فرنسا: انتخابات بلدية رغم الشلل التام

انخفاض مشاركة كبار السن قد يؤثر سلباً على اليمين المنقسم

نشر في 16-03-2020
آخر تحديث 16-03-2020 | 00:04
راهبة تضع كماماً وتوقّع بعد ادلائها بصوتها أمس في باريس (ا ف ب)
راهبة تضع كماماً وتوقّع بعد ادلائها بصوتها أمس في باريس (ا ف ب)
أدلى، أمس، الفرنسيون بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية رغم الشلل شبه التام في البلاد التي باتت إحدى البؤر الأساسية لتفشي فيروس "كورونا" الجديد في أوروبا.

وأعلن رئيس الوزراء إدوار فيليب مساء أمس الأول، وقبل ساعات قليلة من بدء الانتخابات أن البلد بأكمله متوقف، مع إغلاق المطاعم وصالات السينما والمتاجر غير الرئيسية.

كما دعا الفرنسيين إلى عدم التنقل، في إجراءات تهدف إلى الحدّ من تفشي "كوفيد 19" في فرنسا حيث بلغ عدد الإصابات 4500 حالة مع 91 وفاة حتى مساء السبت.

بموازاة ذلك منعت التجمعات التي تضم أكثر من 100 شخص. مع ذلك، رأت الحكومة، التي أصيب عضوان فيها بالفيروس، أن من الضروري إجراء الانتخابات. وقال فيليب: "لا يوجد مخاطر صحية محددة" مرتبطة بالانتخابات، بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس إبقاء الاستحقاق في موعده.

وجرى تعقيم مقابض الأبواب والطاولات وغرف العزل قبل بدء التصويت، كما اتخذت إجراءات لتفادي تشكل صفوف انتظار واحترام مسافة الأمان بين الأشخاص.

وتعطى الأولوية في التصويت للمتقدمين بالسن أو من يعانون من أمراض. وأوصت وزارة الداخلية الناخبين بإحضار قلمهم الخاص لتوقيع اسمهم في لوائح الشطب، "شرط أن يكون الحبر أزرق أو أسود وغير قابل للمحو".

وبرر رئيس المجلس العلمي الخاص بالفيروس، جان-فرنسوا ديلفريسي قرار الحكومة إجراء الانتخابات بالقول: هل الذهاب للتصويت مماثل للخروج للتبضّع؟ الخطر ليس أكبر من خطر السماح للناس بالذهاب للتبضع.

وباتت فرنسا إحدى البؤر الرئيسية في العالم لتفشي الفيروس. وهذا ما يثير مخاوف من نسبة عالية من الامتناع عن التصويت في هذا الاستحقاق السياسي الذي غالباً ما يشهد نسب مشاركة كبيرة (63.5 % في عام 2014).

لكن استطلاعا للرأي أظهر أن ثلث الفرنسي يعتقدون أن هناك خطراً في التعرض للفيروس في حال التوجه للتصويت.

ويرى خبراء أن انخفاض نسب مشاركة الكبار في السن قد تؤثر سلباً على اليمين الذي يعتمد خصوصاً على الناخبين الأكبر سناً.

وستكون الأنظار متجهة إلى أداء مرشحي الحزب الرئاسي "الجمهورية إلى الأمام" الوسطي، الذي لم يكن قد تأسس بعد في عام 2014.

وواجهت الحكومة مرحلة دقيقة في الأشهر الأخيرة، مع تحركات اجتماعية مثل "السترات الصفراء" وإضرابات ضد الإصلاح المثير للجدل لأنظمة التقاعد.

لكن لا يبدو ان لدى مرشحي حزب الرئيس حظوظاً كبيرة في الفوز في معظم المدن، وهو ما ينطبق على رئيس الوزراء إدوار فيليب المرشح لرئاسة بلدية مدينته آفر في شمال غرب البلاد. وستهدد خسارته للمنصب موقعه كرئيس للحكومة.

وفي باريس، تخوض وزيرة الصحة السابقة أنييس بوزين الانتخابات. واضطرت بوزين لدخول الحملة قبل شهر واحد فقط بدلاً من بنجامين غريفو الذي أطاحت به فضيحة نشر مقاطع فيديو خاصة.

وتحل ثالثة في استطلاعات الرأي (19 %) بعد رئيسة البلدية الاشتراكية آن هيدالغو والمرشحة اليمينية رشيدة داتي، وتملك كلتاهما نسبة 25 % في الاستطلاعات.

ويأمل الحزبان التقليديان في فرنسا تحقيق مكاسب في عدة مدن، رغم انقسام اليمين في بعض معاقله كما مارسيليا (جنوب شرق)، بينما على اليسار أن يتصدى لصعود البيئيين في مدن وسطية مثل بوزانسون (شرق) وتور (وسط) وروان (شمال غرب).

لكن سيصعب تقييم النتائج على المستوى الوطني، في ظلّ انتفاء الانقسام التقليدي بين اليمين واليسار في البلاد منذ فوز الوسطي إيمانويل ماكرون بالرئاسة عام 2017.

back to top