع أعضاء جمهوريين في الكونغرس، استعداده للخضوع لفحص كشف الإصابة بالفيروس، لكنّه شدد على أنه بصحة "جيدة جدا" وأن طبيبه لا يرى ما يستدعي هذا الإجراء.

ويخضع 5 أعضاء في الكونغرس بينهم جمهوريان على الأقل تواصلوا من كثب مع ترامب في الأيام الأخيرة، لحجر صحي طوعي منذ الاثنين، بعدما خالطوا مصابين من دون أن تظهر عليهم عوارض.

ولم يوضح ترامب ماهية الإجراءات التي ينوي اتّخاذها من أجل دعم الاقتصاد المهدد بتداعيات سلبية لتفشي الفيروس، لكنّه أبدى تفاؤلا يناقض الحذر الشديد الذي تبديه السلطات الصحية في الولايات المتحدة.

وقال ترامب إن الفيروس "سيزول، علينا فقط التزام الهدوء"، مجددا إشادته بـ"عمل جيد جدا" يقوم به الفريق المكلّف ملف مكافحة الفيروس برئاسة نائبه مايك بنس.

«البنتاغون»

بدورها، اعترفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأول، بأن العدد الرسمي للجنود المصابين والأفراد المرتبطين بهم، ربما يكون أعلى من إجمالي عددهم الفعلي، وذلك بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة جندي ثانٍ بالفيروس.

يأتي ذلك، بعد أن أكدت "البنتاغون" في وقت سابق، رصد إصابة رابعة بالفيروس لدى عناصر القوات الأميركية بشكل عام، وهي الثانية لجندي داخل الولايات المتحدة.

ميركل

وفي برلين، ذكرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن المهمة الرئيسية في إدارة أزمة فيروس كورونا المستجد حاليا هي الحد من انتشاره.

وقالت ميركل، في مؤتمر صحافي: "الفيروس وصل إلى أوروبا، إنه هنا، ويتعين علينا جميعا استيعاب ذلك".

وذكرت ميركل أنه لا يوجد علاج أو لقاح للوقاية من الفيروس حتى الآن، مضيفة -استنادا إلى خبراء- أن 60 إلى 70% من المواطنين قد يصابون بالفيروس، مشيرة إلى أن كبار السن والأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي هم الأكثر عرضة للخطورة.

وأكدت ميركل أهمية عدم زيادة الأعباء على النظام الصحي، مشددة على ضرورة إبطاء انتشار الفيروس، وقالت: "ما نفعله مهم وليس هباء وليس بلا جدوى... الأمر يدور حول كسب الوقت".

وذكرت أن "عواقب أزمة التفشي لا يمكن التنبؤ بها بعد، ولا نعلم إلى أي مدى ستتوقف معدلات الإصابة على درجات حرارة الطقس".

وقالت إن "إغلاق الحدود ليس الرد المناسب على التحديات"، وأوصت بالتخلّي مؤقتا عن المصافحة عند تبادل التحية واستبدالها "بالنظر للعين والابتسام لثانية إضافية".

وسجلت ألمانيا، أمس، ثالث حالة وفاة. وقد جاءت تصريحات ميركل بعدما انتقدت صحيفة "بيلد" اليومية واسعة الانتشار طريقة تعاملها مع ما وصفته بأنه "فوضى الكورونا: لا ظهور، لا خطاب، لا قيادة في الأزمة".

إيطاليا

الى ذلك، وبعدما باتت إيطاليا أول بلد يعمّم تدابير صارمة، سعياً لوقف انتشار الفيروس، الذي تسبب حتى الان بأكثر من 600 وفاة من أصل ما يزيد على 10100 إصابة سجلت حتى الآن، أعلن رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، امس، حزمة تمويل لمساعدة البلاد في التعامل مع الفيروس، قيمتها 25 مليار يورو.

وأضاف كونتي أن إيطاليا في "حالة طارئة صحية واقتصادية على حد سواء، ومن الواضح أن لديها تأثيرا اجتماعيا مهما".

وعرضت الصين التي باشرت تليين تدابيرها، بعد تأكيد الرئيس شي جينبينغ أن الوباء بات "تحت السيطرة عملياً"، إرسال فرق طبية لإيطاليا لمساعدتها في مكافحة الفيروس، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الإيطالي لويجي دي مايو، الذي قال إن حكومة بلاده "تتعلم من التجربة الصينية الناجحة في مكافحة الفيروس، واتخذت تدابير صارمة لمنع انتشاره".

وتهافت الإيطاليون منذ مساء الاثنين في روما ونابولي على المحال لشراء منتجات أساسية مثل المعجنات وورق المراحيض في اليوم الثاني من "الاقفال الشامل".

وتزداد إيطاليا عزلة إذ تطلب النمسا من المسافرين القادمين من هذا البلد تقديم إفادة طبية، في حين أغلقت سلوفينيا حدودها معه، كما أوقفت إسبانيا وكذلك شركات "بريتيش إيرويز" و"إير فرانس" و"راين إير" و"إير كندا" الرحلات إلى المدن الإيطالية.

وبينما ارتفع وفيات "كورونا" إلى 47 والإصابات إلى 1978 في اسبانيا، وصلت إصابات بلجيكا إلى 314 حالة، مع تسجيل أول وفاة لمريض يبلغ من العمر 90 عاما.

وأمس الأول، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أنها ستستخدم "كل الأدوات المتاحة" لدعم الاقتصادات المتأثرة بالوباء، في ختام مؤتمر عبر دائرة الفيديو عقدته مع قادة الدول الأعضاء الـ27.

لندن

وفي بريطانيا، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك ثبوت إصابة نادين دوريس، وزيرة الدولة لشؤون الصحة، بالفيروس. وقالت دوريس (62 عاما) إنها تخضع للعزل الصحي الذاتي.

وذكرت صحيفة "تايمز" أن دوريس التقت مع مئات الأشخاص في البرلمان الأسبوع المنصرم، كما حضرت استقبالا مع رئيس الوزراء بوريس جونسون. وكشفت تقارير صحافية أن المرشح للاصابة هي والدة الوزيرة، سيلفيا دول (84 سنة)، التي بدأت تسعل، وجهاز المناعة لديها لن يقوى على الفيروس فيما لو تمكن منها.

كما أعلنت نائبة من حزب العمال المعارض عزل نفسها لأنها خالطت دوريس.

وكان مسؤولو الصحة في بريطانيا أعلنوا، أمس الأول، ارتفاع عدد الوفيات في البلاد إلى 6 والإصابات إلى 373. وتدرس الحكومة البريطانية اغلاق المدارس والجامعات.

الصين

وفي تباطؤ كبير لانتشار الوباء، مقارنة مع مئات الإصابات الجديدة التي كانت تسجلها يوميا في فبراير، لم تسجل سوى 24 إصابة جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة في الصين، ومعظمها لحالات مستوردة من إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية واليابان.

وذكرت اللجنة الوطنية للصحة، ان عدد الوفيات ارتفع الى 3162 في حين بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة 80955 شخصا.

وأعلنت بلدية بكين، أمس، أن جميع الذين يصلون الى العاصمة من الخارج سيوضعون في الحجر الصحي 14 يوماً، مع زيادة عدد الحالات المستوردة.

مركز اتصالات

وخارج الحدود الصينية، وبعد تباطؤ استمر 11 يوما في حالات العدوى، سجلت كوريا الجنوبية قفزة في عدد الإصابات، أمس، في حين أجرت السلطات فحوصا لمئات الموظفين في مركز للاتصالات انتشر فيه المرض هذا الأسبوع.

وأعلنت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها تسجيل 242 حالة جديدة، مقارنة بتسجيل 35 فقط في اليوم السابق، ليصل العدد الإجمالي للإصابات في كوريا الجنوبية، التي تشهد أسوأ تفش للفيروس خارج البر الرئيسي الصيني، إلى 7755 حالة. وارتفعت حالات الوفاة إلى 60 بعد وفاة أحد المرضى.

وأعلن بارك وون سون عمدة سيول تسجيل نحو 93 إصابة، ما أثار مخاوف من احتمال انتقال جماعي للفيروس في العاصمة التي يقطن بها 25 مليون نسمة.

وسجّلت اليابان 59 إصابة جديدة، في أكبر زيادة في يوم واحد منذ بدء ظهور المرض، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 1278 اصابة وعدد الوفيات الى 19.

وأعلنت وزارة الصحة الإندونيسية، أمس، حالة الوفاة الأولى في البلاد، وهي لامرأة "أجنبية" مريضة (53 عاما) كانت أصيبت بالفيروس. وأكدت إندونيسيا حتى الآن وجود 27 إصابة.

السعودية

وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة السعودية، أمس، رصد إصابة جديدة لمواطن مصري في مطار جدة قادم من نيويورك متجها إلى القاهرة عبر مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ما أدّى الى عزله من المطار بشكل مباشر، ونقله إلى مستشفى بمحافظة جدة. وبهذا، يصبح مجموع الحالات المسجلة للإصابة داخل المملكة 21 حالة.

البحرين

وفي المنامة، أعلنت وزارة الصحة، أمس، تسجيل 77 إصابة جدية من الدفعة الأولى من المواطنين القادمين على متن الطائرة المؤجرة ضمن خطة إجلاء البحرينيين من إيران والبالغ عددهم 165 مواطناً ومواطنة، مشيرة إلى أنه تبين سلامة 88 شخصا وتم نقلهم لأحد مراكز الحجر الصحي الاحترازي. وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للإصابات في البحرين إلى 189 من بينهم 30 تعافوا.

العراق

وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية في العراق، أمس، إغلاق الحدود البرية للبلاد مع إيران والكويت بعد 15 مارس الجاري في إطار الاجراءات الاحترازية للحد من انتشار "كورونا".

وأوضحت: "ستكون منافذ مطار بغداد والبصرة النجف واربيل هي الجهة الوحيدة للعودة ودخول العراق".

يأتي ذلك بعدما أفادت مصادر طبية، أمس، بتسجيل حالة وفاة ثانية في محافظة كربلاء التي تشهد إجراءات مشددة وإغلاق تام وتعطيل للدوام الرسمي ومراقبة الوافدين من أبناء المحافظة، ما يرفع إجمالي الوفيات بالفيروس في العراق إلى 7 والاصابات 71.

وعلى غرار الاسبوع الماضي، أفاد بيان من إدارة مدينة كربلاء، أمس، بإلغاء إقامة صلاة الجمعة في المدينة هذا الأسبوع.

تركيا

وفي أنقرة، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أمس، تسجيل أول اصابة بالفيروس لمواطن تركي.

وقال قوجة في مؤتمر صحافي: "هذه أول حالة مؤكدة في بلادنا. بلدنا مستعد لهذا، وجرى اتخاذ كل الإجراءات لمنع انتشاره".

وكشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الإصابة هي لمواطن تركي قادم من ألمانيا.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد أمس، بينما ارتفع عدد الحالات التي تعافت إلى 27 حالة. وقال المتحدث باسمها خالد مجاهد: «تم تسجيل حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس، أمس، وكانت مخالطة للحالات الأربع التي أعلنت يوم الاثنين الماضي، ليصبح عدد الحالات التي تم تسجيل إيجابيتها للفيروس في مصر 60 حالة، منها 27 تحولت نتيجة تحاليلها إلى سلبية بعد تلقيهم الرعاية الطبية وفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية».

وأعلنت وزارة الصحة القطرية، امس، تسجيل 238 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ما يرفع عدد الإصابات إلى 262 في الدولة الخليجية.

وقالت الوزارة إن الاصابات سجلت «لدى وافدين من المخالطين للحالات الثلاث، التي تم الإعلان عن اصابتهم بالفيروس»، مشيرة إلى أنهم كانوا يقيمون بمجمع سكني واحد.

الصدر يرفض أي علاج من «الملحد ترامب»

بعد أيام من رفضه منع إقامة صلاة الجمعة وإغلاق مرقد الإمام علي في النجف أمام الزوار، أعرب رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن رفضه أي علاج لفيروس كورونا تصنعه أميركا.

وكتب الصدر، بحسابه على "تويتر": "استوقفني قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب: نقوم بعمل عظيم ضد فيروس كورونا، والوضع سيصبح أسوأ لولا تدخّلنا". وأضاف، موجها حديثه لترامب: "أنت وأمثالك متّهمون بنشر هذا المرض، ولا سيما أن غالبية من يعانيه هم معارضون لأميركا".

وأضاف: إذا كنت ملحداً وتظن نفسك معالجاً، فنحن لا نلجأ إلا لله تعالى، أي علاج يصدر منك ومن شركاتك الموبوءة لا نرتضيه ولا نريده، فأنت لست عدو الله فحسب، بل عدو الشعوب".

back to top