على الرغم من سلسلة الهزائم الشديدة التي ألحقها به منافسه الوسطي جو بايدن، أعلن اليساري بيرني ساندرز أنه باق في السباق لنيل بطاقة الترشيح الديمقراطية إلى انتخابات الرئاسة الأميركية، رافضا الدعوة الضمنية إلى الانسحاب، والتي وجهها إليه نائب الرئيس السابق.

وفي كلمة مقتضبة مليئة بالحماس، بثها التلفزيون مباشرة، أوضح ساندرز، سيناتور فرمونت، أن أولويته الرئيسية هي هزيمة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر، الذي وصفه بأنه "خطير"، معترفا في الوقت نفسه بأن العديد من الديمقراطيين يعتقدون أنه أقل حظا من بايدن.

Ad

ومني ساندرز بهزائم ثقيلة في الانتخابات التمهيدية في أرجاء البلاد الثلاثاء الماضي وقبله الثلاثاء الكبير، وتزايدت التكهنات بأنه قد يستجيب لدعوات وضغوط المؤسسة الديمقراطية الحزبية التقليدية، ويتخلى عن ترشيحه، مانحا بذلك فرصة لبايدن (77 عاما) للتركيز على حملته.

لكن ساندرز خرج عن صمته ليقول إنه رغم هزائمه، فهو باقٍ في السباق ويستعد للمناظرة الأولى له مع "صديقه جو".

وقال السيناتور المستقل، البالغ 78 عاما، خلال مؤتمر صحافي في مدينته برلينغتون بموطنه بولاية فيرمونت، إن المناظرة التي سيتقابل فيها للمرة الأولى مع نائب الرئيس السابق، بعد غد، "ستكون مناسبة للأميركيين لمعرفة من هو الأفضل".

وأضاف: "يجب أن نهزم دونالد ترامب، وسأفعل ما بوسعي لتحقيق ذلك"، متابعا: "ليس النقاش الأيديولوجي فحسب هو ما تكسبه حركتنا التقدمية، بل أيضا ما يخص الجدل بين الأجيال".

ويحظى ساندرز بدعم الشباب، بينما يحظى بايدن بتأييد كبار السن. وتخشى المؤسسة الحزبية الديمقراطية أن تؤدي طروحات ساندرز اليسارية إلى إبعاد الناخبين الوسطيين.

وحذر ساندرز، بايدن والمؤسسة الديمقراطية، من أن يشعروا بالرضا عن الفوز بأصوات جيل كبار السن، وقال إنهم بحاجة إلى التركيز على من يمثلون "مستقبل بلادنا".

وكان ساندرز فاز في ولاية نورث داكوتا، ولكن التوقعات تشير إلى أنه سيخسر أمام بايدن في 4 ولايات، من بين 6 ولايات أجرت انتخابات تمهيدية الثلاثاء، والتي تشمل ولاية ميشيغان التي لها أهمية خاصة.

وفيما بدا انه عرض بالاستسلام قال بايدن: "أود أن أشكر بيرني ساندرز ومناصريه على حماسهم وطاقتهم التي لا تنضب". وأضاف، في خطاب هادئ، أنه يتشاطر مع ساندرز "هدفا مشتركا"، مؤكدا "معا سنهزم دونالد ترامب (...) وسنوحد هذه الأمة".

وجمع بايدن، بفضل سلسلة انتصاراته حتى الآن، عددا كبيرا من المندوبين الذين سيعينون في يوليو مرشح الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، محققا تقدما يزداد صعوبة على ساندرز تخطيه رغم أنه ليس مستحيلا.

وبحسب آخر الحسابات، بات بايدن يملك 861 مندوبا وساندرز 710 من أصل 1991 مندوبا ضروريا للفوز بالترشيح في المؤتمر الوطني للحزب المقرر في يوليو.