استأجرت الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري ما يصل إلى 14 ناقلة عملاقة بشكل مبدئي لشحن النفط الخام إلى العملاء في أنحاء العالم، مع شروع المملكة في تنفيذ تعهدها بزيادة إنتاج النفط الخام.

وقال أنوب سينغ، نائب مدير أبحاث الناقلات في آسيا لدى برايمار إيه.سي.إم للسمسرة البحرية: "زادت على مدار اليومين الماضيين الحجوزات المؤقتة لناقلات النفط الخام العملاقة في السوق الفورية للمواعيد شديدة القرب من 10 أيام إلى أسبوعين قادمين".

Ad

وقالت مصادر بقطاع الشحن البحري إن طفرة حجوزات بحري ساهمت في ارتفاع أسعار الشحن على الناقلات العملاقة لأكثر من مثليها وسط "حمى استئجار" هذا الأسبوع، مبينة أن حجوزات بحرية تضاف إلى أسطولها الخاص الذي يضم 42 ناقلة عملاقة، تستخدمها بصورة أساسية لشحن النفط السعودي إلى العملاء في أنحاء العالم.

وبحسب عدة مصادر في مجال السمسرة البحرية، ارتفعت أسعار استئجار الناقلات العملاقة على خط الخليج- الصين لأكثر من مثليها إلى أكثر من 100 ألف دولار لليوم الواحد امس، من حوالي 30 ألف دولار الاثنين.

ويوم الجمعة، أخفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، ومن بينهم روسيا، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، في التوصل إلى اتفاق بشأن تعميق تخفيضات الإنتاج لدعم الأسعار المتضررة من تفشي فيروس كورونا، مما دفع أسعار النفط العالمية إلى النزول، وبات يهدد بإغراق أسواق النفط العالمية بالإمدادات.

وهوت أسعار الشحن في فبراير إلى قرابة النصف، إذ تضرر الطلب على النفط في الصين، أكبر مستورد له في العالم، من انتشار فيروس كورونا، وبعد أن رفعت الولايات المتحدة جزئيا عقوبات على وحدة لشركة الشحن الصينية كوسكو.

لكن في الوقت الذي يتواصل فيه الضغط نتيجة المخاوف حيال التداعيات الاقتصادية لتفشي "الفيروس" وتأثيره على طلب الطاقة، ربما ينتهي المطاف بجانب زيادة الصادرات السعودية إلى التخزين.

وقالت مصادر بقطاع الشحن البحري إنه في ظل قفزة أسعار الناقلات، فإن احتمالات تخزين الفائض في إمدادات النفط على متن السفن تصبح أيضا وبشكل سريع غير ذات جدوى اقتصادية.

وقال سينغ إن "الزيادة في أسعار النفط الآجلة تسليم ثلاثة أشهر على الأسعار الفورية تبلغ حوالي 1.5 دولار للبرميل، بينما ستزيد تكلفة التخزين باستخدام الناقلات مدة ثلاثة أشهر 50 في المئة فوق ذلك، حتى على أرخص السفن".