قالت الفنانة التشكيلية التونسية ليلى الركباني إن الثورات العربية أنتجت حركة تشكيلية شبابية متحررة، وألغت القواعد الكلاسيكية للفن، مبينة أن العالم العربي يشهد حاليا "نوعا من الغليان والحراك المثمر الناتج عن الثورات العربية المتتالية والمؤثرة بالضرورة على المشهد الفني"

ورأت أن هذا "الغليان هو بديهي، بما أن الفنان إنسان دقيق ومرهف الحس بطبيعته، فالانتقالات التي يشهدها الوضع الراهن عموما، والتي يعيشها المبدع بطريقة مباشرة في محيطه، تنعكس أساسا في عمله وإنتاجاته الفنية".

Ad

وقالت إن الحركة التشكيلية العربية صارت تشهد تطورا كبيرا في الإبداع و"نقلة نوعية متميزة بهيمنة الإنتاج الشبابي المشحون بظواهر التحرر والخروج عن المعتاد، بجانب ولادة عدة طرق تعبير بعيدة كل البعد عن المألوف في الفنون المرئية وتجارب تشكيلية مختلفة كل الاختلاف عن الأخرى، لاغية لكل قواعد التمثيلية الفنية الكلاسيكية الثابتة".

وحول رؤيتها للهدف من ممارسة الفنون، قالت إن الهدف من الفن بصفة خاصة، والهدف من الحياة بوجه عام، يكمن أساسا في إمكانية زيادة مقدار الحرية والمسؤولية التي هي في كل إنسان وفي العالم، مبينة أن هذا التحليل استنتجته من دراساتها لأفكار الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو في أبحاثه المبينة لأهمية الفن في تحقيق الكيان الفردي للإنسان، مهما كان شخصه أو جنسه أو انتماؤه أو درجة اتصاله بالمكان الموجود فيه.

ولفتت إلى أنها لكونها فنانة تشكيلية مرتحلة، باحثة وناشطة في مجال الفنون المرئية المعاصرة، رافعة لراية الفن أينما رحلت، فإن هذا دليل على قدرة الفن ككيان مستقل غير خاضع لقوانين التفرقة الجنسية أو الدينية على اجتياز الحدود "الجغراسياسية"، والفكرية والصمود أمام كل الضغوطات الرجعية المتناقضة مع معطيات عصر العولمة الراهن.

وحول مدى إيمانها بوجود فن تشكيلي نسوي أو فن تشكيلي ذكوري، قالت الفنانة الركباني، إن الإبداع والابتكار ناتج من فكر وحس، لا من جسد فما الجسد إلا وسيلة مادية خارجية لترجمة أعماق هوية، في إشارة إلى عدم اقتناعها بوجود فن نسوى أو ذكوري، واقتناعها بأن الفن لا يعرف الجنس، وأنه سواء كان من عمل امرأة أو رجل، لا فرق في ذلك فالفن هو الفن دون تفرقة.

وأضافت أن الإنسانية فن وأن الفن لا لغة أو دين أو جنس محدد له، فلا فرق ولا تفرقة، ووجهت تحية تقدير واحترام للمرأة أينما كانت، وللإنسان عموما مهما كان الجنس أو الأصل أو الانتماء أو المعتقد.