انضمت عشرات الدول في العالم، خلال الساعات الأخيرة الماضية، إلى تلك التي أعلنت حال الطوارئ أو اتخذت إجراءات احترازية مشددة، مثل تقييد السفر والتجمعات وإغلاق الحدود والمدارس والجامعات، في محاولة لمواجهة وباء «كورونا»، الذي اقترب من إصابة 150 ألف شخص في العالم، ووفاة أكثر من 5600.

وفي واشنطن، التي دخلت 8 أسابيع «حساسة»، وفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، توالت الإجراءات بعد إعلان «الطوارئ»، في خطوة ستتيح الاستفادة مما يصل إلى 50 مليار دولار من الأصول لمكافحة الفيروس، غداة إعلان منع دخول الأوروبيين.

Ad

وفي أوروبا، التي باتت بؤرة التفشي حسب منظمة الصحة العالمية، اقتربت إسبانيا من إعلان «الطوارئ» بعد تسجيل 1500 إصابة في يوم واحد، الأمر الذي رفع عدد المصابين إلى 6 آلاف، وأثار مخاوف من تكرار السيناريو الإيطالي.

وفي مشهد ذي دلالة على مدى التباعد الغربي، قال وزير الخارجية الإيطالي إن «إيطاليا لم تعد وحيدة»، تعليقاً على وصول فرق طبية صينية أمس الأول إلى الدولة الأكثر تأثراً بالفيروس في أوروبا.

وبينما احتفظت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بهدوئها، رافضة تعديل سياستها المتريثة رغم إقرارها بأن إنجاز لقاح أو دواء يحتاج إلى وقت، تعرضت الحكومة البريطانية بزعامة بوريس جونسون لضغوط إضافية للتخلي عن حذرها في اعتماد إجراءات حازمة.

وقال مصدر في الحكومة: «صغنا تشريعاً للطوارئ لمنح الحكومة السلطات المطلوبة للتعامل مع فيروس كورونا، بما في ذلك سلطات منع التجمعات العامة وتعويض المنظمين»، مضيفاً: «سننشر هذا التشريع خلال الأسبوع الجاري».

وتصاعد الجدل في لندن بعد تصريحات لكبير المستشارين العلميين في البلاد، السير باتريك فالانس، ألمح فيها إلى احتمال ترك «كورونا» ليشمل نحو 40 مليوناً من سكان المملكة المتحدة (ما نسبته 60%)، للوصول إلى «مناعة الجمهور».

وقال فالانس إن سياسة الإغلاق والحجر تؤجل مواجهة الفيروس لا أكثر، مؤكداً أنه بمجرَّد انتهاء الإجراءات المشددة أو تخفيفها، سيعود الفيروس للنشاط من جديد.

وبينما ارتفع عدد المصابين في إيران إلى أكثر من 12 ألفاً والوفيات إلى 611، أعلنت السعودية، أمس، وقف كل الرحلات الجوية، وقررت الإمارات وقطر وقف إصدار تأشيرات جديدة.

وفي مصر، سجلت إصابات جديدة، وأُلغيت احتفالات الإسراء والمعراج، ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتأجيل الدراسة أسبوعين، ويتجه لبنان إلى إعلان حال الطوارئ مع اقترابه من تسجيل 100 إصابة.

وكان لافتاً تسجيل إصابات متزايدة في أميركا اللاتينية وإفريقيا، فقد بادرت دول عدة في القارتين الجنوبيتين إلى إعلان «الطوارئ» وإغلاق حدودها جزئياً أو كلياً.

وفي كوريا الجنوبية، تجاوز عدد المتعافين من المرض أخيراً عدد الإصابات الجدد للمرة الأولى، في وقت أفادت بكين بوجود 11 إصابة جديدة فقط، أربع منها محلية والبقية لعائدين من الخارج.