اهدؤوا... ولا تهوِّلوا!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
أنا أعتقد أننا في المنطقة، وفي الكويت خاصة، نجونا من كارثة كبرى، وهي اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، إثر اغتيال قاسم سليماني، والتي كانت ستؤدي إلى عواقب وخيمة، منها تنفيذ طهران لتهديدها بإقفال الممرات البحرية، وتوقفنا عن تصدير منتجاتنا البترولية تماماً لعدة أسابيع، أو ربما أكثر، وفي هذه الحالة كنا سنعتمد على الاحتياطيات المالية لفترة طويلة لتمويل الميزانية العامة.النفط مازال سلعة استراتيجية مهمة لن تنهار أو تختفي بين يوم وليلة، وإن كانت هناك محاذير من القدرة على الاعتماد عليه كمصدر وحيد لدخل الدول على المدى البعيد.هناك جدل في الكويت أيضاً حول أثر الأزمة الحالية على البلد، وإن كانت هناك تداعيات سلبية عليها، وهي بالطبع موجودة، لكن انخفاض السعر سيؤدي إلى خفض المعروض والمخزونات العالمية من الخام والاستثمارات في ذلك القطاع، مما سيؤدي إلى تعافي الأسعار بشكل مجزٍ خلال الأشهر التسعة المقبلة، كما يتوقع بعض الخبراء.من جهة أخرى، فإن وقف السفر للمواطنين والمقيمين، ونحن دولة مصدِّرة للسياح، سيكون له بالطبع أثر إيجابي على الصرف داخل البلد، وبقاء أموال كثيرة كانت مُعدة للهجرة مع المسافرين، إذا كان هناك رجال أعمال أذكياء وسريعو الحركة لاستيعاب هذه الأوضاع في حملات تسويقية وإعلانية كبيرة وواسعة.الخلاصة، أن حملة التهويل والهلع التي تتصاعد في البلد لا مبرر لها، في ظل الأرقام المُعلنة عن الإصابات بفيروس كورونا، أو الأوضاع الاقتصادية العالمية، فاهدؤوا وتفاءلوا بما هو قادم، ولا تزيدوا مخاوف الناس.