«كورونا» الاقتصادية والهلع
اتخذت كثير من الدول السبل الكفيلة لمحاصرة وباء كورونا والتعامل معه، وكان لظهور الوباء وانتشاره انعكاس على كثير من مناحي الحياة في العالم، فارتجف الاقتصاد العالمي وتغيرت المؤشرات التي كانت ملونة باللون الأخضر، وأصبحت تأخذ اللون الأحمر كمؤشر لانخفاض الأسواق.
أنا لست خبيراً في الاقتصاد، ولكني أقرأ أحيانا وأستمع للأخبار حول بعض المواضيع الاقتصادية، ولكن ما العلاقه بين وباء كورونا الذي انتشر في جميع أنحاء العالم وتأثيره على الاقتصاد في العالم؟ عند بدء الإعلان عن ظهور حالات فيروس كورونا في الصين وبعدها ظهر في عدة دول من العالم شملت القارة الآسيوية، وكذلك في أوروبا والأميركتين، هنا بدأ الخوف والقلق ينتشر بين الناس في العالم. اتخذت كثير من الدول السبل الكفيلة لمحاصرة هذا الوباء والتعامل معه، وكان لظهور الوباء وانتشاره انعكاس على كثير من مناحي الحياة في العالم، فارتجف الاقتصاد العالمي وتغيرت المؤشرات التي كانت ملونة باللون الأخضر، وأصبحت تأخذ اللون الأحمر كمؤشر لانخفاض الأسواق، خصوصا أسواق الأوراق المالية في العالم وكذلك أسعار النفط.
ورأينا وسمعنا عن توقف البورصات وتغير المؤشرات الاقتصادية في العالم، عندما أغلقت أكبر بورصة في العالم، وهي بورصة نيويورك، وتبعتها أسواق الأسهم في العالم، ففي الكويت كان التأثير في بداية ظهور كورونا واضحا عندما انخفض مؤشر سوق الأوراق المالية الذي اصطبغ باللون الأحمر وتم وقف التعامل ثم عاد إلى طبيعتة ولكن مازال المؤشر يتأرجح. من القطاعات الأخرى والمهمة التي تأثرت بهذا الوباء كان قطاع النفط العالمي وهبطت أسعار النفط إلى مستويات متدنية، وصل سعر البرميل إلى أقل من أربعين دولاراً للبرميل، وذلك حسب نوع النفط. سوق العملات الرئيسة في العالم وصلها تأثير وباء كورونا فارتفعت عملات وانخفضت عملات أخرى مما سبب الهلع والفوضى الاقتصادية في العالم، كما تأثرت التجارة العالمية وشملت كثير من الدول بما فيها الدول الكبرى، وكل ما حدث من اضطراب للسوق الاقتصادية يحتاج إلى وقت ليتعافى الاقتصاد العالمي ويعود إلى وضعه السابق ويذهب الهلع عن اقتصادات العالم. لماذا الهلع؟عندنا في الكويت ما إن أعلنت الحكومة تعطيل العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية وقطاع المصارف إلى جانب قرار وقف الدراسة الذي اتُّخذ سابقا حتى دب الهلع والخوف، رافقهما إشاعات مغرضة من البعض عما سيحدث لاحقا، فتدافع بعض المواطنين والمقيمين إلى الجمعيات التعاونية ومراكز شركة المطاحن، البعض أيضا هرع إلى محطات الوقود وكان هناك زحام شديد ليس له داع، فأصحاب المركبات إلى أين سيذهبون بعد تعبئة سياراتهم بالوقود، فالحدود البرية مغلقة، والتسابق على شراء الأغذية والمياه لم يكن له داع، فالحمدلله الكويت فيها مخزون غذائي لمدة عام، والأمور لا تستدعي الهلع والتدافع غير المبررين لتخزين الأغذية والمياه، فهناك تطمينات وتأكيدات من مصادر رسمية، وكذلك من تصريحات مسؤولي الجمعيات التعاونية أن المخزون الغذائي متوافر وستعود الأمور إلى طبيعتها بإذن الله. المطلوب من المواطنين والمقيمين أن يستمعوا إلى الاخبار والمعلومات من المصادر الرسمية فقط، وعدم الالتفات أو سماع الإشاعات المغرضة التي تسبب الهلع والخوف عند المواطنين والمقيمين، ومتابعة ما يصدر عن الجهات الرسمية حول وباء كورونا والجهود المشكورة التي تبذلها الجهات الرسمية لمكافحة هذا الوباء حتى تصبح الكويت بإذن الله خالية من هذا الوباء. ومطلوب من الجميع التكاتف والتعاون ومساندة الجهود التي تبذلها الجهات الرسمية لمكافحة هذا الوباء، وأن ندعو العلي القدير أن يحفظ الله بلادنا وشعبنا ومن يعيش على أرض الكويت الطيبة من هذا الوباء، وأن يحفظ العالم أجمع وشعوب العالم من أجل التعاون على القضاء على هذا الوباء. اللهم احفظنا وبلدنا ومن عليه من الوباء، واجعل الكويت دار أمن وأمان برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحان رب العزة والجلال وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.