واشنطن تمنع دخول الأوروبيين وتتوقع آلاف الإصابات... و«كورونا» يشل المطارات

• «الصحة العالمية» تنتقد دولاً تحولت من احتواء العدوى إلى تخفيف حدة انتشارها
• بكين تعلن تجاوز ذروة التفشّي وتتوقع انتهاءه بيونيو وكوريا الجنوبية تسجّل انخفاضاً كبيراً
• إسبانيا قد تغلق العاصمة وإصابة وزيرة وزعيم «بوديموس»

نشر في 13-03-2020
آخر تحديث 13-03-2020 | 00:07
في إجراء تاريخي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حظر السفر على كل الرحلات إلى الاتحاد الأوروبي لـ30 يوماً، في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) غداة تصنيف الفيروس بأنه وباء عالمي.
في اجراء مشدد يهدف لوقف انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وبعدما اتهمه عدد من اعضاء الكونغرس والعلماء بمحاولة التقليل من شأن الأزمة وتوجيه رسائل متناقضة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر دخول المسافرين الذين زاروا في الاونة الأخيرة أوروبا، الى الولايات المتحدة لمدة 30 يوما باستثناء الرعايا الأميركيين.

وقال ترامب في خطاب الى الأميركيين من البيت الأبيض "لقد قرّرت اتخاذ اجراءات مشددة لكن ضرورية لحماية صحة كل الأميركيين، ومن أجل منع الإصابات الجديدة من الوصول الى بلادنا، سنعلّق جميع الرحلات من أوروبا الى الولايات المتحدة للأيام الثلاثين المقبلة".

واستثنى ترامب بريطانيا من الحظر، وأكد أن هذه القيود تشمل أيضا "الحجم الهائل للتجارة والشحن بين اوروبا والولايات المتحدة".

وهذا الاجراء يدخل حيز التنفيذ ليل الجمعة ـــ السبت كما أوضح الرئيس الأميركي. وسيطبق على كل شخص دخل فضاء شنغن خلال الأيام الـ14 التي تسبق وصوله المرتقب الى الولايات المتحدة باستثناء الأميركيين وحاملي الاقامات الدائمة.

ودعا ترامب في كلمته الكونغرس الى إقرار تخفيضات ضريبية لمواجهة تأثير الفيروس على الاقتصاد بعد إغلاق أنشطة تجارية كثيرة وانهيار البورصات.

ولفت إلى أنه سيطلب من وزارة الخزانة ان تضع تسهيلات على دفع الضرائب "لبعض الاشخاص والأعمال التي تأثرت سلبيا" جراء الوباء، وهي خطوة برأيه ستضخ نحو 200 مليار في الاقتصاد الأميركي.

وامس اعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن الادارة تتوقع الاف الاصابات في الولايات المتحدة.

وقبل ساعات على خطاب ترامب، أعلن مدير مراكز رصد ومنع الأمراض روبرت ريدفيلد أن خطر الانتشار الرئيسي للوباء في الولايات المتحدة حيث وصل عدد الوفيات إلى 38 بينما تخطى عدد الإصابات به 1300 شخص، مصدره أوروبا.

وقال: "التهديد الفعلي بالنسبة الينا، بات أوروبا"، مضيفا "من هناك تصل الحالات، ولقول الاشياء بوضوح، أوروبا باتت تعتبر بمثابة الصين الجديدة" بالنسبة لانتشار المرض.

وهناك 22307 أشخاص مصابين في أوروبا وتوفّي 930 من جراء المرض. وفي العالم هناك 124101 اصابة في 113 دولة ومنطقة ما تسبب بوفاة 4566 شخصا.

توتر مع الصين

وفي خطابه الذي استغرق 10 دقائق، وصف رئيس أكبر قوة اقتصادية في العالم "كورونا" بأنه "فيروس من الخارج".

وقبل بضعة أيام، أثار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جدلا وغضب بكين بعدما وصف كورونا بانه "فيروس ووهان".

كما كان مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين اتهم الصين أمس الأول بالتقاعس عن الاستجابة للظهور الأولي للفيروس، قائلا إن هذا ربما كلف العالم شهرين بينما كان يمكن أن يستعد لانتشار المرض.

ورداً على سؤال حول تصريحات أوبراين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية شاو لي شينغ في مؤتمر صحافي في بكين، امس، إن التصريحات "غير الأخلاقية وغير المسؤولة من بعض المسؤولين لن تساعد الجهود الأميركية لمكافحة الوباء".

وقال شاو، إن "جهود الصين للحد من انتشار المرض وفرت للعالم كله وقتا للاستعداد لمواجهة الوباء. ونتمنى أن يركز عدد قليل من المسؤولين في الولايات المتحدة في هذا الوقت جهودهم على الاستجابة للفيروس وتعزيز التعاون، وليس على توجيه اللوم للصين".

وجاءت تصريحات أوبراين في مؤسسة التراث في واشنطن، حيث استشهد بتقارير تفيد أن الأطباء في الصين تم إسكاتهم أو عزلهم حتى لا تنتشر أخبار تفشي الفيروس.

وقال إن بكين لو تعاملت بصورة صحيحة لكان من الممكن الحد من انتشار الفيروس في الصين وجميع أنحاء العالم.

بروكسل

وانتقد الاتحاد الأوروبي امس، قرار ترامب بتعليق السفر من اوروبا الى الولايات المتحدة.

وقالت رئيسة المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين في بيان مشترك إن "الاتحاد الأوروبي لا يوافق على حقيقة أن القرار الأميركي بفرض حظر على السفر اتخذ من جانب واحد ومن دون تشاور".

وأوضح البيان أن "الفيروس أزمة عالمية لا تقتصر على أي قارة وتتطلب تعاونا وليس تصرفا أحاديا" مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يعكف حاليا على اتخاذ إجراءات قوية للحد من انتشار الفيروس.

إيطاليا

وفي ايطاليا، بقي 60 مليون ايطالي في منازلهم أمس، لليوم الثالث على التوالي. ومساء أمس الأول، اعلنت الحكومة اغلاق كل المتاجر باستثناء محلات بيع المواد الغذائية والصحية. وباتت ايطاليا تعد اكثر من 12 ألف حالة بينها 827 وفاة.

وتقرّر اغلاق مطار روما تشيامبينو الذي يستقبل عادة الطائرات التي تقوم برحلات منخفضة الكلفة، اعتبارا من اليوم، في حين سيتم خفض أنشطة مطار فيوميتشينو المخصص عادة للرحلات الدولية بدءا من الثلاثاء.

إسبانيا

وفي مدريد، أعلنت الحكومة الإسبانية امس، إصابة وزيرة المساواة ايرين مونتيرو بالفيروس وفرض إجراءات الحجر الطبي عليها مع شريكها نائب رئيس الوزراء زعيم حزب "بوديموس" بابلو إيغليسياس. وخضع، أمس، جميع أعضاء الحكومة لفحوص.

وأكدت السلطات الصحية الاسبانية ارتفاع الوفيات إلى 55 والإصابات إلى 2200 أكثر من نصفها في العاصمة مدريد.

وقالت رئيسة منطقة مدريد إيسابيل دياث أيوسو امس، إن الحكومة تدرس إغلاق مدريد كإجراء وقائي.

فرنسا

وبينما أعلنت سلطات النمسا واليونان امس أولى حالتي وفاة بسبب الفيروس وسجّلت ألمانيا وفاة رابعة، أفادت إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية، امس، بأن هيئة تشغيل المطارات الفرنسية ربما تغلق واحدة من الصالات الثلاث في مطار شارل ديغول في شمال باريس لخفض التكاليف في الوقت الذي تشهد انخفاضا في حركة السفر.

وفي النرويج، أفاد تلفزيون "إن آر كي" بأن السلطات تدرس إغلاق مطارات عدة في إطار مساعيها للحد من انتشار "كورونا".

الصحة العالمية

وفي جنيف، قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، إن تفشي الفيروس "وباء يمكن السيطرة عليه إذا عزّزت الدول إجراءات التصدي له".

وأضاف: نحن قلقون للغاية من أن بعض البلدان لا تقترب من هذا التهديد بمستوى الالتزام السياسي المطلوب للسيطرة عليه.

وكان غيبريسوس أعلن أمس الأول، ان "كورونا يمكن تصنيفه بأنه وباء عالمي".

وطالب المدير العام لمنظمة "الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم جيبريسوس، جميع الدول، أمس، بـ"الإصرار والصمود" في المعركة مع وباء كورونا.

وقال في كلمة أمام دبلوماسيين في جنيف، بعد يوم من توصيف "كوفيد- 19" بأنه وباء، "وصفه بأنه وباء لا يعني أن تستسلم الدول. فكرة تحول الدول من الاحتواء إلى تخفيف حدة الانتشار خاطئة وخطيرة".

ومضى قائلا إنه يتعين على كل الدول، وهي تواصل استراتيجية الاحتواء، أن "تحقق توازنا جيدا بين حماية الصحة والحيلولة دون حدوث ارتباك اقتصادي واجتماعي واحترام حقوق الإنسان"، بحسب تصريحات أوردتها المنظمة.

إلى ذلك، أعلن مسؤولون هنود أمس، إغلاق جميع المدارس والجامعات ودور السينما في العاصمة الهندية نيودلهي حتى 31 الجاري، وضمن جهود احتواء تفشي فيروس كورونا.

وجرى إغلاق المدارس الابتدائية الحكومية الأسبوع الماضي في دلهي، بناء على أوامر الحكومة.

غوتيريش

وفي نيويورك، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الدول على تعزيز جهود مكافحة الفيروس إذا ما أرادت الحصول على فرصة لوضع حد لتفشي المرض.

وقال في بيان إن "الإعلان عن جائحة هو دعوة للتحرك (موجّهة) للجميع في كل مكان"، مضيفا "لا نزال قادرين على تغيير مسار هذه الجائحة لكن ذلك يتطلّب التصدي لعدم التحرّك"، داعيا "كل الحكومات إلى التحرّك وتعزيز جهودها".

السلفادور

وفيمات بدا أن مزيداً من الدول تقوم باجراءات مشددة بينها الحجر التام الاستباقي او غير الاستباقي، أعلن رئيس السلفادور نجيب أبوكيلة فرض حجر صحي في جميع أنحاء البلاد لمدة 21 يوماً، ما يعني أنه لن يكون بمقدور أي أجنبي الدخول إلى البلاد ما لم يكن مقيماً أو دبلوماسياً. ولم تسجل السلفادور أي إصابة، ولكن هندوراس المجاورة أعلنت في وقت سابق إصابة امرأتين على أراضيها.

الصين

آسيوياً، أعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية، أن الفيروس تجاوز ذروته في البلاد مع تسجيل 8 إصابات جديدة فقط في إقليم هوبي، بؤرة تفشي الفيروس.

وفي ظل التباطؤ الملحوظ لانتشار الفيروس، أعاد المزيد من الشركات فتح أبوابها فيما تخفف السلطات بحذر إجراءات الاحتواء.

وأعلن إقليم هوبي، تخفيف المزيد من قيود السفر امس وسيسمح أيضا باستئناف الإنتاج في بعض القطاعات في مدينتين ومقاطعتين. وقال مي فنغ المتحدث باسم لجنة الصحة الوطنية "بشكل عام تجاوزت الصين ذروة الوباء". وأضاف "الزيادة في الحالات الجديدة تنحسر".

من ناحيته، قال تشونغ نانشان، المستشار الطبي للحكومة الصينية، امس، إن وباء "كورونا" من المرجح أن ينتهي في يونيو.

وأضاف تشونغ (83 عاما) خبير الأوبئة الذي اشتهر بمكافحة انتشار فيروس سارس في 2003 في مؤتمر صحافي إن الكثير من الحالات الواردة من الخارج إلى الصين من دون أعراض ظاهرة ومعدل عودة ظهور الإصابة بعد الشفاء قليل.

وبلغت حصيلة الوفيات في بر الصين الرئيسي 3173 في حين بلغ عدد الإصابات 80980.

كوريا الجنوبية

وفي الوقت نفسه، سجلت كوريا الجنوبية أقل عدد من الإصابات اليومية في أسبوعين، حيث أظهرت الأرقام الرسمية التي نشرت امس، إصابة 114 حالة جديدة ووفاة 6، لترتفع حالات الإصابة إلى 7869 وعدد الوفياة 66.

سريلانكا

وأغلقت الحكومة السريلانكية امس، جميع المدارس.

وذكر وزير التعليم دولاس ألاهابيروما في مؤتمر صحافي ان "الهلع بين الآباء دفع الحكومة إلى إعلان العطلات".

دوتيرتي

وفي مانيلا، قال متحدث باسم الرئاسة الفلبينية سلفادور بانيلو، امس، إن الرئيس رودريغو دوتيرتي سيخضع لاختبار الكشف عن "كورونا" عقب اختلاطه مع مسؤول ثبت إصابته الأسبوع الماضي.

وتأتي خطوة الرئيس الفلبيني تزامنا مع بدء 9 من أعضاء مجلس الوزراء و5 من أعضاء مجلس النواب و3 عمد حجرا صحياً، امس، بعد تعرضهم أيضا لمريض ثبت إصابته.

وأعلنت وزارة الصحة الفلبينية أمس الأول وفاة امرأة (67 عاما)، ليصل بذلك إجمالي عدد الوفيات إلى 2 ، فضلا عن إصابة 33.

السعودية

خليجياً، وسّعت السعودية، امس نطاق حظر السفر والطيران ليشمل الاتحاد الأوروبي و12 دولة أخرى بعدما أعلنت اكتشاف 24 حالة إصابة جديدة؛ 3 لمواطنين و21 لمصريين، وضعوا بالحجر الصحي في مكة، ليرتفع العدد إلى 45 حالة.

إلى جانب الاتحاد الأوروبي، يشمل القرار الجديد سويسرا والهند وباكستان وسريلانكا والفلبين والسودان وإثيوبيا وجنوب السودان وإريتريا وكينيا وجيبوتي والصومال.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، ان المملكة قررت تعليق حركة المسافرين عبر جميع المنافذ البرية مع الأردن، مع استمرار السماح بالحركة التجارية والشحن، ومرور الحالات الإنسانية والاستثنائية.

وأصدرت هيئة كبار العلماء في السعودية قرارا يحرّم على المصاب بـ "كورونا" حضور صلاة الجمعة والجماعة

وأعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في الجزائر، امس، تسجيل أول حالة وفاة، وأيضا تسجيل 5 إصابات جديدة ليرتفع عدد الإصابة المسجلة إلى 24.

وفي رام الله، أعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية ابراهيم ملحم، امس، تسجيل إصابة فتاة عشرينية من بيت جالا بالفيروس، ما يرفع حصيلة الإصابات الى 31، في حين أعلنت السلطات الصحية الإسرائيلية ارتفاع الإصابات إلى 97 حالة.

الاتحاد الأوروبي ينتقد قرار واشنطن الأحادي

إيطاليا تشمل المتاجر وأحد مطاري روما بالإغلاق... والسعودية توسّع دائرة حظر السفر

«علماء السعودية» تحرّم صلاة الجمعة والجماعة على المصابين

رئيس الفلبين سيخضع للفحص عقب اختلاطه مع مصاب
back to top