تسبب فيروس كورونا في إثارة القلق والذعر في أنحاء العالم، لكن يبدو أن الفنون التعبيرية والمهرجانات هي أكثر القطاعات تضررا جراء تفشي هذا الوباء.

فقد شهد الأسبوع الماضي إلغاء فعاليات كبرى أبرزها مهرجان الموسيقى الإلكترونية "ألترا ميوزيك فيستفل" والمهرجان الثقافي "ساوث باي ساوث ويست"، إضافة إلى تأجيل مهرجان "كواتشيلا" الموسيقي الشهير إلى أكتوبر.

Ad

وتعتبر فرقة "بيرل جام" والمغنية مادونا وعازف الغيتار سانتانا من أبرز الفنانين الذين ألغوا حفلات موسيقية أو أجلوها، بسبب مخاوف من "كورونا"، كما ألغت مسارح للفنون الجميلة عروضا وجولات عدة، منها أوركسترا بوسطن السيمفونية ومسرح الباليه الأميركي في نيويورك.

وقررت إلفان ساهين (32 عاما)، وهي من سكان مانهاتن، عدم حضور حفلة للموسيقى الكلاسيكية هذا الأسبوع في مركز لينكولن بنيويورك بسبب فيروس كورونا قائلة: "سأشعر براحة أكبر إذا انتظرت انتهاء هذه الأزمة".

وأضافت: "أنا لا أكترث عادة للمبالغات بشأن قوة الأعاصير والعواصف الثلجية، لكن هذا الفيروس المعدي جديد بالنسبة إلي. أعلم أنني أبدو مجنونة لكنني لا أتعامل معه بهدوء كبير".

بدوره، ذكر كيفين ليمان، مؤسس "رابد تور"، وهو جولة متنقلة لموسيقى الروك استمرت من عام 1995 إلى 2019 في الولايات المتحدة، أن آخر مرة شهد فيها فوضى كهذه في أوساط الترفيه كانت بعد 11 سبتمبر.

فبعد الصدمة التي خلفتها تلك الهجمات، يتذكر أن ردة فعله الأولى كانت "يجب مواصلة العرض"، متابعا: "وبالطبع لم يحدث ذلك. فقد أوقفت هذه الأوساط نشاطها لبعض الوقت".

لكن ليمان وصف الذعر الحالي الحاصل جراء "كورونا" بأنه "غير مسبوق".

من جهته، قال آدم سيغيل، مدير قسم الترفيه في "أميريكن إيجنتس آند بروكرز"، وهي شركة تأمين تضم زبائن منها مهرجان ألترا للموسيقى الإلكترونية، إن مهرجانات مثل "كواتشيلا" لديها 4 أو 5 بوالص تأمين مختلفة.

ووفقا لتقارير اعلامية، يحقق مهرجان "كواتشيلا" أرباحا صافية تقدر بين 75 و100 مليون دولار سنويا. واكتفى المنظمون حتى الآن بإرجاء المهرجان، لكن في حال الإلغاء، يمكن أن يحصل المهرجان من شركات التأمين، بسبب بند القوة القاهرة، على تعويضات تتراوح بين 150 و200 مليون دولار.

وأفاد سيغيل بأن العواقب الاقتصادية المترتبة على تأجيل المهرجانات والفعاليات الكبرى أو إلغائها، لا تقتصر على المنظمين والفنانين، مضيفا: "في اقتصاد يعتمد على أشكال العمل المرنة، قد يخسر العديد من الأشخاص العاملين فيه من أمثال الذين يكرسون وقتهم للعمل على مهرجان مثل كواتشيلا، فرصة جني الأموال".

من جانبه، أكد ليمان أن الخوف السائد في أوساط المهرجانات يمتد إلى أماكن تنظيم الحفلات في كل أنحاء العالم، لافتا إلى أن شركات الترفيه الكبرى ستتأثر ماليا، لكن أصحاب النوادي المستقلين هم من سيتكبدون الضربة الاقتصادية الأكبر. "ستكون الآثار مدمرة بالنسبة إلى اللاعبين الصغار الذين يعتمدون على النشاطات الأسبوعية".

لكن قد يشكل بعض الفنانين خشبة خلاص للبعض، فيوم الاثنين أعلن المغني بوب ديلان (78 عاما) عن إقامته جولة في أميركا الشمالية إضافة إلى إحياء 14 حفلة في اليابان ابريل المقبل.