باحث بيولوجي: كورونا يختفي في الربيع ليعود في الخريف... أكثر شراسة
معرفة إلى متى تستمر المناعة بعد الإصابة بالفيروس هي المشكلة الأكبر
توقع مدير مدير المعهد الوراثي في جامعة UCL البريطانية في لندن أن تكون الموجة التالية من كورونا المستجد في الخريف شرسة جداً، بعد أن يختفي في الربيع، ووصف الوباء بأنه أخطر تهديد تواجهه البشرية منذ إنفلونزا عام 1919.
في سلسلة من التغريدات التي يمكن أن تثير جدلاً طبياً، توقع فرانسوا بالو (Francois Balloux)، مدير المعهد الوراثي في جامعة UCL البريطانية في لندن، أن يختفي فيروس كوفيد-19 (كورونا المستجد) بحلول الربيع، وأن يعود ليضرب البشرية بشكل أعنف كثيرًا في الشتاء المقبل.
الموجة المقبلة أسوأ
غرد بالو قائلاً: «أعتقد أنني مؤهل للتعليق على وباء كوفيد-19، فأنا اختصاصي بيولوجي أعمل على الأمراض المعدية وقضيت خمس سنوات في وحدة نمذجة استجابة للوباء ذات مستوى عالمي، في هذه التغريدات، سألخص ما أعتقد أنني (لا) أعرفه».أضاف: «بعد تفكير ملي في كيفية التخفيف من هذا الوباء وإدارته وتحليل البيانات المتاحة، فشلت في تحديد أفضل مسار للعمل، لكن الأسوأ هو أنني لست متأكداً من وجود حل مقبول للمشكلة التي نواجهها، أعتقد أن وباء كوفيد-19 أخطر تهديد للصحة العامة العالمية واجهته البشرية منذ وباء الإنفلونزا في عامي 1918 و1919، ثمة اختلافات كبيرة بين الحدثين، لكنني أعتقد أن ثمة أوجه تشابه ربما تظهر بمجرد أن نستعيد ما حصل في الماضي».بحسبه، إن السيناريو الأكثر منطقية هو أن يتلاشى وباء كوفيد-19 في أواخر الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ويعود في موجة ثانية في الشتاء المقبل، «والتي أتوقع أن تكون أسوأ مما نواجهه الآن».
مجهولان
تابع بالو في تغريداته: «هناك نوعان من المجهول في هذه المرحلة، (1) لا نعلم إلى أي مدى سيكون انتقال كوفيد-19 موسمياً، (2) لا نعلم إذا كانت عدوى كوفيد-19 تؤدي إلى مناعة طويلة الأمد».يرى أنه يصعب التنبؤ بسمة الموسمية من دون سلاسل زمنية، قالمقارنة بين مناطق تفشي وباء كوفيد-19 تشير إلى بعض الموسمية، لكنها على الأرجح أقل من موسمية الإنفلونزا، هذا سيكون متماشياً مع فيروسات أخرى من سلالة كورونا، مثل نزلات البرد الموسمية ووباء ميرس.لكن، معرفة إلى متى تستمر المناعة بعد الإصابة بعدوى كوفيد-19 هي المشكلة الأكبر، تشير المقارنة مع فيروسات كورونا الأخرى إلى أنها قد تكون قصيرة العمر نسبياً (أي أشهر)، إذا تم تأكيد ذلك، فسيزيد من التحدي المتمثل في إدارة الوباء.ويؤكد بالو أن من شأن التحصين قصير الأجل أن يهزم مقاربات «تسطيح المنحنى» و«مناعة القطيع»، وسيكون وضع استراتيجية فاعلة أشد صعوبة في ظل التأثير الموسمي المنخفض، كما سيعقد حملات التطعيم الفاعلة إلى حد كبير.نهج عالمي متكامل
يعد بالو وباء كوفيد-19 مشكلة صعبة للغاية ولا يزال هناك الكثير من المعلومات المجهولة عن هذا الوباء، يقول: «لا يوجد حل بسيط، ويمكن التدخلات غير المدروسة أن تجعل الوضع أسوأ بشكل كبير».فإن كوفيد-19 لا يمثل مشكلة وبائية فحسب، بل هو مشكلة صحية عالمية لا يمكن معالجتها إلا من خلال نهج عالمي متكامل، على سبيل المثال، لا يمكن الاختيار بين إدارة الوباء وحماية الاقتصاد.يختم بالو سلسلة تغريداته بالقول: «الرابط بين الصحة والاقتصاد وثيق، العلاقة بين نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والصحة (متوسط العمر المتوقع) هي مثالية في الأساس، إذا أدى وباء كوفيد-19 إلى انهيار الاقتصاد العالمي، فسوف يفقد عدد أكبر كثيراً من الأرواح مما يمكن أن يتسبب فيه كوفيد-19».