قصف جديد على «التاجي»... وفصائل عراقية تتوعَّد بحرب

طهران ترفض اتهامات واشنطن لها بالوقوف وراء الهجوم الأول وتحذرها من الإقدام على «أفعال خطيرة»

نشر في 15-03-2020
آخر تحديث 15-03-2020 | 00:03
عراقيون يشيعون أحد قتلى الغارات الأميركية في النجف أمس (رويترز)
عراقيون يشيعون أحد قتلى الغارات الأميركية في النجف أمس (رويترز)
تعرضت قاعدة التاجي، التي تستخدمها قوات التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة، لقصف صاروخي، هو الثاني في أقل من أسبوع. في حين استدعت بغداد سفيري أميركا وبريطانيا، للاحتجاج، بعد قيام الأولى بقصف مواقع تابعة لـ«الحشد الشعبي»، رداً على الضربة الأولى التي استهدفت «التاجي»، وأسفرت عن مقتل جنديين أميركيين ومتعاقدة بريطانية.
غداة ضربة أميركية انتقامية ضد 5 مواقع تابعة لـ«حزب الله» العراقي، رداً على هجوم صاروخي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومتعاقدة بريطانية قرب العاصمة العراقية (بغداد)، تعرضت قاعدة التاجي، التي تضم قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، لهجوم صاروخي، هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوع.

وذكر مصدر عراقي، أن القصف تم بـ15 صاروخا، وأسفر عن إصابة جنديين عراقيين في القاعدة التي تستضيف جنودا أميركيين وقوات أخرى أجنبية من «التحالف».

والأربعاء الماضي، سقطت 10 صواريخ كاتيوشا داخل القاعدة، ما أوقع قتيلين من الجيش الأميركي ومتعاقدة بريطانية، فضلا عن إصابة 12 آخرين بجروح.

واتهمت واشنطن كتائب «حزب الله» العراقي بالوقوف وراء الهجوم، وشنت غارات جوية على 5 أهداف للكتائب جنوبي العراق، أمس الأول، ما أدى إلى مقتل 5 من أفراد الأمن العراقيين، إضافة إلى مدني.

وفي وقت سابق، باركت الكتائب الهجوم الأول على التاجي، ودعت إلى استكمال طرد القوات الأجنبية من العراق.

وتعرَّضت قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً أميركيين، فضلا عن سفارة واشنطن ببغداد، لهجمات صاروخية متكررة على مدى الأشهر الماضية، قتل في إحداها متعاقد مدني أميركي قرب كركوك شمالي البلاد.

بعدها قامت واشنطن بقصف عنيف على مواقع لـ«حزب الله» العراقي في العراق وسورية، تبعه محاصرة فصائل «الحشد الشعبي» للسفارة الأميركية في بغداد، وهو ما ردَّ عليه البيت الأبيض بقتل نائب رئيس هيئة «الحشد» أبومهدي المهندس، وقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني مطلع يناير الماضي.

صور وتنديد

من جهته، نشر موقع «الحشد الشعبي»، صوراً لانتشال ضحايا القصف الأميركي.

واستنكر العراق الضربات الجوية الأميركية، وقال إنها انتهاك للسيادة، واعتداء على قواته العسكرية النظامية.

ونددت «الخارجية» بـ«عدوان أميركي» بُعيد الغارات، واستدعت سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا، معلنة أيضاً أنها سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وتواصل القوات العراقية تنفيذ عمليات مع قوات «التحالف» ضد عناصر «داعش»، لكن البرلمان العراقي صوَّت أخيراً على انسحاب 5200 جندي أميركي من البلاد، ولا يزال هذا الإجراء يتطلب أن تنفذه الحكومة.

غير أن العراق يواجه مأزقاً سياسياً منذ عدة أشهر، ولم يتم بعد استبدال الحكومة التي استقالت في ديسمبر الماضي، بسبب انعدام التوافق في البرلمان، الذي يُعد الأكثر تشتتاً في تاريخ البلاد الحديث.

ويجد السياسيون الآن صعوبة في الاجتماع، تخوفاً من انتشار فيروس كورونا.

تهديد «صادقون»

ولاحقاً، هاجم النائب عن «صادقون»، حسن سالم، بيانات الاستنكار ضد القصف الأميركي الذي طال عدداً من المواقع، عاداً إياها «سلاحاً ضعيفاً»، وداعياً إلى إعلان الحرب على القوات الأميركية.

وقال سالم، في بيان، إن «بيانات الاستنكار سلاح ضعيف، وأمام الحكومة؛ إما إخراج القوات الأميركية، أو إعلان الحرب على القوات المحتلة».

وأضاف أن «على (الخارجية) التقدم بشكوى لدى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، لإدانة العدوان الذي استهدف قواتنا الأمنية والحشد الشعبي ومطار كربلاء المدني».

وطالب «الاتحاد الإسلامي» بكردستان العراق القوات الأميركية بالخروج من البلاد.

ارتياح أميركي

من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية، بيانا أكدت فيه قصف مواقع لـ«حزب الله»، وقالت إنه «استهدف مرافق لتخزين الأسلحة، من أجل تقليل قدرتها بشكل كبير على شن هجمات في المستقبل ضد قوات التحالف»، فيما اعتبرت لندن أن الرد الأميركي كان متوازنا.

وأعرب الجيش الأميركي عن ارتياحه إزاء «نجاح الغارات الليلية التي نفذتها قواته على ميليشيا موالية لإيران في العراق»، وأعلن في الوقت نفسه إبقاء حاملتي طائرات في المنطقة للرد على التهديد الذي مصدره طهران، والذي لا يزال مصنفاً بأنه «مرتفع جدا».

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية التي تغطي منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، كينيث ماكنزي: «نعتبر أنه نجاح على كل الصعد. إننا راضون جداً عن حجم الأضرار التي خلفتها» الغارات.

وفي وقت سابق، ذكر وزير الدفاع مارك إسبر من «البنتاغون»، أن «الولايات المتحدة لن تتسامح مع الهجمات على شعبها ومصالحها أو أصدقائها». وأضاف أن كل الخيارات على الطاولة، وأنه تحدث إلى الرئيس دونالد ترامب، وحصل على «تفويضه للقيام بما هو ضروري».

تحذير إيراني

من جهته، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى ضرورة إعادة النظر في وجود وسلوك الجيش الأميركي بمنطقة الشرق الأوسط، بعد ساعات قليلة من الغارات التي استهدفت مواقع الحزب العراقي المدعوم من الجمهورية الإسلامية. وحذَّر موسوي واشنطن من القيام بأعمال وصفها بالخطيرة، رافضاً اتهاماتها لبلاده بالوقوف وراء الهجوم الأول على قاعدة التاجي.

تراجع نفطي

على صعيد منفصل، صرَّح المـسـتـشـار المالي لرئـيـس الـوزراء العراقي مـظـهـر صـالـح، بأن صــادرات الـعـراق النفطية تشكِّل 98 في المئة مـن تدفقات العملة الأجنبية إلى البلاد، و93 في المئة من إيــرادات المـوازنـة العامة الاتحادية، ما يجعله المورد الرئيس للاقتصاد. وقال صالح إن «تراجع الأسعار أدى إلى خسارة نصف إيـراداتـنـا النفطية، مقارنة بمعدلاتها السابقة، ما يشكِّل صدمة كبيرة في الإيـرادات والموارد».

تحييد تركي

من جهة أخرى، ذكرت وزارة الدفاع التركية، أن قواتها تمكنت من «تحييد 11 إرهابيا» خلال عمليات مدعومة بغطاء جوي نفذت شمال العراق ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني المحظور في أنقرة.

الجيش يدعو واشنطن لتسريع الانسحاب

أعلنت قيادة العمليات المشتركة، أمس، سقوط 33 صاروخاً على وحدات الدفاع الجوي قرب بعثة التحالف الدولي داخل «التاجي»، مشيرة إلى إصابة عدد من منتسبي الدفاع الجوي، وهم بحالة «حرجة جداً».

وأفادت بأنها أطلقت عملية لملاحقة الفاعلين، وعثرت على منصة إطلاق و24 صاروخا كانت جاهزة للإطلاق.

ودعا الجيش العراقي، في بيان، القوات الأميركية والأجنبية الأخرى إلى سرعة الانسحاب، وفقا لقرار البرلمان. وأكد أنه لا يجب أن يكون الهجوم ذريعة للقوات الأميركية أو الأجنبية الأخرى لاتخاذ إجراء دون موافقة بغداد.

العراق يخسر نصف إيراداته بتراجع أسعار النفط
back to top