إيران: «الحرس» ينقلب بصمت على الحكومة
شمخاني همّش روحاني وسعى إلى فتح قنوات أميركية في بغداد
أكد مصدر رفيع في مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الحرس الثوري بدأ تسلم إدارة البلاد رغم مقاومة الحكومة، وهو ما دفع روحاني وحكومته والتيار الإصلاحي إلى الانسحاب من جميع الدوائر العليا التي كانت تحت سيطرتهم.وقال المصدر إن أعضاء الحرس في الحكومة والبرلمان وباقي أركان الدولة، الذين كان من المفترض أن يوالوا الحكومة في قراراتها، انقلبوا عليها، وانضموا إلى صف قيادات الفصيل العسكري في قراراته، فيما يشبه «الانقلاب الصامت» في البلد الغارق بأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.وأضاف أن أولى بوادر الأمر ظهرت مع سفر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني إلى العراق أخيراً، حيث جاء السفر بقرار من رئيس المجلس روحاني، بهدف تسلم الحكومة لإدارة ملفات المنطقة بدلاً من «الحرس»، لكن شمخاني لم يقم بأي تنسيق مع الحكومة أو وزارة الخارجية كما لم يسمح للدبلوماسيين الإيرانيين من خارج «الحرس» بحضور اجتماعاته مع العراقيين.
وأوضح المصدر أنه تبين للحكومة أن شمخاني قام بالتنسيق المباشر مع المرشد الأعلى علي خامنئي و«الحرس»، وحاول فتح قنوات اتصال مع الأميركيين بالعراق خارج قنوات حكومة روحاني، على أساس أن الجمهورية الإسلامية سوف تدخل مرحلة جديدة قريباً مع تسلم التيار الأصولي مجلس «الشورى»، وفقاً لنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.ولفت إلى أن الضربة الثانية وجهت إلى حكومة روحاني عندما أصدر المرشد أوامر لقائد أركان القوات المسلحة اللواء الركن محمد باقري بأن تتسلم القوات المسلحة زمام مواجهة «كورونا» رغم أن الحكومة كانت شكّلت لجنة لإدارة الأزمة تحت إشراف رئيس الجمهورية وكانت تقاوم طلب «الحرس» تسلم الملف على اعتبار أن واشنطن قد شنت «حرباً جرثومية».وأضاف المصدر أن باقري، الذي يعد من أعضاء «الحرس»، أعلن نوعاً من الحكومة العسكرية في البلاد لمواجهة الفيروس عبر محاصرة معظم المدن ومنع أي تحرك مدني خلال الأيام المقبلة، كي يستطيع الحرس الثوري تطبيق خطته الرامية إلى «الانقلاب السلس».وأوضح أن جميع الشخصيات السياسية، وخصوصاً الإصلاحية مثل نائب رئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، وعدداً من الوزراء والنواب الذين كان من الممكن أن يقاوموا تحرك «الحرس»، تم وضعهم في الإقامة الجبرية على أساس أنهم في حجر صحي، في حين أنهم لم يلتقطوا العدوى. وذكر المصدر أن روحاني طُلب منه أن يبقى بمكانه شكلياً حتى انتهاء دورته، لكنه رفض، وانسحب من اللجنة التي ستتيح لـ «الحرس» فرض وصايته على البلاد، بشكل غير رسمي، وحاول لقاء المرشد، لكن الأخير تعلل بالإجراءات الاحترازية لـ «كورونا» ولم يستقبله.